عرضت منصة “شاهد” مؤخراً العمل الكوميدي الاجتماعي السعودي “حمود وأبوه”، من كتابة علاء حمزة وإخراج البحريني حسين الحليبي، ويأتي ضمن أعمال شاهد الأصلية بدعم مباشر من هيئة الأفلام السعودية، وذلك في إطار برنامج حوافز الاسترداد المالي الذي يهدف إلى دعم الإنتاج السينمائي السعودي والعالمي، وتعزيز مستقبل الصناعة محلياً.
انطلقت أولى حلقات المسلسل في الحادي عشر من يوليو 2025 على منصة “شاهد”، ليقدم تجربة درامية قصيرة من 10 حلقات فقط، ما يمنح السرد طابعاً سريع الإيقاع، ويبتعد عن الإطالة لصالح حبكة مركزة تجمع بين الكوميديا والمشاعر الإنسانية.
الحب والصداقة محور الكوميديا
تدور أحداث “حمود وأبوه” حول حياة الشاب حمود، الموظف في إحدى بلديات الرياض، ووالده خميس الحاضر الدائم بروح الدعابة والتفاؤل رغم التحديات اليومية، حيث تربطهما علاقة أقرب إلى الصداقة من العلاقة التقليدية بين الأب وابنه. يواجه حمود مشاعر الحب من طرف واحد تجاه أبرار، فيسعى لوضع خطة تجمع والده بوالدتها الصارمة التي ترفض الرجال عموماً، ليبدأ صراع كوميدي بين المرح والتعقيد العائلي وسط مواقف طريفة متلاحقة.
المسلسل يشهد عودة الشخصيتين اللتين حظيتا بتفاعل كبير من الجمهور سابقاً في مسلسل “ثانوية النسيم”، حيث يقدم أحمد الكعبي دور حمود لأول مرة كبطل رئيسي، بينما يجسد مهند الصالح شخصية خميس بعد تطويرها، ليمنحها امتداداً درامياً أعمق وأكثر واقعية، مع تفاعل استثنائي بينهما كوحدة حيوية محاربة صعوبات الحياة بأسلوب ساخر وعفوي.
الشخصيات: مزيج من البهجة والصرامة
تشارك في بطولة “حمود وأبوه” نخبة من النجوم، أبرزهم أحمد الكعبي، مهند الصالح، عائشة كاي، ريم صفية، سعيد القحطاني، خالد الفراج، نايف الفواز، وسارة الحربي، بالإضافة إلى ظهور ضيوف الشرف من نجوم “ثانوية النسيم” وعلى رأسهم نايف البحر.
الفنانة عائشة كاي تجسد شخصية بسمة، الأم الصارمة ذات القناعات الرافضة للرجال بفعل تجارب قاسية مرت بها، وهي تسعى لحماية ابنتها أبرار من أي قرار عاطفي قد يضر بمصلحتها، فيما تلعب ريم صفية دور أبرار، فتاة مؤدبة تخضع لوالدتها رغم رغبتها في الاستقلال وحبها لحمود، وتخوض صراعاً داخلياً بين توقها للحرية من سيطرة الأم واحترامها وبرّها.
دعم رسمي لتحفيز المواهب السعودية
يمثل مسلسل “حمود وأبوه” نموذجاً للكوادر المحلية المدعومة رسمياً، إذ وفرت هيئة الأفلام السعودية عبر برنامج الحوافز منحاً مالية غير مستردة تصل إلى 40% من الإنفاق المؤهل للإنتاج، إضافة إلى الدعم اللوجستي من حيث استخراج التراخيص، وتوفير خدمات الإنتاج المتكاملة، لتمكين المواهب والصناع السعوديين، فضلاً عن إبراز المواقع الجغرافية والثقافية للمملكة من خلال الدراما التلفزيونية.
أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة، بحسب البيانات المنشورة على الموقع الرسمي، أن الهدف من البرنامج يتمثل في جذب إنتاجات سينمائية دولية وتعزيز مشاركة الطواقم والمواهب السعودية، لضمان نمو القطاع الإبداعي وتحقيق تنافسية عالمية.
تفاعل واسع وجماهيرية على مواقع التواصل
حقّق العمل منذ انطلاقته تفاعلاً بارزاً في السعودية والخليج، وانعكس ذلك في حجم المتابعة والانتشار عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المتابعون عن إعجابهم ببساطة الطرح وقدرة الكاست على المزج بين الضحك والمواقف الإنسانية المؤثرة بدون تعقيدات أو حزن زائد.
يبقى “حمود وأبوه” تجربة جديدة في مسار الدراما السعودية، إذ يجمع بين عناصر الكوميديا الاجتماعية والبحث عن حلول للمشكلات الأسرية، ويعكس قدرة صناع الدراما المحليين على تقديم أعمال قريبة من الجمهور، ومواكبة للحياة الواقعية، تحت إشراف ودعم مؤسسي يمنحهم الثقة لمزيد من الإنتاجات مستقبلاً.
