من المسابقة الرسمية للعروض المختلفة …تفاصيل المشاركة العربية في مهرجان كان

حضور عربي مميز في الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي

فريق التحرير
فريق التحرير
مهرجان كان

ملخص المقال

إنتاج AI

يشهد مهرجان كان السينمائي مشاركة عربية بارزة بتسعة أفلام، تتناول قضايا مجتمعية وسياسية متنوعة. يبرز فيلم "صقور الجمهورية" لطارق صالح في المسابقة الرسمية، بينما تُسلط أفلام أخرى الضوء على قضايا اللاجئين والهوية، إضافة إلى فيلم وثائقي عن غزة.

يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78، التي تُقام بين 13 و24 مايو/أيار 2025، حضورًا عربيًا لافتًا يعكس نضوج السينما في المنطقة وتزايد حضورها على الساحة العالمية. ويشارك في المهرجان هذا العام تسعة أفلام عربية، موزعة بين المسابقة الرسمية، قسم “نظرة ما”، وأقسام موازية أخرى مثل “أسبوع النقاد” و”أسيد”، مما يعكس تنوع الرؤى والأساليب السردية للمخرجين العرب، إضافة إلى التزامهم بقضاياهم المجتمعية والسياسية.

يتصدر المشاركة العربية فيلم “صقور الجمهورية” (The Eagles of the Republic) للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، الذي ينافس في المسابقة الرسمية للفوز بالسعفة الذهبية. الفيلم يُكمل ثلاثية القاهرة التي بدأها صالح بفيلم “حادثة فندق النيل” ثم “صبي من الجنة”، ويُعد أبرز تمثيل للسينما المصرية في هذه الدورة، بالرغم من أن أفلامه لم يسمح بعرضها في مصر أو بالمهرجانات السينمائية العربية.

تدور أحداث الفيلم حول جورج النبوي، الممثل المصري الشهير الذي تنقلب حياته بعد فضيحة تُفقده ثقة السلطات، ليجد نفسه في مأزق يضطره لقبول عرض غامض يُغير مصيره. يشارك في بطولته الممثل عمرو واكد، إلى جانب فريد فريد ولينا خدري. العمل يحمل نبرة سياسية واضحة، كما اعتاد طارق صالح.

من تونس والجزائر، تأتي المخرجة الفرنسية من أصل مغاربي حفصية حرزي، لتشارك في المسابقة الرسمية بفيلم “الأخت الصغيرة” (La Petite Dernière)، المقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته للكاتبة الفرنسية الجزائرية فاطمة داس. العمل يرصد مسيرة فتاة من أصول مهاجرة تكافح للتوفيق بين تقاليد عائلتها ومتطلبات الحياة الجديدة في فرنسا، في رحلة شخصية تعكس صراعات الهوية والانتماء.

“نظرة ما”: منصة العرب لقصص المهمشين

تضم مسابقة “نظرة ما” ثلاثة أفلام عربية تُسلّط الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين والحروب، من مصر، تونس، وفلسطين.

أول هذه الأفلام هو “عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن” للمخرج المصري مراد مصطفى، والذي يعود إلى المهرجان بعد مشاركات ناجحة بأفلام قصيرة. الفيلم يروي قصة مهاجرة سودانية تُدعى عائشة، تعمل في رعاية كبار السن بأحياء القاهرة الفقيرة، وتواجه ضغوطات عصابات محلية ومشاكل الحياة اليومية، في سرد اجتماعي مؤلم لكنه واقعي.

أما من فلسطين، فيشارك التوأمان طرزان وعرب ناصر بفيلم “وكان يا ما كان في غزة”، الذي يستعرض الحياة في غزة عام 2007، قبل الاجتياح الإسرائيلي الأخير، مستخدمين الكوميديا السوداء كأداة للتعبير عن القهر والمعاناة، في استمرار لنهجهما الفني الذي بدأ بفيلم “غزة مونامور”.

الفيلم الثالث في “نظرة ما” هو “سماء بلا أرض” للمخرجة التونسية الفرنسية أريج السحيري، والذي يتناول أوضاع المهاجرات الأفريقيات في تونس خلال فترة تصعيد عنصري وسياسي، في معالجة جريئة تُعري العنصرية الكامنة في الخطابات الرسمية والإعلامية.

وثائقي فلسطيني في ظل الحرب والغياب القسري

تُعرض في قسم “أسيد” الموازي لمهرجان كان، الذي يهتم بأفلام السينما المستقلة، تحفة وثائقية بعنوان “ضع روحك على يدك وامشِ” للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي. يتضمن الفيلم مقابلات فيديو مع المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، والتي قُتلت في غارة جوية إسرائيلية على غزة في أبريل الماضي. الفيلم يقدم شهادة شخصية مؤثرة عن الحياة خلال الحرب، ويُعد من أبرز الأعمال التوثيقية في الدورة الحالية، حيث اختلط فيه الفن بالحقيقة والمأساة الإنسانية.

إنتاجات عربية قصيرة

في قسم الأفلام القصيرة، تشارك عدة دول عربية بأعمال تتسم بالعمق والرمزية. من العراق، يعرض المخرج حسن هادي فيلم “كعكة الرئيس”، الذي تدور أحداثه حول فتاة تُكلف بجمع مكونات لصنع كعكة لصدام حسين، في نقد ذكي لفترة الحكم الاستبدادي.

من فلسطين، يقدم الممثل توفيق برهوم أولى تجاربه الإخراجية بفيلم “سعيد بموتك الآن”، الذي يستعرض علاقة شقيقين يعيدان اكتشاف ماضيهما في جزيرة طفولتهما، حيث تتفجر الأسرار القديمة التي تربطهما.

في “أسبوع النقاد”، يُعرض فيلم “المينا” للمخرجة المغربية رندة معروفي، عن مدينة جرادة، التي عرفت تاريخًا طويلًا من الاستغلال في مجال الفحم، والثورات الشعبية، في عمل يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي المغربي بطريقة شعرية ومؤثرة.

يُذكر أن المهرجان سيكرّم هذا العام النجم الأميركي روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية، تقديرًا لمسيرته الطويلة.