ينتظر عشاق السينما المصرية عرض فيلم الغربان الذي يتناول واحدة من أهم المعارك في تاريخ الحرب العالمية الثانية. يجسد العمل معركة العلمين الثانية التي دارت في عام 1942 بمصر، في إطار من الأكشن والتشويق، مع طاقم عمل دولي ضخم وميزانية إنتاجية استثنائية.
أنهى الممثل عمرو سعد تصوير الفيلم في أبريل 2025 بعد فترة إنتاج استمرت أربع سنوات من التحضير والتصوير. علّق سعد عبر حسابه على فيسبوك قائلاً: «الحمد لله، الانتهاء من التصوير ودخول مراحل المونتاج والتجهيز للعرض العالمي إن شاء الله».
المعركة العلمين
تدور أحداث الفيلم في الصحراء الغربية المصرية عشية معركة العلمين، حيث يدور صراع قوي بين قوات دول المحور بقيادة المارشال الألماني إيرفين روميل وقوات دول الحلفاء بقيادة الجنرال البريطاني برنارد مونتغمري.
وقعت المعركة الثانية للعلمين في الفترة من 23 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 1942، وتُعد نقطة تحول حاسمة في الحرب العالمية الثانية. شهدت المعركة أول انتصار كبير لدول الحلفاء وبداية الخسائر التي لحقت بالقوات الألمانية، مما مثّل بداية النهاية لحملة الصحراء الغربية.
يشارك في بطولة الفيلم مي عمر، عمرو سعد، محمد علاء، أسماء أبو اليزيد، ماجد المصري، عبد العزيز مخيون، وصفاء الطوخي. انضمت مي عمر للفيلم بدلاً من دينا الشربيني التي اعتذرت عن المشاركة بسبب ظروف عائلية خاصة.
تميز الإنتاج بطابعه الدولي، حيث يضم نخبة من الممثلين المصريين والألمان والروس والإنجليز، وهو ناطق باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. تمت ترجمة الفيلم إلى 12 لغة استعداداً للعرض العالمي.
استمر تصوير الفيلم في عدة مواقع دولية، بما في ذلك مناطق مغطاة بالثلوج في روسيا قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. كما أنشأت الشركة المنتجة مجموعة تصوير خاصة لمدينة العلمين في محافظة الفيوم بتكلفة حوالي 12 مليون دولار.
نجوم العمل
وصف عمرو سعد الفيلم بأنه «العمل الأضخم إنتاجياً» في مسيرته، مؤكداً أنه يهدف لمنافسة السينما الأمريكية والهندية. وأضاف أن الفيلم سيكون «عالمياً» ويمثل عودة قوية للسينما المصرية بعد غيابه عن الشاشة الكبيرة لمدة ست سنوات منذ فيلم «حملة فرعون» عام 2019.
أخرج الفيلم ياسين حسن وألّفه، وهو من إنتاج سيف العريبي وشركة PCC للإنتاج الفني. يُتوقع أن يُطرح الفيلم في دور السينما خلال النصف الثاني من عام 2025 بعد انتهاء عملية المونتاج والإعداد النهائي.
تُظهر مي عمر في الفيلم شخصية جديدة لم تقدمها من قبل، والتي وُصفت بأنها ستكون «مفاجأة للجمهور». يمثل هذا التعاون الأول بين مي عمر وعمرو سعد، مما يضيف بعداً جديداً لمسيرة كل منهما الفنية.
نبذة تاريخية
تُعتبر معركة العلمين من أهم المعارك في تاريخ مصر الحديث، حيث دُرّست عسكرياً في أكاديميات عالمية كنموذج على الاستراتيجية العسكرية المتطورة. وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل النصر في العلمين بأنه «نهاية بداية» الحرب العالمية الثانية.
شهدت المعركة مواجهة بين اثنين من أشهر القادة العسكريين في القرن العشرين: إيرفين روميل الملقب بـ«ثعلب الصحراء» وبرنارد مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني. انتهت المعركة بانتصار قوات الحلفاء وبداية تراجع قوات المحور من شمال إفريقيا.
يأتي فيلم «الغربان» ضمن سلسلة أفلام دولية تناولت معركة العلمين، منها الفيلم الإيطالي «The Battle of El Alamein» عام 1969 والفيلم الإيطالي «El Alamein: The Line of Fire» عام 2002. لكن الفيلم المصري يتميز بكونه أول عمل عربي يتناول هذه المعركة التاريخية بهذا الحجم الإنتاجي الضخم.
ينتظر النقاد وعشاق السينما عرض «الغربان» بفارغ الصبر، خاصة مع التطلعات العالية حول إمكانية مشاركة الفيلم في المهرجانات السينمائية الدولية والمنافسة على الجوائز العالمية. يُعتبر هذا العمل خطوة مهمة نحو إعادة إحياء السينما التاريخية المصرية وتقديمها بمستوى إنتاجي يضاهي الأعمال العالمية.