شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، لحظة فارقة في تاريخ الموضة العالمية، عندما قدم المصمم البريطاني جوناثان أندرسون أول مجموعة أزياء نسائية له كمدير إبداعي لدار ديور. العرض، الذي أقيم في حديقة التويلري بباريس، كان الأكثر ترقباً خلال أسبوع الموضة الباريسي لموسم ربيع وصيف 2026.
حضر العرض نخبة من النجوم العالميين والشخصيات المؤثرة في عالم الفن والموضة، من بينهم الممثلون جوني ديب وجينيفر لورانس وأنيا تايلور جوي وجينا أورتيجا، بالإضافة إلى نجمي الكيبوب جيمين وجيسو، والسيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون. كما شهد العرض حضور المغنية الإسبانية روزاليا والممثلة ميكي ماديسون الحائزة على جائزة الأوسكار.
إعادة تفسير رموز ديور بنظرة عصرية مبتكرة
بدأ العرض بفيلم خاص من إخراج آدم كورتيس، المعروف بأفلامه الوثائقية، والذي عرض على هرم مقلوب عملاق معلق من سقف خيمة العرض. الفيلم، الذي جمع مقاطع أرشيفية من تاريخ دار ديور عبر العقود، ممزوجة بمشاهد من أفلام الرعب، حمل رسالة واضحة حول “وزن التراث” وضرورة التحرر منه لخلق شيء جديد.
قدم أندرسون 74 إطلالة تعكس فلسفته في “التوتر بين الخيال والواقع”، كما ذكر في ملاحظات العرض. أعاد المصمم تفسير رموز ديور الكلاسيكية، وخاصة سترة البار الشهيرة من مجموعة “النظرة الجديدة” لعام 1947، بطريقة جديدة ومبتكرة. ظهرت السترات بأحجام مصغرة وقصات معدلة، بينما تميزت التنانير القصيرة بطبقات منتفخة تشبه أوراق المعجنات.
عناصر الدراما والمسرحية في التصاميم
تميزت المجموعة بعناصر درامية قوية، حيث ظهرت أغطية رأس مستوحاة من أسلوب كورنيت، وتفاصيل دانتيل تغطي الوجه، مستلهمة من التصاميم الأرشيفية للدار. كان للأقواس دور بارز في المجموعة، حيث ظهرت على الفساتين والبلوزات وحتى الأحذية، مما أضفى لمسة من الأنوثة والرومانسية.
استخدم أندرسون أسلوب “البالون المزدوج” المتكرر تحت التنانير، مما أنتج صورا ظلية غريبة تشبه أسلوب فرساي، وهو ما وصفه النقاد بأنه “ريف خبيث على عدادات القرن الثامن عشر”. هذه التقنية عكست رؤية أندرسون في دمج التاريخ مع الحاضر بطريقة مسرحية ومثيرة.