سيد رجب لـ”لنا”: تفاصيل دوره كوالد أم كلثوم في فيلم “الست” وتجربته في العمل

في حوار خاص، يتحدث سيد رجب لـ”لنا” عن كواليس تجسيده لشخصية والد أم كلثوم في فيلم “الست”

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

يجسد سيد رجب دور والد أم كلثوم في فيلم "الست"، الشيخ إبراهيم البلتاجي، كأب ريفي محافظ يكتشف موهبة ابنته ويستثمرها في الغناء رغم التحديات الاجتماعية. يركز الفيلم على علاقته بأم كلثوم وكيف ساهم في صعودها.

النقاط الأساسية

  • يجسد سيد رجب دور والد أم كلثوم في فيلم "الست"، ويركز على تعقيد شخصيته كأب ريفي.
  • يركز الفيلم على كيمياء سيد رجب ومنى زكي، وكيف ساهمت في تجسيد العلاقة بين الأب وابنته.
  • يستكشف الفيلم دور الأب في رحلة صعود أم كلثوم، وكيف تحول مع نجاحها وتأثير ذلك عليه.

سيد رجب يطل في فيلم “الست” بدور مختلف وحسّاس، يجسّد فيه شخصية والد أم كلثوم، الشيخ إبراهيم البلتاجي، في عمل سينمائي يعيد قراءة سيرة كوكب الشرق من زاوية إنسانية تعتمد على العائلة والعلاقات الأولى التي شكّلت ملامح شخصية الأسطورة. هذا الدور يضع رجب في قلب الحكاية، ليس فقط بوصفه أبًا لبطلة العمل منى زكي، بل كقوة دافعة ومحرك أساسي لمسار أم كلثوم منذ طفولتها وحتى صعودها إلى قمة المجد الفني.

أب صارم بين التدين والفن

في حديثه لـ”لنا”، يوضح سيد رجب أنه تعامل مع شخصية والد أم كلثوم بوصفها نموذجًا معقدًا للأب الريفي في بدايات القرن العشرين؛ رجل أزهري المنشأ، محافظ في مظهره وقيمه، وفي الوقت نفسه براغماتي بما يكفي ليكتشف موهبة ابنته ويقرر استثمارها في عالم الغناء رغم حساسية المجتمع آنذاك تجاه غناء النساء. هذا التناقض بين التدين الظاهري وبين مهنة “المغنّي” كان نقطة ارتكاز رئيسية في بناء الشخصية؛ فهو أب يخاف على سمعته وسمعة بيته، لكنه يقتنع تدريجيًا أن صوت ابنته “رزق” لا يجوز إهماله.
يشرح رجب أنه سعى لتجسيد هذه الحالة من خلال لغة جسد تجمع بين الهيبة والخجل: نظرات حادة أحيانًا، وانكسار إنساني في لحظات الضعف حين يجد ابنته تتفوق على كل تصوّراته المسبقة. فالأب هنا ليس خصمًا تقليديًا للفن بقدر ما هو حارس لبنية اجتماعية كاملة، يتغير من داخلها مع كل خطوة ناجحة تخطوها أم كلثوم على المسرح.

تجربته مع فريق العمل ورؤيته للفيلم

يتحدث سيد رجب عن تجربة العمل تحت إدارة المخرج مروان حامد بوصفها أحد عوامل اطمئنانه للدور؛ فالمخرج – كما يرى – يمتلك حسًا بصريًا عاليًا وقدرة على إدارة ممثلين من أجيال مختلفة في إطار واحد، مع ترك مساحة للارتجال المحسوب داخل حدود الشخصية. في “الست”، شعر رجب أن الدور مكتوب ليُرى من زوايا متعددة: مرة كأب، ومرة كمدير لأعمال ابنته في المراحل المبكرة، ومرة كرمز لجيل كامل كان يعيش صدامًا بين التقليد والحداثة.
على مستوى النص، يثني على طريقة كتابة أحمد مراد التي تمزج بين الواقعة التاريخية والمعالجة الدرامية، موضحًا أنه كان حريصًا على فهم الفروق بين ما هو موثق عن والد أم كلثوم تاريخيًا، وما أضافه السيناريو من عناصر تخدم الحبكة. هذا الوعي، من وجهة نظره، ضروري حتى لا يقع الممثل في فخ “التأريخ الناشف” أو الانفصال التام عن الحقيقة.

دور الأب في تشكيل أسطورة أم كلثوم

Advertisement

في قراءته الخاصة، يرى سيد رجب أن شخصية والد أم كلثوم ليست مجرد خلفية لسيرة نجمة كبيرة، بل هي مفتاح مهم لفهم كيف تشكّلت هذه الأسطورة. فالأب، مهما اختلفت تقييماتنا لسلوكه، هو من أخذ قرار كسر حواجز القرية والذهاب بابنته إلى القاهرة، وهو من قبل أن يرافقها في عالم الرجال والموالد والمسارح وهو يدرك حجم المخاطرة.
من هنا، تعامل رجب مع الدور على أنه “رحلة تحول” موازية لرحلة إ ابنته: كلما صعدت أم كلثوم درجة في السلم الفني، صعد الأب معها درجة في سلم التفاهم مع هذا العالم الجديد، حتى وإن بقيت داخله بقايا من الرجل الريفي المتحفظ. هذه الثنائية – في رأيه – تمنح المشاهد منظورًا أوسع لسيرة أم كلثوم، لا كموهبة خارقة فقط، بل كثمرة شبكة معقدة من العلاقات العائلية والاجتماعية والاختيارات الصعبة.

بهذا الأداء، يضيف سيد رجب حلقة جديدة إلى سلسلة أدواره التي تعتمد على العمق الإنساني أكثر من الصخب الخارجي، ويضع بصمته في عمل يبدو مرشحًا لأن يثير نقاشًا طويلًا حول كيفية تقديم رموز مثل أم كلثوم على الشاشة، ودور من حولهم في صناعة تاريخهم.