الألماس يفقد بريقه.. والصين تصنع في أسبوع ما صنعته الأرض في مليار عام

تراجعت مبيعات الألماس الطبيعي بالصين، بينما تتضرر الهند بسبب المنافسة الصينية.

جينا تادرس
جينا تادرس
الألماس يفقد بريقه.. والصين تصنع في أسبوع ما صنعته الأرض في مليار عام

ملخص المقال

إنتاج AI

تواجه صناعة الألماس الطبيعي أزمة بسبب إنتاج الصين للألماس الصناعي بكميات كبيرة وجودة عالية، مما أدى إلى انهيار أسعار الألماس الطبيعي وتراجع الطلب عليه، بينما يشهد الذهب ارتفاعًا قياسيًا ويعود كملاذ آمن للمستثمرين.

النقاط الأساسية

  • تواجه صناعة الألماس الطبيعي أزمة بسبب إنتاج الصين للألماس الصناعي بكميات كبيرة.
  • أسعار الألماس الطبيعي في انهيار، بينما الذهب يحقق ارتفاعات قياسية كملاذ آمن.
  • تراجعت مبيعات الألماس الطبيعي بالصين، بينما تتضرر الهند بسبب المنافسة الصينية.

تواجه صناعة الألماس الطبيعي أزمة وجودية غير مسبوقة بعدما نجحت الصين في إنتاج ملايين القراريط من الألماس الصناعي أسبوعياً، بنفس النقاء والجودة البصرية والكيميائية التي تتميز بها الأحجار الطبيعية، بينما يعود الذهب ليفرض نفسه استثماراً آمناً في ظل الانهيار المتواصل لأسعار الألماس وتراجع الطلب العالمي، خصوصاً من الصين نفسها.

الصين تصنع 20 مليون قيراط من الألماس الصناعي

كشفت تقارير صحفية متعددة أن الصين أنتجت نحو 20 مليون قيراط من الألماس المختبري في عام 2022 وحده، بما يعادل إنتاجاً ضخماً أسبوعياً يتجاوز طاقة أي دولة أخرى. وبينما تستغرق عملية تكوين الألماس الطبيعي في باطن الأرض نحو مليار سنة تحت ضغط وحرارة هائلين، أصبح بإمكان المصانع الصينية إنتاج ألماسة مماثلة في أقل من أسبوع باستخدام تقنيات متطورة مثل الضغط العالي ودرجة الحرارة المرتفعة (HPHT) وتقنية الترسيب الكيميائي بالبخار (CVD).

وفقاً لتقرير صادر عن شبكة People الصينية في سبتمبر 2025، فإن الصين أنتجت نحو 22 مليون قيراط من الألماس المختبري خلال 2024، وتمثل حالياً ما بين 40 و50% من الإنتاج العالمي، مع تقديرات رسمية صينية ترفع النسبة إلى 95% من الإجمالي العالمي. وتستحوذ مقاطعة خنان وحدها على نحو 80% من الإنتاج الصيني، ما يجعلها عاصمة الألماس الصناعي عالمياً.

في مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، تم تطوير أول ألماسة صناعية صينية في ستينيات القرن الماضي، وبعد ستة عقود تحولت المقاطعة إلى مركز عالمي لإنتاج المواد فائقة الصلابة. وفي مايو 2024، افتتحت شركة “SF Diamond” أكبر مصنع للألماس بتقنية CVD في الصين، بطاقة إنتاجية سنوية تفوق مليون قيراط. وفي يونيو 2024، أعلنت الشركة عن تشغيل مصنع بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 700 ألف قيراط من الألماس عالي الجودة.

انهيار تاريخي لأسعار الألماس الطبيعي

Advertisement

أدى الفيضان الهائل في المعروض من الألماس الصناعي إلى انهيار أسعار الألماس الطبيعي بشكل غير مسبوق. فقد تراجعت أسعار الألماس الطبيعي بنحو 40% منذ ذروتها في عامي 2021 و2022، وفقاً لمؤشر “Zimnisky” العالمي لأسعار الألماس الخام. وانخفضت أسعار الألماس المصقول الطبيعي بنسبة تتراوح بين 15 و20% خلال عام 2024 وحده، بسبب المنافسة الشرسة من الألماس المختبري.

أما الألماس الصناعي، فقد شهد انخفاضاً أشد وطأة بنسبة تصل إلى 85% منذ عام 2015 وحتى 2025، حيث بلغ سعر ألماسة مختبرية واحدة بقيراط واحد نحو 900 دولار فقط، مقارنة بـ5000 دولار للألماسة الطبيعية المماثلة. وفي حالة ألماسة بثلاثة قراريط، يبلغ سعر الألماس الصناعي نحو 4000 دولار فقط، بينما تتراوح أسعار الألماس الطبيعي بين 50 ألف إلى 60 ألف دولار، أي أن الألماس الصناعي أصبح أرخص بنسبة تصل إلى 90% من الطبيعي.

وأشار تقرير صادر عن “Natural Diamonds” في يوليو 2025 إلى أن سعر ألماسة صناعية بحجم 1.5 قيراط انخفض من 10,750 دولار في منتصف 2015 إلى 1,455 دولار فقط في 2025، أي بنسبة تراجع بلغت 86%. أما سعر الجملة، فقد هبط إلى 5% فقط من قيمته عام 2018، في حين تراجع سعر التجزئة بنسبة 76%.