فاجأ ديمنا جفاساليا، المدير الفني الجديد لدار غوتشي الإيطالية، عالم الموضة بالكشف عن أول مجموعة له مع الدار تحت عنوان “لا فاميليا” (العائلة) أمس الاثنين 22 سبتمبر 2025، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق عرضه المقرر في أسبوع الموضة بميلان. تتضمن هذه المجموعة المفاجئة 38 إطلالة متنوعة تُقدم دراسة بصرية حول “غوتشيانية غوتشي” من خلال شخصيات متعددة تجسد هوية الدار الإيطالية العريقة.
رؤية فنية من خلال عدسة كاثرين أوبي
التُقطت صور المجموعة بواسطة المصورة الأمريكية المشهورة كاثرين أوبي، وتُظهر الصور سلسلة من البورتريهات الحميمة تُقدم عائلة غوتشي الممتدة المكونة من شخصيات متميزة، كل منها يجسد جانباً من جوانب شخصية الدار. وتتضمن هذه الشخصيات “لا بومبا” بخطوطها القطية، و”لا كاتيفا” بصرامة المرأة القاتلة، و”ميس أبيريتيفو” التي لا تهتم سوى بالمتعة.
البداية برمز الجذور التاريخية
تفتح المجموعة بـ”لارتشيتيبو” (النموذج الأولي)، وهو صندوق سفر مزين بشعار الدار، يُقدم تحية لتاريخ غوتشي كصانع للحقائب. هذا الاختيار ليس عبثياً، فهو يعيد إلى الذاكرة كيف أسس غوتشيو غوتشي الدار عام 1921 كورشة حرفية لصنع الحقائب في فلورنسا، مستوحياً من تجربته كحمال في فندق سافوي الشهير في لندن.
وقد عمل غوتشيو غوتشي كحمال وعامل مصعد في فندق سافوي عام 1897 وهو في السادسة عشرة من عمره، حيث أُعجب بحقائب الضيوف الأنيقة من الطبقة العليا. عاد إلى فلورنسا عام 1902 وافتتح ورشته الحرفية عام 1921 في شارع فيا ديلا فينيا نوفا، مدمجاً الحرفية التوسكانية التقليدية مع الجمالية الإنجليزية الأنيقة.
مزج التراث مع الجرأة المعاصرة
تُعيد المجموعة تفسير رموز غوتشي التراثية بروح معاصرة جريئة. تظهر حقيبة غوتشي بامبو 1947 بأبعاد جديدة مناسبة للاستخدام العصري، بينما يعود حذاء الهورسبيت لوفر الذي ظهر لأول مرة عام 1953. كما يبرز شعار جي جي المستمد من اسم المؤسس غوتشيو غوتشي بطريقة شاملة من الرأس إلى القدمين.
وتتنوع التصاميم بين الفخامة والبساطة، من المعاطف الأوبرالية المزينة بالريش والمجوهرات الراقية إلى قطع البودي البسيطة. كما تمتد عناصر الملابس المسائية إلى الملابس الرجالية، مع ملابس السباحة بطابع البدلة الرسمية، مُقدمة تفسيراً عصرياً لمفهوم “لا دولتشي فيتا”.
استراتيجية إطلاق مبتكرة
اعتمد ديمنا على استراتيجية إطلاق مختلطة تجمع بين الإطلاق المفاجئ والعرض التقليدي في أسبوع الموضة. ستكون المجموعة متاحة للشراء في 10 متاجر حول العالم لمدة أسبوعين اعتباراً من 25 سبتمبر، في لوس أنغلوس ونيويورك ولندن وميلان وباريس وبكين وشنغهاي وسنغافورة وسول وطوكيو.
ويهدف هذا النهج المختلط إلى إثارة حماس المتسوقين الشباب مع الاستمرار في التفاعل مع العملاء المخلصين. كما سيتم الكشف عن المجموعة من خلال فيلم بعنوان “النمر” من إخراج سبايك جونز وهالينا راين يوم الثلاثاء 24 سبتمبر.
تحدي إنعاش المبيعات
يأتي تعيين ديمنا في إطار مساعي دار غوتشي لعكس انخفاض المبيعات، حيث انخفضت مبيعات الدار بنسبة 25% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2025. وقد عيّنت الشركة الأم كيرينغ فرانشيسكا بيليتيني كرئيسة تنفيذية جديدة لغوتشي الأسبوع الماضي لقلب مصير الدار.
ويأتي هذا التحدي في ظل تباطؤ قطاع السلع الفاخرة عالمياً، خاصة مع تراجع الشهية الصينية لشراء السلع الكمالية بعد جائحة كوفيد-19. وتراهن غوتشي على قدرة ديمنا على تجاوز تصميم الملابس لخلق لحظات ثقافية مؤثرة.
مسيرة مهنية متميزة
وُلد ديمنا جفاساليا في جورجيا عام 1981، ودرس في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في أنتويرب. بدأ مسيرته في دار مايزون مارجيلا ولوي فيتون قبل أن يؤسس مع شقيقه الأصغر العلامة التجارية الطليعية فيتمنتس.
تولى ديمنا منصب المدير الفني لدار بالنسياغا عام 2015، حيث حوّل الدار إلى قوة ثقافية مؤثرة ورفع مبيعاتها إلى المليارات. واشتهر بنهجه التخريبي للموضة الذي يمزج بين الحرفية والتعليق الاجتماعي، مما جعله أحد أكثر المصممين تأثيراً في جيله.
نحو عهد جديد للدار الإيطالية
يُوصف تعيين ديمنا بأنه “الحافز المثالي لإعادة إشعال الطاقة الإبداعية لغوتشي” وفقاً لفرانشيسكا بيليتيني، نائبة الرئيس التنفيذي لكيرينغ المسؤولة عن تطوير العلامات التجارية. وأعرب ستيفانو كانتينو، الرئيس التنفيذي لغوتشي، عن إعجابه بقدرة ديمنا على “تكريم التراث الأيقوني للعلامة مع احتضان الحساسية الحديثة”.
وصرح ديمنا قائلاً: “أنا متحمس حقاً للانضمام إلى عائلة غوتشي. إنه شرف المساهمة في دار أحترمها بعمق وأعجبت بها لفترة طويلة”. ومن المتوقع أن يُقدم عرضه الأول الكامل لغوتشي في فبراير 2026.
إن مجموعة “لا فاميليا” تُمثل بداية فصل جديد جريء في تاريخ العلامة، يمزج بين احترام التراث والجرأة المعاصرة. وبينما يواجه ديمنا تحدي إنعاش مبيعات الدار، فإن نهجه المبتكر ورؤيته الفنية المتميزة قد تكون المفتاح لإعادة غوتشي إلى موقعها الرائد في عالم الموضة الفاخرة.
