عودة الفأر الطباخ “راتاتوي 2” تمثل فصلًا جديدًا في مغامرات “ريمي”، الفأر الذي تحدى الصعاب ليصبح طاهياً بارعًا في قلب باريس. مع انطلاق التحضيرات للفيلم الجديد، يترقب الجمهور بفارغ الصبر قصة جديدة تجمع بين سحر الطهو وروح الطموح، في تجربة سينمائية تعد بمواصلة النجاح والإبداع الذي ميّز الجزء الأول.
عودة الفأر الطباخ راتاتوي
صدر فيلم “Ratatouille” في عام 2007 من إخراج براد بيرد، وحقق حينها نجاحًا كبيرًا على المستويين النقدي والجماهيري. أدى الأصوات الرئيسية في الفيلم باتون أوسوالت (في دور “ريمي”) ولو رومانو (في دور “لينغويني”)، بينما تولّى المؤلف مايكل جياكشينو تقديم موسيقى مستوحاة من أجواء باريس، مما عمّق تجربة المشاهدة وأضفى لمسة شاعرية على القصة. تدور أحداث الفيلم حول فأر طموح يتحدى توقعات بيئته ليسلك طريق الطهو ويصبح طاهياً في مطعم فرنسي.
حقق الفيلم إيرادات عالمية تخطت 623 مليون دولار، وتُوج بجائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة في عام 2008. وقد أشاد النقاد حينها بجودة الرسوم المتحركة والمزج الذكي بين الكوميديا والدراما. وبرغم هذا النجاح، صرح المخرج براد بيرد لاحقًا أن قصة “ريمي” اكتملت تمامًا في الفيلم الأول ولا تتطلب جزءًا ثانيًا.

بين الإبداع والربح
يشير الأداء المذهل لفيلم Inside Out 2، الذي حصد 1.25 مليار دولار عالميًا، إلى ميل بيكسار لتكرار التجارب الناجحة. على النقيض، فشلت أفلام أصلية مثل “Luca” و”Soul” في تحقيق أرباح مماثلة، ما دفع الشركة لإعادة النظر في استراتيجيتها. ووفق تصريحات المدير الإبداعي بيتر دوكتر، فإن بيكسار تعتزم الموازنة بين التتمات والأفلام الجديدة لتجنّب تكرار العوالم واستنزاف الجمهور.
يتوفّر الفيلم الأصلي حاليًا على منصة Disney+، وقد بقي ضمن قائمة أكثر المحتويات مشاهدة عالميًا خلال عام 2025، بحسب موقع IMDb. هذا الاهتمام المتجدد بالفيلم الأصلي ساهم في ترسيخ رغبة الجمهور بعودة “ريمي” إلى الشاشة، ما قد يعزز فرص نجاح التتمة.

راتاتوي 2
يأتي مشروع “Ratatouille 2” ضمن خطة أوسع أعلنتها ديزني تشمل إنتاج Toy Story 5، وIncredibles 3، وCoco 2. ويُتوقع أن تبدأ عملية التصوير قبل نهاية العام الجاري، لكن لم تُعلن أي تفاصيل رسمية بشأن النص أو طاقم العمل حتى الآن.
في تصريحات قديمة عام 2018، استبعد المخرج براد بيرد فكرة إنتاج جزء ثانٍ بسبب افتقار القصة لمادة درامية جديدة. كما رفض بيتر دوكتر فكرة تحويل الفيلم إلى نسخة حية، مشيرًا إلى صعوبة تجسيد عالمه الرسومي بالواقعية اللازمة. هذه المواقف المتباينة تسلّط الضوء على التحديات التي تواجه إحياء أعمال بيكسار الكلاسيكية.

جمهور منقسم وتوقعات عالية
أثار الحديث عن الجزء الجديد تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما عبّر البعض عن قلقهم من أن يؤثر الفيلم الجديد على “الهالة الكلاسيكية” للأصل، أعرب آخرون عن حماسهم للعودة إلى أجواء باريس الساحرة مع الفأر الطاهي. ويرى مراقبون أن هذا الانقسام يعكس جدلاً أوسع حول جدوى التتمات في مقابل الأفكار الأصلية في عالم الأنيميشن.
حتى الآن، لم تُصدر شركتا ديزني وبيكسار أي بيان رسمي بشأن المشروع، ولا يزال الجمهور يترقب إعلانًا رسميًا يحدد موعد انطلاق التصوير وتفاصيل العرض. وبين المؤيدين والمعارضين، يبقى “Ratatouille 2” مشروعًا يختبر توازن بيكسار بين الإبداع والمخاطرة.