أصيبت عائلة الإنتاج الفني لمسلسل “إيميلي في باريس” بصدمة كبيرة بعد وفاة مساعد المخرج الإيطالي دييجو بوريلا، البالغ من العمر 47 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير المشاهد الأخيرة للموسم الخامس في مدينة فينيسيا الإيطالية. وقد أدت هذه المأساة إلى تعليق عمليات التصوير مؤقتًا، قبل أن تستأنف بعد يومين من الحادث، في وقت تستعد شبكة نتفليكس لعرض الموسم الجديد في ديسمبر المقبل.
تفاصيل الحادث المأساوي
وقع الحادث المأساوي مساء يوم الخميس 21 أغسطس الجاري، حوالي الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، داخل فندق دانييلي التاريخي في فينيسيا، بحسب ما أوردته الصحف الإيطالية المحلية “لا ريبوبليكا” و”إيل ميساجيرو” و”كورييري ديلا سيرا”. انهار بوريلا أمام زملائه في الفريق بينما كانوا يستعدون لتصوير المشهد الأخير من الحلقة النهائية للموسم الخامس. حاول الطاقم الطبي الموجود في موقع التصوير إنعاشه فورًا، لكن جهودهم باءت بالفشل، وأُعلنت وفاته في الموقع.
أكدت خدمة الإسعاف في فينيسيا تفاصيل الحادث في بيان رسمي، حيث قالت: “وصلت سيارة الإسعاف في تمام الساعة 6:42 مساء يوم الخميس، وحاول الأطباء إنعاشه، لكن جميع الجهود باءت بالفشل، وأُعلنت وفاته حوالي الساعة 7:30 مساءً”. ووفقًا لطبيب محلي وصل إلى مكان الحادث، فإن بوريلا توفي على الأرجح بسبب “نوبة قلبية مفاجئة”.
بيان الشركة المنتجة والتعليق المؤقت للتصوير
أصدرت شركة “باراماونت تلفيجن ستوديوز”، الشركة المنتجة للمسلسل، بيانًا رسميًا تعبر فيه عن حزنها العميق للفقيد. جاء في البيان: “نحن حزينون بشدة لتأكيد الوفاة المفاجئة لأحد أفراد عائلة إنتاج مسلسل إيميلي في باريس، وقلوبنا مع أسرة الفقيد وأحبائه في هذا الوقت الصعب للغاية”.
تم تعليق عمليات التصوير مؤقتًا بعد الحادث مباشرة، بحسب ما أوردته صحيفة “إيل ميساجيرو” الإيطالية. إلا أن فريق العمل استأنف التصوير يوم السبت 23 أغسطس، حيث شوهدت النجمة ليلي كولينز وزملاؤها في فريق التمثيل وهم يعودون إلى العمل في فينيسيا. كان من المقرر أن ينتهي تصوير الموسم الخامس يوم الاثنين 25 أغسطس، وكان بوريلا مسؤولاً عن الإشراف على المشهد الأخير عندما انهار.
سيرة دييجو بوريلا المهنية والشخصية
وُلد دييجو بوريلا في مدينة فينيسيا عام 1978، وكان محترفًا محترمًا في مجال السينما والتلفزيون. تلقى تدريبه المهني في عدة عواصم عالمية، حيث عمل في روما ولندن ونيويورك، مما أكسبه خبرة واسعة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني. عمل بوريلا كمساعد مخرج ثالث محلي في مسلسل “إيميلي في باريس”، وكان قد انضم مؤخرًا إلى فريق العمل في إيطاليا للموسم الخامس.
إلى جانب عمله في المجال السينمائي، كان بوريلا ناشطًا في مجالات الفنون البصرية والأدب. في السنوات الأخيرة، ركز على الكتابة الإبداعية، حيث كتب الشعر والحكايات الخيالية وقصص الأطفال. نشر مجموعة شعرية بعنوان “5. 7. 5. هايكو لعام” في مايو 2023، والتي تضمنت مجموعة من قصائد الهايكو اليابانية التقليدية.
تأثير الحادث على الإنتاج والفريق
أثرت وفاة بوريلا بشكل كبير على فريق العمل، خاصة وأن الحادث وقع قبل أيام قليلة من انتهاء تصوير الموسم. كانت النجمة ليلي كولينز قد نشرت، قبل أيام من الحادث، صورًا من كواليس التصوير في فينيسيا عبر حسابها على إنستغرام، مع زميلتها آشلي بارك، معلقة: “رحلة ممتعة من وإلى العمل مع الأفضل”.
تحدث ماتيا بيرتو، أحد الأصدقاء المقربين لبوريلا، عن الصدمة التي أصابت الجميع، قائلاً للصحيفة الإسبانية “إل موندو”: “آخر مرة التقينا فيها كانت في عشاء في باريس مع أفضل أصدقائنا، اتصلت به يوم الخميس وكان محطمًا. كان دييجو يتمتع بحس فكاهة رائع، كان ذكيًا وموهوبًا للغاية. حياته انقطعت وهو شاب، لذلك لا توجد كلمات كثيرة، فقط حزن عظيم”.