يستعد مهرجان كان السينمائي لعام 2025 لإطلاق دورته الـ78، والتي ستُقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو في مدينة كان الفرنسية داخل قصر المؤتمرات والمعارض، المقرّ الرئيسيّ للمهرجان. تُعد هذه الدورة من أبرز الأحداث السينمائية العالمية، حيث تجمع بين أهم الأسماء في عالم السينما والمواهب الصاعدة، مع التركيز على التنوّع والإبتكار في صناعة الأفلام. وسيُمنح الممثل الأميركي روبرت دي نيرو السّعفة الذهبيّة الفخريّة تقديرًا لمسيرته الفنيّة الحافلة.
لجنة التّحكيم والافتتاح

تتولّى الممثلة الفرنسية جولييت بينوش رئاسة لجنة التحكيم لهذا العام، خلفًا للمخرجة الأميركية غريتا غيرويغ. تُعرف بينوش بمسيرتها الفنية المتميزة ومواقفها الإنسانيّة، وقد عبّرت عن فخرها بتولّي هذا المنصب بعد 40 عامًا من أول ظهور لها في المهرجان عام 1985. وتضمّ اللجنة كل من الممثلة والمخرجة الاميركية هالي بيري، والممثل الاميركي جيريمي سترونغ، والممثلة الايطالية ألبا رورفاخر، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني، المخرج الكوري هونغ سانغ-سو، والمخرجة الهندية بايال كاباديا، والمخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس، والمخرج ديودو حمادي من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويعود الممثل الفرنسي لوران لافيت لتقديم حفليّ الإفتتاح والختام، بعد أن قام بذلك سابقًا عام 2016، وسيُفتتح المهرجان بالفيلم الكوميدي الفرنسي “Leave One Day” للمخرجة أميلي بونان.
كما تضمّ المسابقة الرّسميّة هذا العام 22 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم، مع مشاركة لافتة لعدد من النجوم والمخرجين البارزين منهم:
- “The Phoenician Scheme”: فيلم جديد للمخرج ويس أندرسون، يشارك فيه مايكل سيرا وميا ثريبلتون.
- “Nouvelle Vague”: تحيّة للموجة الفرنسيّة الجديدة من إخراج ريتشارد لينكليتر.
- “Die, My Love”: دراما نفسيّة من إخراج لين رامزي، بطولة جينيفر لورانس وروبرت باتينسون.
- “Eddington”: فيلم ويسترن من إخراج آري آستر، يضّم طاقمًا نجمياً.
- “Alpha”: فيلم غامض من إخراج جوليا دوكورنو.
- “Sentimental Value”: فيلم جديد للمخرج يواكيم تريير، يجمعه مجدّدًا مع الممثلة رينات راينسفي.
- “Sirat”: دراما من إخراج أوليفر لاكس، تتناول قصة عائلة تبحث عن إبنتها في صحراء المغرب.
-“Romería”: الفصل الثالث من ثلاثية كارلا سيمون حول الريف الإسباني.

وتشهد الدّورة الحالية أولى تجارب الإخراج لكلّ من سكارليت جوهانسون بفيلم “Eleanor the Great”، وكريستين ستيوارت بفيلم “The Chronology of Water”، وهاريس ديكنسون بفيلم “Urchin”، وجميعها تُعرض في قسم “نظرة ما”.
أقسام موازية وعروض خاصة
من ضمن كلاسيكيات كان في كل عام، تُعرض نُسخ مرمّمة من أفلام كلاسيكيّة مثل “The Gold Rush” لتشارلي شابلن و”Barry Lyndon” لستانلي كوبريك، إحتفالًا بمرور 100 عام على عرضها الأول.
وفي أسبوع النقّاد سيترأس المخرج الإسباني رودريغو سوروجوين لجنة تحكيم هذا القسم، مع مشاركة أفلام مثل “Sleepless City” للمخرج غييرمو غالوي.
أصداء سياسيّة وإنسانيّة
واجه المهرجان دعوات لإضراب عام من قبل مجموعة فرنسيّة تمثّل مصالح العاملين، إحتجاجًا على العقود قصيرة الأجل وغياب برامج التّأمينات ضدّ البطالة. تسعى إدارة المهرجان إلى معالجة هذه القضايا لضمان سيرّ الفعاليات بسلاسة.
وأثّارت تصريحات الرئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركيّة بنسبة 100% على الأفلام الدّوليّة قلقًا في الأوساط السّينمائيّة، ممّا قد يؤثّر على توزيع الأفلام المشاركة في المهرجان.
من جهتّه، أصدر المهرجان بيانًا يعبّر فيه عن تعازيه بعد مقتل المصوّرة الصحفيّة الفلسطينيّة فاطمة حسونة، إحدى الشخصيّات الرئيسيّة في الفيلم الوثائقيّ “Put Your Soul on Your Hand and Walk”، إثر غارة جويّة إسرائيليّة على منزلها في غزّة.
التوقّعات والحضور
من المتوقّع أن يستقطب المهرجان هذا العام حضورًا واسعًا من النجوم والمخرجين العالميين، مع تغطية إعلاميّة مكثّفة تواكب الفعاليات والعروض السّينمائيّة.
تُعدّ هذه الدّورة منصّة هامّة لتسليط الضوء على القضايا السياسيّة والاجتماعيّة من خلال الفنّ السّابع، مع التّركيز على التنوّع والابتكار في صناعة السّينما.