يُختتم قسم الأفلام الكلاسيكية في الدورة الثالثة والسبعين من مهرجان سان سيباستيان السينمائي بنسخة مرممة ثلاثية الأبعاد من الفيلم المكسيكي “زقاق المدق” 1995. ويقام المهرجان في مدينة سان سيباستيان بإقليم غيبوثكوا الإسباني في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر 2025 تُعرض النسخة المرممة خلال حفل الختام، ضمن برنامج “Klasikoak” المتخصص بالأفلام الكلاسيكية.
احتفالاً بالذكرى الثلاثين لأول عرض للفيلم
استغرقت عملية الترميم أربع سنوات كاملة باستخدام تقنية العرض بدقة 4K للحفاظ على التفاصيل البصرية والأصالة الفنية.
أشرفت على مشروع الترميم مختبرات متخصصة بدعمٍ من Sony Pictures International Productions وشركة Alameda Films.
أخرج الفيلم المخرج المكسيكي خورخي فونص، بالاعتماد على سيناريو كتب نصّه الكاتب المكسيكي فيسنتي لينيرو مستلهماً رواية الأديب المصري نجيب محفوظ. ووقف خلف الإنتاج المنتج السينمائي المكسيكي المخضرم ألفريدو ريبشتاين، الذي أسس شركة Alameda Films، ويديرها اليوم حفيده دانيال بيرمان ريبشتاين. وأوضح ريبشتاين أن هدف الترميم توفير تجربة سينمائية محسّنة للأجيال الجديدة.
الرواية الأصلية
تُركّز الرواية الأصلية على شبكة علاقات سكان شارع ضيق في وسط مدينة مكسيكو سيتي، وتتوزع الأحداث عبر أربعة فصول متوازية. يبدأ كل فصل بلعبة دومينو موحّدة بين الشخصيات الرئيسية، ثم يُسرد الحدث من وجهات نظر متعددة لتوضيح تشابك حياة الأفراد. ويمثل هذا الأسلوب الحكيّ المميز الفيلم نقلة نوعية في السرد السينمائي المكسيكي بحق.
اندفعت هذه التجربة السينمائية نحو العالمية بفضل أداء بطلتها سلمى حايك النصف لبنانية ونصف مكسيكية في أول دور سينمائي لها، فأسست لاحقاً مسيرة هوليوودية ناجحة. وشاركها البطولة مجموعة من أبرز الممثلين المكسيكيين منهم برونو بيشير ودانيال خيمينيز كاتشو وخوان مانويل بيرنال وإرنستو غوميز كروز ومارجريتا سانز. أسهم هؤلاء النجوم في منح العمل عمقاً وتمثيلاً حيّاً لصراعات وأحلام الطبقة العاملة في المكسيك.
“زقاق المدق” في السينما المصرية
سبق تقديم رواية “زقاق المدق” في السينما المصرية خلال ستينيات القرن الماضي من بطولة شادية وإخراج حسن الإمام. وذاع صيت هذا العمل آنذاك وأثبتت الرواية قدرتها على تجاوز الحدود الثقافية وإعادة إنتاجها في سياقات متعددة.
إضافة إلى عرضها في ختام مهرجان سان سيباستيان، سيعود الفيلم إلى صالات العرض المكسيكية واللاتينية في 23 أكتوبر عبر Sony Pictures. يأتي ذلك في إطار حملة ترويجية تهدف لإعادة إحياء التراث السينمائي المكسيكي أمام جمهور معاصر. وتتضمن الحملة عروضاً خاصة في مدن رئيسية وصالات فنية مستقلة لتعميق تجربة المشاهدة.
يأمل القائمون على المهرجان والشركة المنتجة أن تساهم هذه الإعادة في تعزيز الحفاظ على تراث سينمائي عالمي. وتسلط هذه المبادرة الضوء على أهمية رقمنة وحفظ النسخ القديمة للمرور بها إلى جيل جديد من الجمهور. تستمر عملية الترميم في دعمها للأفلام الكلاسيكية لضمان حمايتها من الضياع أو التلف.