حضرت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار أنجلينا جولي العرض العالمي الأول لفيلمها الجديد “كوتور” ضمن فعاليات مهرجان تورونتو السينمائي الدولي أمس الأحد 7 سبتمبر 2025. تضمن الفيلم، الذي أخرجته أليس وينوكور، قصة مخرجة أمريكية تُدعى ماكسين تواجه تشخيصاً بسرطان الثدي في خضم طلاقها وتحضيرها لعرض أزياء في باريس.
سؤال عن صديق يكسر صمود النجمة
خلال فقرة الأسئلة والأجوبة التي تلت العرض، سُئلت جولي (50 عاماً) من قِبَل أحد الحضور، فقد صديقاً مصاباً بالسرطان، عما يمكن أن تقدمه من رسالة “أمل” لمن يمرون بتجربة فقدان عزيز بسبب المرض. تأثرت جولي بشدة واحتوت دموعها قبل أن تبدأ حديثها قائلةً: “أنا آسفة جداً على فقدانك”.
أضافت جولي أنها تتذكر كلمات والدتها مارشلين برتراند عندما خضعت لمعركتها مع السرطان، حيث أخبرت الحضور بعد عشاء: “كل ما يسألونني عنه هو السرطان فقط”. ثم وجهت نصيحة ثمينة للحضور: “إذا عرفتم شخصاً يواجه أمراً صعباً، اسألوه عن شؤون حياته الأخرى كذلك. فهو إنسان كامل ولا يزال حيّاً”.
توفيت مارشلين برتراند في يناير 2007 عن عمر يناهز 56 عاماً بعد صراع مع سرطان المبيض ثم الثدي، وقد كان لتجربتها الشخصية أثرٌ بالغٌ في اختيار جولي لعرض فيلم “كوتور” الذي يتناول موضوع السرطان من زاوية إنسانية لا تركز على المرض وحده، بل على “نبض الحياة وروح البقاء” كما أوضحت المُخرجة وينوكور.
خضوع انجلينا جولي لجراحة استئصال ثديين وقائية
في عام 2013، كشفت جولي عن خضوعها لجراحة استئصال ثديين وقائية بعد اكتشافها وجود طفرة في جين BRCA1، ما رفع احتمالية إصابتها بسرطان الثدي إلى 87% وسرطان المبيض إلى 50%. وذكرت جولي أن الجراحة خفّضت مخاطر إصابتها بسرطان الثدي إلى أقل من 5%، مما مكنها من طمأنة أبنائها بشأن سلامتها الصحية.
فيلم كوتور.. رسالة احتفاء بالحياة والإصرار
تجمع قصة “كوتور” حكايات ثلاث نساء يجسّدن مراحل عمرية وتجارب مختلفة. فإلى جانب شخصية ماكسين التي تؤديها جولي، ثمة أنجيلي (إيلا رومف) خبيرة المكياج التي تسعى إلى تحويل تجاربها إلى نص أدبي، وآدا (أنيير اني) الطالبة النيجيرية الصاعدة في عالم الأزياء. وقد صرحت ويلوكور بأنها استلهمت قصة الفيلم جزئياً من العلاقات الإنسانية والتحديات التي تتقاطع مع عالم الموضة والفن.
ظهر في العرض أيضاً نجما الفيلم إيلا رومف وأنيير اني، إلى جانب المخرجة أليس وينوكور التي أشادت بتجاوب جولي العاطفي والفني مع موضوع الفيلم. يُذكر أن جولي سبق لها حضور المهرجان العام الماضي لدعم فيلمها “بدون دم”، بحضور ابنها باكس الذي وقف مصفقاً لها بحرارة.
يُعرض “كوتور” قريباً في دور السينما العالمية، حاملاً رسالة احتفاء بالحياة والإصرار على مواجهة المرض بتوازن وإنسانية.