انطلق التصوير لفيلم علشان خاطر جليلة، في محطة جديدة تؤشر على إعادة صياغة جريئة للسينما المصرية المعاصرة. الفيلم يجمع بين الممثل الموهوب طه دسوقي والفنانة جيهان الشماشرجي تحت إشراف المخرج محمد الزيات في عمله الروائي الأول، ليقدم للجمهور تجربة سينمائية طموحة تخرج عن المألوف.
يأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه طه دسوقي ذروة نجاحه الجماهيري بفيلمه الحالي السادة الأفاضل، الذي حقق رواجًا واسعًا في دور العرض. الفنان اختار أن لا يكتفي بهذا الزخم، بل يتجه مباشرة نحو مشروع جديد يحمل طموحات فنية أعلى. أطلق دسوقي إعلانه عن الفيلم عبر منصات التواصل قائلًا “توكلنا على الله”، في إشارة واضحة إلى الأمل الكبير المعقود على هذا العمل.
قصة الفيلم
ما يميز علشان خاطر جليلة هو جرأة فكرته. يستكشف الفيلم عالم المقابر والأماكن المهجورة، وحياة من يسكنونها. إنه خيار سينمائي جريء يهدف إلى تقديم وجه إنساني لتلك الفئات المهمشة، بعيدًا عن النظرة الاستعطافية أو الكئيبة الخالصة. بدلًا من ذلك، يمزج الفيلم بين عناصر الكوميديا والرومانسية والتشويق، ليقدم سردًا متعدد الأبعاد يختبر علاقات الشخصيات وصراعاتهم.
اختيار هذا المكان كخلفية درامية ليس عابرًا. إنه يعكس رغبة المخرج في تقديم قصة متزنة، تحافظ على الحس الإنساني العميق دون أن تسقط في الحزن الثقيل أو الوعظية. هذا التوازن هو ما يطمح إليه محمد الزيات في فيلمه الأول.
الطموح الدولي
ما يضيف بعدًا استثنائيًا لهذا المشروع هو طموح فريقه الدولي. لم يكتفِ الزيات وفريقه بالتفكير في السوق المحلي، بل عينوا أنظارهم على المنصات الدولية الكبرى. مهرجان كان السينمائي يقف على قائمة الأهداف المحددة للعمل، قبل انطلاقه تجاريًا في دور العرض المصرية.
هذا الطموح ينعكس أيضًا في عملية الاختيار الدقيقة للمواقع. استغرق فريق العمل وقتًا طويلًا في البحث عن أماكن التصوير المناسبة—لأن المقابر والأماكن المهجورة تحتاج إلى معالجة حساسة وجمالية خاصة—قبل أن تبدأ كاميرات الفيلم بالدوران في نوفمبر 2025.
مرحلة جديدة للسينما المصرية
يأتي فيلم علشان خاطر جليلة في لحظة تاريخية مميزة للسينما المصرية. مخرجون جدد يتجاسرون على سرد القصص التي كانت تُعتبر محظورة أو حساسة جدًا. الممثلون الموهوبون ينتقلون بسلاسة بين الأدوار الكوميدية والدرامية، مما يشير إلى نضج تدريجي في الأداء التمثيلي. وشركات الإنتاج تراهن على أفكار طازة بدلًا من الاعتماد على الصيغ المكررة.
في هذا السياق، علشان خاطر جليلة ليس مجرد فيلم آخر. إنه شهادة على جرأة السينما المصرية الحديثة وإصرارها على التطور والابتكار. بعد أسابيع قليلة من بدء التصوير، سيكون الجمهور شاهدًا على ما إذا كان هذا الطموح قد تحول إلى فن حقيقي يستحق المشاهدة.
