لم يكن إعلان الشركة المنتجة لفيلم “طلّقني” عن موعد طرحه في دور العرض يوم 24 ديسمبر مجرد خبر فني عابر، بل بدا كأنه شرارة جديدة تشعل نقاشًا لم يهدأ منذ شهور، بعدما أصبحت علاقة بطلي الفيلم، كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، في قلب عاصفة شائعات امتدت طويلًا وسبقت حتى إعلان انفصال كريم عن زوجته آن الرفاعي.
القصة بدأت فعليًا قبل إعلان الطلاق الرسمي، حين بدأت صفحات على مواقع التواصل وبعض الحسابات الفنية في الحديث عن وجود علاقة غير مؤكدة بين كريم ودينا منذ شهور طويلة، مستندين إلى تكرار ظهورهما معًا داخل وخارج مواقع التصوير، في إطار التعاون الفني والدعاية لفيلمهما الأول “الهنا اللي فيه”، ومع أن هذا الكلام لم يكن مدعومًا بأي دليل، إلا أنه تسرّب تدريجيًا إلى المجال العام، وبدأ يتشكل كحكاية مكتملة العناصر، تجد من يصدقها ومن يعارضها، لكنه ظل حديثًا يدور في الظلال دون أي تأكيد من الأطراف المعنية.
ثم جاء الإعلان المفاجئ لكريم محمود عبد العزيز عبر حسابه في “إنستغرام” ليعلن انفصاله رسميًا عن زوجته آن الرفاعي، كان البيان مختصرًا ومباشرًا، خاليًا من أي إشارة إلى الأسباب، لكن توقيته أثار الأسئلة ودفع الكثيرين إلى الربط بينه وبين الشائعات المنتشرة مسبقًا حول علاقته بدينا. وبعد دقائق تقريبًا من منشور كريم، كتبت آن الرفاعي تدوينة أوضحت فيها أنها علمت بخبر الطلاق من خلال البيان نفسه، وأنها كانت تأمل أن يتم الأمر بعيدًا عن العلن حفاظًا على مشاعرها ومشاعر أولادهما.
ورغم أنها لم تذكر اسمًا ولا رغبت في الدخول في تفاصيل، فإن اختيارها لكلمات ذات إيحاء عاطفي، وحديثها عن صعوبة الموقف، فسّرته الكثير من الصفحات باعتباره تلميحًا إلى أن الانفصال لم يكن نتيجة خلاف عادي، بل ربما مرتبط بأسباب لم يُعلن عنها.
ومع أن آن لم تتهم أحدًا مباشرة، فإن المتابعين ربطوا بين كلماتها وبين الشائعة القديمة التي تتحدث عن علاقة مفترضة بين كريم ودينا، وهو ما دفع موجة الغضب لتشتعل من جديد، وبدأت تعليقات تتهم دينا الشربيني بأنها السبب في الانفصال، في عودة غير متوقعة إلى سرديات سبق أن واجهتها الفنانة في فترات ماضية.
وتحوّل التعليق على تدوينة آن الرفاعي إلى مساحة مفتوحة للتكهنات، وزاد من حدة الأمر أن عدداً من الفنانين والإعلاميين شاركوا بصورة أو بأخرى في التعليق على الموضوع، بعضهم بحسن نية داعيًا لاحترام الخصوصية، وبعضهم بآراء متسرعة ساعدت في تكريس الفكرة المنتشرة.
وفي ظل هذا الكم من الاتهامات المباشرة التي لاحقت دينا، خرج مكتبها القانوني ليؤكد أنها كلّفت محاميها رسميًا باتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة المسيئين عبر مواقع التواصل، مشددًا على أن كل ما يُقال عنها لا يستند إلى أي دليل، وأنها تتعرض لضرر معنوي واضح نتيجة ربط اسمها بقضية شخصية لا علاقة لها بها.
ومع اقتراب موعد عرض الفيلم في دور العرض، أصبح السؤال الأكثر ترديدًا هو ما إذا كان الجمهور سيتجه بالفعل لمشاهدته أم سيتأثر بما يُثار حول بطليه. فهناك من يرى أن الضجة قد تتحول إلى عامل جذب، مثلما يحدث كثيرًا مع الأعمال التي تحيطها أجواء من الجدل، بينما يعتقد آخرون أن جزءًا من الجمهور قد يقاطع الفيلم تضامنًا مع آن الرفاعي، خصوصًا أن قصتها تركت أثرًا عاطفيًا لدى كثيرين. لكن ما لا خلاف حوله هو أن الفيلم دخل السباق السينمائي وهو محاط بحكاية أكبر منه، وحكاية ليست في صالحه بالضرورة.
ومهما حاول صنّاع الفيلم التأكيد على أن “طلّقني” هو عمل كوميدي اجتماعي لا علاقة له بما يدور في حياة أبطاله الخاصة، فإن الضوضاء المحيطة تظل أعلى من صوت العمل نفسه. فالفيلم يروي قصة زوجين يواجهان سلسلة من المواقف المعقدة بعد الطلاق، لكن المفارقة أن الواقع قدّم حكاية أخرى أكثر تعقيدًا وجذبًا للجمهور. وبينما يستعد الفيلم للعرض في موسم مزدحم، يبقى الرهان الأكبر على قدرة العمل على إعادة صياغة الحديث عنه، ليُنظر إليه كفيلم قائم بذاته، لا كامتداد للشائعة التي شغلت الرأي العام لشهور طويلة.
“طلقني”…هل يتأثر الفيلم بأحاديث العلاقة الشخصية بين بطليه ؟!
يعود فيلم طلّقني إلى دائرة الضوء قبل طرحه في 24 ديسمبر، وسط جدل واسع يحيط بعلاقة بطليه كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، بين شائعات متواصلة وردود قانونية رسمية.




