يحمل عمرو يوسف مشروعه السينمائي الجديد “درويش” بخصوصية شديدة، فالفيلم بالنسبة له ليس مجرد تجربة جديدة، بل هو تتويج لفكرة احتفظ بها لأربع سنوات، حتى أصبحت الظروف ناضجة لتنفيذها.
العمل من تأليف وسام صبري، الذي كتب من قبل فيلم “شقو”، وحين قرأه يوسف لأول مرة، شعر بأنه أمام مشروع مختلف يتطلب جهات إنتاجية مؤمنة به، وإمكانيات فنية وتقنية عالية.
ما ميّز هذا العمل منذ بدايته، وفقًا لحديث الممثل المصري مع “لنا” هو التحدي الذي يفرضه الزمن الذي تدور فيه الأحداث، فالفيلم يعود بالزمن إلى حقبة الأربعينات، ما استلزم تحضيرات طويلة امتدت إلى سبعة أشهر كاملة، تخللتها قراءات ومناقشات وتحضيرات مكتبية دقيقة لكل شخصية وكل مشهد. هذا النهج الذي يسلكه عمرو يوسف في مشاريعه لا يعتمد على الارتجال أو الاعتماد على الحضور التلقائي، بل على الفهم العميق للشخصية والسياق الزمني الذي تنتمي إليه.
يصرّ يوسف على أن المخرج هو صاحب الرؤية الأولى والأخيرة في تحديد باقي عناصر العمل، بدءًا من طاقم التمثيل وحتى شكل الأداء العام، وهو يختار التعاون مع مخرج لأنه يثق فيه، ثم يمنحه المساحة الكاملة ليقود المركب، لأنه يدرك أن تدخّل الممثّل في تفاصيل ليست من صميم دوره قد يضر بالفيلم بدلًا من أن يخدمه.
وعن التحضيرات الميدانية، أشار إلى أن تصوير المشاهد الخارجية في “درويش” استلزم إعادة تشكيل الشوارع لتتناسب مع تلك الفترة الزمنية، بدءًا من السيارات واللافتات وحتى حركة الناس وطريقتهم في الكلام، حيث كان الهدف أن يبدو كل عنصر حقيقيًا ومتسقًا مع روح الأربعينات.
عمرو يوسف لا يعوّل كثيرًا على الحملات الترويجية المكثفة، بل يرى أن جودة العمل هي المعيار الأهم، مؤكدًا أنه شاهد بنفسه أفلامًا حصدت نجاحًا واسعًا رغم أنها لم تحظَ بدعاية كبيرة، في حين لم تحقق أفلام أخرى ذات ضجة إعلامية نجاحًا يوازي حجم الترويج لها.
وعن موعد عرض الفيلم، أوضح أن قرار الطرح بيد شركة الإنتاج والتوزيع، مشيرًا إلى أن الفيلم لن يكون جاهزًا لموسم العيد بسبب استمرار أعمال ما بعد الإنتاج، وعلى رأسها المؤثرات البصرية، وهو يفضّل الانتظار للخروج بمنتج متكامل على أن يُعرض الفيلم بشكل متسرّع.
في اختياراته الفنية، يبدو واضحًا أن يوسف يتجه إلى التنوع والابتعاد عن النمطية، سواء في ملامح الشخصية أو في تركيبتها النفسية. (فيلم “وش في وش”)

يرى أن الدراما التليفزيونية تستنزف وقتًا كبيرًا من السنة، مما يجعل الممثل غير قادر على التفرغ للسينما كما ينبغي، وهو ما يدفعه أحيانًا لتأجيل مشاريع درامية. وحتى هذه اللحظة، لم يقرّر خوض عمل رمضاني جديد، سواء داخل الموسم أو خارجه، مؤكدًا أنه لا يضع المشاركة في رمضان كهدف، بل يسعى وراء الفكرة الجيدة.
ويشيد بتجربة الفنان أحمد أمين في مسلسل “النص”، ويراها خطوة موفقة في تجديد المحتوى الدرامي، ويعتبر أن السوق الدرامي في مصر بدأ يفتح نوافذ جديدة للتجريب والمغامرة، لكن في الوقت نفسه يؤكد بأن فيلم “درويش” لا يتشابه مع المسلسل بأي شكل من الأشكال رغم أن كلاهما يدور في أربعينات القرن الماضي.
عن مشاريعه القادمة، نفى وجود أي تحركات حالية بخصوص جزء رابع من سلسلة “ولاد رزق”، مشيرًا إلى أن تنفيذ هذا النوع من الأعمال يحتاج لقرار جماعي وتحضير طويل لا يمكن التعجل فيه.
من بين الأعمال التي يعمل عليها في الوقت الحالي فيلم جديد يتناول العلاقات العاطفية من منظور مختلف، مستوحى من فكرة لعبة “السلم والثعبان”، يشتبك فيها صعود وهبوط العلاقات بشكل ديناميكي غير تقليدي، مشيراً إلى أن الفكرة جاءت من المخرج طارق العريان، وهي تجربة لا تشبه الجزء الأول.

عمرو يوسف يقدم نفسه كممثل ملتزم لا يميل إلى الظهور المتكرر في وسائل التواصل، ويرى أن الانشغال الحقيقي يجب أن يكون بالمضمون وليس بالصورة السطحية على الشاشات أو المنصات الاجتماعية.