أضفت أيقونة الموسيقى الأمريكية جانيت جاكسون بريقاً لافتاً على السجادة الحمراء لحفل “الكرة الوردية” الافتتاحي الذي استضافه المتحف البريطاني في لندن مساء الثامن عشر من أكتوبر الجاري، بإطلالة أنيقة من توقيع دار الأزياء الراقية “ستيفان رولان” الباريسية، حيث ارتدت فستاناً طويلاً من الشيفون الأحمر القرمزي بتصميم بونشو مزيّن بأوراق من الأورجانزا الحمراء، ضمن تشكيلة الهوت كوتور لخريف/شتاء 2025-2026.
تفاصيل إطلالة مفعمة بالحيوية
تميز الفستان، الذي يحمل رقم 20 ضمن مجموعة رولان، بياقة عالية تلتف حول العنق وتصميم رأسي منسدل يحاكي الأوراق الطبيعية، إذ اختار المصمم الجمع بين نسيجين حريريين، هما موسلين الشيفون الأحمر الشفاف والأورجانزا الأكثر قساوة، لخلق طبقات متدفقة تحاكي الحركة الطبيعية والتحليق، في توازن دقيق بين الرقة والبنية المعمارية للثوب. وأكملت جاكسون الإطلالة بتسريحة شعر على شكل كعكة مرتفعة ومشدودة باللون الأحمر الداكن، مع اختيار أقراط صغيرة مرصعة، تجسد أسلوباً يمزج بين الأناقة الكلاسيكية والحداثة البصرية.
فريق عمل محترف وراء الإطلالة
عمل على تنسيق هذا الحضور المتكامل فريق مكون من أبرز خبراء صناعة الموضة، إذ تولى المصمم روبرت بيهار مهمة التنسيق العام للإطلالة، بينما نفذت مصففة الشعر كريس ريوس ريدجيو صبغة اللون الأحمر وتسريحة الكعكة المميزة، وأنجزت خبيرة المكياج بيرنيسيا بواتينج مظهراً طبيعياً ناعماً يعزّز من جمال ملامح جاكسون الأيقونية، ذات العظام البارزة التي اشتهرت بها منذ عقود. وقد شاركت النجمة متابعيها على “إنستغرام” مقاطع فيديو من الحفل أظهرت حركة الفستان وانسيابه على الجسد، ما أثار إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.
حفل “الكرة الوردية”: نسخة لندن من حفل “ميت غالا”
يعد حفل “الكرة الوردية” المبادرة الأولى من نوعها التي يطلقها المتحف البريطاني لجمع التبرعات، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور لندن كعاصمة ثقافية عالمية، وتمويل المشاريع الدولية ودعم الفنانين الناشئين في المجتمعات المحلية حول العالم. وشارك في تنظيم الحدث الذي حضره حوالي 800 ضيف، كل من رئيس المتحف د. نيكولاس كوليان، وسيدة الأعمال والفاعلة الثقافية الهندية إيشا أمباني، وقد تم تحديد الموضوع الرسمي بلون وردي خاص، مستوحى من معرض “الهند القديمة: التقاليد الحية” الذي اختتم فعالياته في اليوم التالي للحفل.
وصرح د. كوليان قائلاً إن اللون الوردي يجب أن يحمل لمسة من الأرجواني، بعيداً عن الوردي الفاتح أو الصارخ، وأشار إلى أهمية أن يكون متناسباً مع الطابع الثقافي الراقي للحدث. وقد بلغت تكلفة الطاولة الواحدة لعشرة أشخاص نحو عشرين ألف جنيه إسترليني، بينما بلغت قيمة التذكرة الفردية ألفي جنيه إسترليني، مقارنة بـ 75 ألف دولار تقريباً للتذكرة الواحدة في حفل “ميت غالا” بنيويورك.
حضور مميز من نجوم الفن والثقافة
شهد الحفل مشاركة واسعة من نخبة المجتمع البريطاني والعالمي، بينهم ميك جاغر، مغني فرقة “رولينغ ستونز”، الذي حضر مع خطيبته ميلاني هامريك، والعارضة البريطانية الأيقونية ناعومي كامبل التي ارتدت فستاناً من “جيفنشي” يجسد علم بريطانيا بتصميم من الدانتيل المعقد، إلى جانب ليدي إليزا سبنسر وليدي أميليا سبنسر، ابنتا شقيق الأميرة ديانا الراحلة. كما حضرت الشيخة المياسا بنت حمد آل ثاني، رئيسة متاحف قطر، بفستان وردي داكن يعكس مساندتها للمهندسة المعمارية لينا غطمة، مصممة الجناح الجديد للمتحف.
مشاركة عائلية دافئة قبل أيام من الحدث
وكانت جانيت قد شوهدت قبل أسبوعين تقريباً من الحفل تحتضن ابنة شقيقها الراحل مايكل جاكسون، النجمة باريس جاكسون، بدفء علني أمام الكاميرات خلال حضورهما عرض “توم فورد” في إطار أسبوع الموضة بباريس، في إشارة إلى استمرار العلاقة الوثيقة بينهما بعد سنوات من التكهنات الإعلامية. وكانت باريس قد كتبت على “تويتر” عام 2018 تؤكد غياب أي خلافات بينهما وتعبر عن حبها العميق لعائلتها.
بحضورها الملفت وأسلوبها الذي لا يشيخ، تواصل جانيت جاكسون ترسيخ مكانتها كرمز خالد للأناقة والإبداع الفني، في حفل أصبح موعداً ثابتاً ضمن الأجندة الثقافية العالمية.