ما مستقبل إمبراطورية أرماني للأزياء بعد رحيل كينج جورجيو؟

رحيل جورجيو أرماني عن عمر 91 عاماً يطرح أهم تساؤل في عالم الأزياء: كيف ستواصل إحدى آخر دور الأزياء المستقلة الكبرى في العالم مسيرتها دون مؤسسها الذي كان يهيمن بشكل كامل على كل جانب من جوانب إمبراطوريته التي تقدر بـ12.1 مليار دولار؟

الجواب يكمن في خطة خلافة معقدة ومدروسة بعناية وضعها أرماني على مدى السنوات الماضية، تهدف إلى الحفاظ على استقلالية الشركة في صناعة تهيمن عليها التكتلات العملاقة مثل LVMH وكيرينغ.

مؤسسة أرماني: قلب خطة الخلافة

في قلب استراتيجية أرماني للخلافة تقع مؤسسة جورجيو أرماني التي أسسها عام 2016 كآلية حوكمة وحارس ثقافي للعلامة التجارية. تمتلك المؤسسة حالياً حصة رمزية قدرها 0.1% من الشركة، لكن من المتوقع أن تحصل على حصة أكبر بكثير بعد فتح وصية أرماني.

الهدف من المؤسسة مزدوج: ضمان استقلالية الشركة من محاولات الاستحواذ المحتملة مع الحفاظ على ما وصفه أرماني بأسلوب العلامة “الأساسي والعصري والأنيق وغير المتباهي مع الانتباه للتفاصيل وقابلية الارتداء”. ثلاثة مرشحين تم اختيارهم بعناية، تبقى هوياتهم سرية حتى فتح الوصية، سيشرفون على عمليات المؤسسة.

الدائرة الداخلية للخلفاء

تتضمن خطة خلافة أرماني ستة شخصيات رئيسية يشغلون بالفعل مناصب في مجلس إدارة الشركة وتم إعدادهم للأدوار القيادية على مدى سنوات طويلة:

بانتاليو “ليو” ديل أوركو، 72 عاماً، يقف كأبرز خليفة محتمل. “ذراع أرماني اليمنى” أشرف على تصميم الأزياء الرجالية لأكثر من 40 عاماً وبرز في المقدمة خلال غياب أرماني عن أسبوع الموضة في ميلانو في يونيو 2025. في سيرته الذاتية “من أجل الحب”، وصف أرماني ديل أوركو بأنه “الشخص الذي عهدت إليه بأكثر أفكاري حميمية – شخصية ومهنية على السواء”.

أفراد العائلة يشكلون الركن الثاني للخلافة: شقيقته روزانا أرماني، 86 عاماً، تشغل منصباً في مجلس الإدارة؛ ابنتا أخيه سيلفانا أرماني، 69 عاماً، التي تدير مجموعات الأزياء النسائية، وروبرتا أرماني، 54 عاماً، التي تدير علاقات المشاهير وكبار الشخصيات؛ وابن أخيه أندريا كاميرانا، 55 عاماً، الذي يشغل منصب المدير الإداري للاستدامة.

القيادة الإضافية تأتي من المديرين المعينين حديثاً جوزيبي مارسوتشي ودانييلي باليسترازي، المعينان كنائبي المديرين العامين المسؤولين عن المبيعات/التسويق والمالية/العمليات على التوالي.

التحدي الإبداعي

ربما يكون أكبر تحدي يواجه القيادة الجديدة هو الحفاظ على رؤية أرماني الإبداعية المميزة دون يده الموجهة. جمالية المصمم – التي تميزت بالخياطة غير المهيكلة والخطوط المتدفقة والأناقة المتميزة- أصبحت مرادفة للعلامة عبر خمسة عقود.

بينما عملت سيلفانا أرماني عن كثب على مجموعات النساء وديل أوركو على الأزياء الرجالية، يتساءل خبراء الصناعة عما إذا كانت الشركة ستعين مديراً إبداعياً واحداً أم ستحتفظ بقادة إبداعيين منفصلين لخطوط الإنتاج المختلفة. اللوائح تتضمن عمليات مفصلة لتعيين مديرين أسلوبيين مستقبليين، مما يوحي بأن أرماني توقع هذا التحدي.