عادت النجمة شريهان للشاشات بقوة في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، التي أقيمت أمس السبت الأول من نوفمبر 2025 بحضور 79 وفداً رسمياً من دول العالم. قدمت الفنانة المصرية فقرة استعراضية مؤثرة تضمنت كلمات شاعرية عن عظمة الحضارة الفرعونية، بعد انقطاع استمر سنوات عن الظهور الإعلامي.
إطلالة أسطورية بتوقيع إيلي صعب
أطلت شريهان بفستان فخم من تصميم المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، يُعتبر من أبرز دور الأزياء الراقية عالمياً. الفستان مصنوع حسب الطلب بالكامل لهذه المناسبة التاريخية، وتم تطريزه بدقة عالية في إيطاليا بزخارف مستوحاة من الطراز الفرعوني. تميز التصميم بأكمام طويلة تصل إلى الأرض وياقة مربعة الشكل، مع ذيل ملكي منسدل من الخلف. الفستان مغطى كلياً بتطريز منتظم من الخرز، مما يعطيه بريقاً ملكياً يتماشى مع عظمة الحدث.
قالت شريهان في مداخلة هاتفية مؤثرة على الهواء مع الإعلامية لميس الحديدي إن مشاركتها تتويج لمسيرتها الفنية: “ما فيش أعظم من النهاردة، أنا فخورة وسعيدة”. أضافت: “مش عارفة ألمّلم مشاعري، شريهان دلوقتي عاوزة تصلي بقية عمرها شكراً وامتنانًا لله”.
كشفت الفنانة عن كواليس الاختيار، فقالت إنها فكرت طويلاً في من يليق اسمه بجانب الحضارة المصرية. لم تجد سوى صديقها العالمي إيلي صعب. ذهبت إليه وقالت له: “أنا محتاجاك نحفر خط على حجر. لو اتحط جنب الحضارة المصرية، يليق بها”. كان الوقت ضيقاً لأن المصمم كان مشغولاً جداً، لكنه استجاب لطلبها برغم الضغط الزمني.
أوضحت شريهان أن حلمها الأساسي كان أن يكون “الحجر المصري نفسه هو اللامع”. يعكس هذا الطموح رغبتها في أن يكون التصميم عكساً لعظمة الحضارة المصرية ذاتها، لا أن يطغى عليها. الحرفية الإيطالية العالية في التطريز جسدت هذه الرؤية بشكل متقن.
نجوم الحفل
شاركت شريهان في الحفل برفقة نخبة من الفنانين والممثلين المصريين. أدت مغنيات مصريات الأعمال الغنائية، مثل فاطمة سيد وراجية الدين اللتان قدمتا أغنيات مصرية من تأليف الموسيقار هشام نزيه. قدمت الممثلة الأمريكية من أصول مصرية شيرين أحمد أداءً غنائياً بطريقة برودوايية، كما أدى الشيخ إيهاب يونس فقرة إنشادية إسلامية.
تجسد هذه الإطلالة اتجاهاً عاماً في الحفل، حيث اختارت النجمات تصاميم تستحضر الحضارة الفرعونية. حاضرت النجمات سلمى أبو ضيف وهدى المفتي وياسمينا العبد بملابس فرعونية. غرق المتحف بدون سند تاريخي واضح، لكن لم يسبق لاحتفالية افتتاح متحف أن ركزت بهذا الشكل على الربط بين التراث المصري والموضة الراقية المعاصرة.
ميز الحفل حضوره مباشراً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتغطية مباشرة من أكثر من 70 محطة تلفزيونية عالمية. المتحف ذاته يمثل إنجازاً حضارياً كبراً، حيث غطى مساحة 480 ألف متر مربع واستغرق بناؤه أكثر من عشرين سنة بتكاليف تجاوزت المليار دولار. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، مما يجعله أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم.
اختتمت شريهان كلمتها بقول مصدره قلبها مباشرة: “أنا مصرية وأنتمي وأتشرف بانتمائي لأقدم شعب في التاريخ، وأول حضارة، وأول جيش نظامي على وجه الأرض، وأول دولة في العالم لها تاريخ”. عكست هذه الكلمات الموحدة إحساساً عميقاً بالانتماء الحضاري والفخر الثقافي الذي جسدته أيضاً إطلالتها المللتها الملكية.




