تتواصل موجة الوفاء الفني للموسيقار الراحل زياد الرحباني عبر الوطن العربي، حيث قدم نجوم بارزون عروضاً حية مؤثرة تعكس حب الجمهور لأعماله الخالدة، في مشهد يؤكد الأثر العميق الذي تركه العبقري الراحل في نفوس محبيه.
حفل ضخم لتامر حسني في العاصمة اللبنانية
أضاء النجم المصري تامر حسني مسرح “فوروم دي بيروت” مساء التاسع من أغسطس بحفل استثنائي شهد حضوراً جماهيرياً كثيفاً. افتتح حسني عرضه بأداء مؤثر لأغنية “كيفك إنت” للسيدة فيروز، والتي تحمل ألحان زياد الرحباني، حيث تزينت شاشات الحفل بصور العبقري الراحل وفيروز.
وصف حسني الحفل بأنه “من أجمل وأروع حفلات حياتي”، مشيداً بـ “حب وكرم ضيافة فوق الخيال” من الشعب اللبناني. استقبل الجمهور النجم المصري بحماس منقطع النظير منذ وصوله إلى مطار بيروت، حيث رُفع على الأكتاف وسط هتافات المعجبين.
أمسية رحبانية في قلعة بعلبك التاريخية
قدمت المطربة اللبنانية هبة طوجي عرضاً فنياً موسيقياً عالمياً بعنوان “حقبات” في مهرجانات بعلبك الدولية بتاريخ الثامن من أغسطس، بإشراف المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني. استخدمت تقنية الـ3D Mapping المتطورة لإحياء تاريخ القلعة عبر العصور، في عمل ضخم شارك فيه أكثر من 200 شخص من فنيين وموسيقيين.
خصصت طوجي لحظة خاصة لتكريم زياد الرحباني، حيث أدت أغنية “بلا ولا شي” بأسلوب مؤثر مع عزف خاص من زوجها إبراهيم معلوف على البوق. رافق الأداء عرض صور نادرة للراحل من أرشيف العائلة الرحبانية على جدران المعبد.
قال أسامة الرحباني: “قبل نحو عشرة أيام، فقدنا عظيماً من لبنان. بوجوده وبغيابه، كان ثقله كبيراً جداً، وكان ظاهرة أثرت في الجميع دون استثناء”.
تحية من فرقة كايروكي الشهيرة
وجهت فرقة “كايروكي” المصرية بقيادة أمير عيد تحية إلى زياد الرحباني في حفلة أقيمت في “بيروت هول”، والتي حضرها عدد كبير من جمهورها الشاب. أدت الفرقة العديد من أغانيها مع تخصيص فقرة خاصة لتكريم إرث الموسيقار الراحل.
كان مقرراً إقامة حفل كايروكي في لبنان بتاريخ 11 يوليو، لكنه أُجل إلى التاسع من أغسطس بسبب ظروف خاصة لأعضاء الفريق.
تكريمات متنوعة عبر المنطقة العربية
في الأردن، قدم الفنانان اللبنانيان جوزيف عطية وملحم زين تحية خاصة للراحل زياد الرحباني خلال حفلهما في مهرجان جرش للثقافة والفنون بتاريخ 30 يوليو. افتتح عطية عرضه بأغنية “كيفك إنت” لفيروز من ألحان الراحل، ما أشعل حماس الجمهور الذي تفاعل بشدة مع الأداء.
صرح عطية قائلاً: “هذه التحية واجب على كل فنان يُحب ويقدّر الفن الحقيقي، هذا أقل شيء نحن كفنانين فينا نقدمه”.
استجابة جماهيرية واسعة
شهدت جميع هذه الحفلات إقبالاً جماهيرياً استثنائياً، حيث نفدت تذاكر حفل هبة طوجي في بعلبك بعد ساعات من طرحها، ما استدعى إضافة ليلة إضافية في التاسع من أغسطس. كما سجل حفل تامر حسني في بيروت أرقاماً قياسية في الحضور.
تعكس هذه التكريمات المتتالية عمق الأثر الذي تركه زياد الرحباني في الوجدان العربي، والذي توفي في 26 يوليو الماضي عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. كان الراحل قد حصل على وسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة كومندور، تقديراً لإسهاماته الفنية الاستثنائية.
تؤكد هذه المبادرات الفنية أن إرث زياد الرحباني الموسيقي والإبداعي سيبقى حياً في قلوب الجماهير، وأن تأثيره على الثقافة العربية سيستمر عبر الأجيال القادمة.