أعلنت المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، المنتجة ماريان خوري، ابنة أخت المخرج الراحل يوسف شاهين، أن الدورة الثامنة للمهرجان (16-24 أكتوبر 2025) ستحتفل بالذكرى المئوية لميلاد الأسطورة السينمائية المصرية والعربية.
جاء الإعلان خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في القاهرة يوم 15 سبتمبر 2025، حيث أوضحت خوري أن الاحتفالية ستسلط الضوء على تأثير شاهين الكبير في السينما العربية، خاصة دوره في إلهام صناع الأفلام لإنتاج أعمال سينمائية ذات طابع انعكاسي وذاتي.
برنامج شامل يمتد عبر القارات
ستتضمن الاحتفالية برنامجاً خاصاً يعرض فيلماً من أبرز أعمال شاهين، إلى جانب مجموعة من الأفلام لمخرجين تأثروا بفنه ورؤيته. كما ستشمل الفعاليات جلسة نقاشية بعنوان “رحلة مع الأستاذ – يوسف شاهين: من عدسة شاهين إلى عوالمهم الخاصة”، تناقش تأثير شاهين على المخرجين المصريين مثل يسري نصر الله وداود عبد السيد.
أكدت خوري أن الاحتفال لن يقتصر على مصر، بل سيبدأ في الجونة قبل أن يسافر حول العالم، من فرنسا إلى اليابان وسويسرا وما بعدها. قالت: “يوسف شاهين لم يكن فقط مخرجاً استثنائياً، بل كان الأب الروحي للموجة الجديدة من السينما العربية، ونحن نسلط الضوء على تأثيره على جيل كامل من صناع الأفلام العرب”.
معرض تفاعلي مستوحى من “باب الحديد”
سيقام معرض كبير حول شاهين بتنسيق وتصميم شيرين فرغل، بدعم من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، شريك التأثير في المهرجان. المعرض سيكون تجربة حسية مستوحاة من فيلم شاهين الكلاسيكي “باب الحديد” (1958)، وسيحاكي محطة رمسيس الشهيرة في القاهرة.
صُمم المعرض ليكون رحلة حسية تشعر الزوار وكأنهم يستقلون قطاراً يمر عبر محطات مختلفة تمثل مراحل المسيرة الفنية لشاهين. هذا التصميم يعكس اهتمام شاهين المبكر بالقضايا الإنسانية، كما ظهر في فيلم “باب الحديد” الذي لعب فيه دور بائع جرائد معاق، مسلطاً الضوء على صراعات المهمشين في المجتمع.
شاهين رائد السينما الاجتماعية العربية
وُلد يوسف شاهين في 25 يناير 1926، وستكون الذكرى المئوية لميلاده في 25 يناير 2026. بدأ شاهين التركيز على القضايا الإنسانية في وقت مبكر من مسيرته، ففي فيلم “صراع في الوادي” (1954)، أول أفلامه مع عمر الشريف، حكى قصة مهندس فلاح يحارب إقطاعياً قوياً يدمر المحاصيل للحفاظ على سيطرته.
أوضحت خوري أن شاهين لم يكتف بكونه مخرجاً رائداً في هذا النوع من السينما بفيلمه “الإسكندرية… ليه؟”، بل ألهم أيضاً صناع أفلام في تونس والمغرب والجزائر ومصر لإنتاج أعمالهم الأولى في هذا الاتجاه. كان شاهين صوتاً بارزاً في تحويل السينما إلى مساحة للتعبير الحر والجرأة الفنية والالتزام الاجتماعي.
