أعلنت علامة فرساتشي الإيطالية الشهيرة رسمياً عن مغادرة داريو فيتالي منصبه كمدير إبداعي للعلامة، بعد ثمانية أشهر فقط من تسلمه المنصب. سيكون آخر يوم عمل للمصمم الإيطالي في 12 ديسمبر الجاري، في خطوة مفاجئة جاءت بعد يومين فقط من إنهاء مجموعة برادا لعملية استحواذها على العلامة الإيطالية الفاخرة.
رحيل سريع بعد عرض واحد
استحوذ فيتالي على الأضواء بعرضه الأول والوحيد لمجموعة ربيع/صيف 2026 في سبتمبر الماضي خلال أسبوع ميلانو للموضة، الذي حظي بتقييمات إيجابية وحماس من النقاد والوسط المعني بالموضة والأزياء. كانت هذه المجموعة استعراضاً لرؤية فريدة تجمع بين الموروث الفخم لفرساتشي وروح معاصرة أكثر يومية وسهولة في الارتداء.
جاءت نسخته المعاد صياغتها لهوية فرساتشي بخلاف توقعات كثيرين في الصناعة. لم يركز فيتالي على القطع الفخمة العالية التقليدية، بل اختار تقديم تيشيرتات وسترات وبنطلونات جينز وملابس يومية مع لمسات مستوحاة من التسعينات والألفيات. اعترفت وسائل إعلام متخصصة بأن مجموعته كانت من أبرز العروض في أسبوع الموضة.

إعلان رسمي
ذكرت علامة فرساتشي في بيانها الرسمي: “اتفقت فرساتشي والمدير الإبداعي داريو فيتالي على الانفصال بالتراضي اعتباراً من 12 ديسمبر 2025″. أضافت: “نود أن نشكر داريو بصدق على مساهمته البارزة في تطوير الاستراتيجية الإبداعية للعلامة خلال فترة الانتقال، ونتمنى له التوفيق في مساعيه المستقبلية”.
صرح لورنزو بيرتيلي، الرئيس التنفيذي الجديد لفرساتشي وابن مؤسس مجموعة برادا، بالبيان الرسمي. يعود بيرتيلي نسبه إلى ميوتشيا برادا وباتريتسيو بيرتيلي، حيث تولى منصبه الجديد عند إتمام الاستحواذ.
تسلم فيتالي منصب المدير الإبداعي في مارس الماضي خلفاً لـ دوناتيلا فيرساتشي، التي قادت العلامة لمدة ما يقارب ثلاثة عقود. كان فيتالي، البالغ من العمر 42 سنة، مدير التصميم في علامة ميو ميو التابعة لمجموعة برادا.
جاء تعيينه قبل شهر واحد فقط من إعلان مجموعة برادا عن خطتها لاستحواذ فرساتشي بقيمة 1.3 مليار يورو (حوالي 1.51 مليار دولار أميركي). هذا التوقيت أثار الكثير من التكهنات والشكوك حول مستقبل فيتالي في المنصب منذ البداية.
إعادة هيكلة سريعة تحت الملكية الجديدة
اكتملت عملية الاستحواذ بشكل رسمي يوم الثلاثاء الماضي، 2 ديسمبر، وبدأت التغييرات الهيكلية فوراً. عين البيان الجديد إيمانويل جينتسبورغر الرئيس التنفيذي لفرساتشي، ليشرف على الفريق الإبداعي بشكل مؤقت حتى تعيين مدير إبداعي جديد.

أشارت التقارير إلى أن عقد فيتالي كان محدداً بموعد أقصاه فبراير 2026، وهو الوقت المتوقع لعرضه الأول لمجموعة خريف/شتاء 2026. هذا يعني أن عرضه في سبتمبر كان فعلاً الأول والأخير له مع العلامة.
تكهنات حول الخليفة المحتمل
لم تكشف فرساتشي عن هوية المدير الإبداعي الجديد بعد، مؤكدة أن الإعلان سيأتي “في الوقت المناسب”. بدأت التكهنات تتجه نحو عدد من الأسماء البارزة في عالم الموضة.
يأتي في طليعة التكهنات اسم أوليفيه روستينج، الذي غادر منصبه كمدير إبداعي لعلامة بالمان مؤخراً في نوفمبر الماضي. قد يشكل روستينج، الذي اشتهر برفعه لسمعة بالمان دولياً، خياراً قوياً لإعادة تنشيط فرساتشي.
التزام برادا بالاستقرار والحفاظ على الهوية
صرح أندريا جويرا، الرئيس التنفيذي لمجموعة برادا، قبل الاستحواذ بأن المجموعة لا تسعى لتعطيل الوضع الراهن لفرساتشي. قال: “خاصة في المراحل الأولية، الاستقرار حاسم. سنعطي الأولوية لرفاهية الجميع في فرساتشي والمراقبة الدقيقة لكل التطورات”.
وأضاف: “الشيء الأخير الذي أريده هو الإضرار بالشركة بينما نعالجها”. هذا الالتزام بالحذر والاستقرار يتناقض بشكل حاد مع الخطوة السريعة والمفاجئة لإقالة فيتالي بعد عرض واحد ناجح.

أسباب محتملة للانفصال السريع
تشير التقارير الإعلامية إلى عدة تفسيرات محتملة لرحيل فيتالي السريع. يقترح البعض أن المصمم الإيطالي قد لا يكون متوقعاً العودة إلى برادا بعد 14 سنة كرئيس إبداعي بدلاً من أن يكون له موقعه المستقل.
كما أشارت التقارير إلى أن ثقافة برادا في التعامل مع موظفيها قد تكون عاملاً محتملاً في القرار. من جهة أخرى، قد تكون هناك اختلافات في الرؤية الإبداعية بين جينتسبورغر وبيرتيلي من جهة وفيتالي من جهة أخرى.
معنى الأحداث على مستقبل فرساتشي
يمثل الانتقال الحالي أكبر تحول يشهده فرساتشي منذ وفاة مؤسسها جياني فرساتشي عام 1997. سيواجه المدير الإبداعي الجديد تحدياً كبيراً في إعادة تشكيل هوية العلامة تحت ملكية برادا.
لكن برادا أظهرت التزامها بالحفاظ على الهوية الإبداعية الفريدة لفرساتشي وعدم دمجها بشكل مباشر في المجموعة الأم. قال جويرا: “لا نتوقع متابعة صفقات إضافية في المدى القريب. سنبقى ملتزمين بفرساتشي الآن”.
استمرار دوناتيلا كسفيرة عالمية
حافظت دوناتيلا فرساتشي على دورها كسفيرة عالمية للعلامة بعد الاستحواذ. أعربت عن تأييدها للانتقال الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أبريل: “أشعر بالفخر بأن أكون جزءاً من عائلة إيطالية عريقة، وأتطلع لدعم الحقبة الجديدة بأي طريقة أستطيع”




