المخرجة السعودية هيفاء المنصور تنضم إلى الأوسكار

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تنضم إلى الأوسكار كعضوة في مجلس محافظي الأكاديمية، ممثلة لفرع المخرجين. والذي يعد تتويج لمسيرتها العالمية

جينا تادرس
جينا تادرس
المخرجة السعودية هيفاء المنصور تنضم إلى الأوسكار

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تنضم إلى الأوسكار كعضوة في مجلس محافظي الأكاديمية، ممثلة لفرع المخرجين، وهو الحدث الذي يعد بمنزلة تتويج لمسيرتها العالمية. ستكون المنصور بذلك واحدة من 3 أعضاء جدد ينضمون إلى المجلس للدورة المقبلة من الحدث الفني الأشهر عالميا متيحاً لها الفرصة لتكتب فصلًا جديدًا في هوليوود.

اختارت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) المخرجة السعودية هيفاء المنصور عضوًا في مجلس المحافظين ممثلةً لفرع المخرجين. إنجاز تاريخي يعكس تقدير العالم لموهبة استثنائية صنعت الفرق، وأعادت رسم صورة المرأة السعودية في المحافل السينمائية الدولية.

هيفاء المنصور تواصل صعودها العالمي

بخطى ثابتة، تتابع المنصور مسيرتها المهنية التي بدأت من قلب المملكة، ووصلت إلى كبرى استوديوهات العالم. منذ بدايتها، لم تلتزم فقط بالإخراج، بل قررت أن تحكي قصصًا مختلفة، بصوت نسائي جريء، وبصورة تتحدى النمط السائد. هيفاء المنصور مخرجة لا تنتظر الفرص، بل تصنعها. وقد فتحت أبواب السينما العالمية عبر أفلام نوعية مثل وجدة، أول فيلم سعودي يُصور بالكامل داخل المملكة وأول فيلم سعودي يُرشح للأوسكار.

من السعودية إلى الأوسكار: رحلة إصرار

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تنضم إلى الأوسكار ولم تنحصر في حدود الجغرافيا. اختارت المواضيع الشائكة، وتطرقت لقضايا المرأة، والتعليم، والهوية. هذه الجرأة في الطرح، وهذا الشغف بالسينما، جعلا اسمها يتردد في مهرجانات كبرى مثل فينيسيا وتورونتو وبرلين. في كل خطوة، رسّخت المنصور حضورها كمخرجة لا تُشبه سواها. واليوم، تدخل مجلس المحافظين في الأوسكار لتكون أول مخرجة سعودية تنال هذا الشرف. المجلس يُعد من أقوى الهيئات المؤثرة في صناعة السينما، ويُشارك أعضاؤه في وضع السياسات، وتنظيم الجوائز، وصياغة مستقبل الفن السابع.

تمثيل سعودي مشرّف في قلب هوليوود

وجود هيفاء المنصور في مجلس الأوسكار يضع المملكة على خارطة القرار السينمائي العالمي. لا يُمثّل هذا التكريم شخصًا فقط، بل يمثل جيلًا جديدًا من المبدعين السعوديين. جيلٌ يرى في الفن وسيلةً للتغيير، ونافذةً للحوار الثقافي. تبرهن هيفاء، بشغفها الهادئ، للعالم أن الإبداع لا يعرف حدودًا. وأن المرأة العربية قادرة على تولي أدوار قيادية في صناعات ثقيلة مثل السينما العالمية.

الملهمة الأولى لجيل من المخرجات

لا تُعد هيفاء المنصور مجرد اسم لامع في مجال الإخراج، بل تُعد رمزًا للإلهام. فتحت الطريق أمام العديد من الشابات لدخول هذا المجال بشغف وثقة. هي لم تسعَ فقط إلى النجاح الفردي، بل ساهمت في بناء بيئة إبداعية خصبة تدعم المواهب السعودية الشابة.

وفي كل لقاء، تُشدد على أهمية التنوّع، وتمثيل الأصوات غير المسموعة. رسالتها واضحة: لا مستحيل في عوالم الفن، طالما الإيمان حاضر، والنية صادقة.

مشاريع جديدة وأحلام لا تتوقف

تؤمن هيفاء أن القصص المحلية تملك طاقة عالمية. وترى أن تمثيل الثقافة السعودية في أعمال سينمائية لا يعني نقل الصورة كما هي، بل صياغتها برؤية فنية تصل للقلب والعقل. وقد بدأت مشوارها بثلاثة أفلام قصيرة من بينها فيلم “المخرج الوحيد”. الفيلم الذي فاز بجوائز في الإمارات وهولندا، ما وضعها على خارطة المخرجين الصاعدين في المنطقة. بعد ذلك، قدّمت فيلمًا وثائقيًا لافتًا بعنوان نساء بلا ظل، سلط الضوء على حياة النساء في الخليج. عُرض في 17 مهرجانًا دوليًا، وحصد جوائز مهمة منها الخنجر الذهبي في مهرجان مسقط، وجائزة من لجنة التحكيم في مهرجان روتردام.

النجاح الحقيقي جاء مع وجدة، أول فيلم سعودي طويل تُخرجه امرأة، وأول فيلم يُصوَّر بالكامل داخل المملكة. كتبت المنصور الفيلم وأخرجته بنفسها، وسردت فيه قصة فتاة صغيرة تحلم بدراجة خضراء وسط بيئة محافظة. عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان البندقية عام 2012، ومثّل المملكة في ترشيحات الأوسكار لعام 2013 ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي، في سابقة هي الأولى من نوعها.

رغم تعرضها لانتقادات حادة، تابعت هيفاء اختياراتها الجريئة، وقدّمت أفلامًا ذات طابع نسوي وإنساني. في عام 2017، أخرجت Mary Shelley عن حياة الكاتبة الشهيرة، ثم Nappily Ever After على شبكة نتفليكس. كما أُعلن في 2020 أنها ستُخرج فيلم The Selection، وهو مشروع سينمائي مقتبس عن رواية شهيرة للكاتبة كيرا كاس.

شاركت أيضًا في إخراج مسلسل The Good Lord Bird، ولعبت دورًا في لجنة تحكيم قسم “نظرة ما” بمهرجان كان 2015، كما حصلت على جائزة كريستال من منتدى دافوس لعام 2019 لدورها في التحوّل الثقافي في العالم العربي.

داخل السعودية، اختيرت هيفاء لعضوية مجلس إدارة هيئة الأفلام عام 2020، وأُعيد اختيارها عام 2024، تأكيدًا على ثقة القطاع السينمائي الوطني بها وبرؤيتها.