كشفت المصممة البريطانية ستيلا مكارتني عن ابتكار ثوري في صناعة الأزياء خلال عرضها لمجموعة صيف 2026 في أسبوع الموضة بباريس. تضمن العرض إطلاق “فيفرز” (FEVVERS)، أول بديل نباتي للريش في العالم، والذي يعد خطوة مهمة نحو القضاء على القسوة ضد الحيوانات في صناعة الأزياء.
ابتكار “فيفرز”: ثورة في المواد المستدامة
طورت شركة “فيفرز” البريطانية الناشئة هذا البديل النباتي بالتعاون مع مصممة الأزياء الشهيرة، حيث يحاكي هذا الابتكار الخصائص الجمالية والوظيفية للريش الطبيعي. أوضحت ستيلا مكارتني في حديثها لوكالة فرانس برس: “زرعنا شفرات عشب وصبغناها طبيعياً، ثم خططناها يدوياً على قوالب رائعة. تحصل على نفس التأثير، ولكن دون قتل مليارات الطيور”.
يتميز “فيفرز” بكونه خفيف الوزن ومتعدد الطبقات، مما يوفر حركة طبيعية تضاهي الريش التقليدي. ظهر هذا الابتكار في العرض عبر فساتين مسائية راقية بألوان الباستيل الناعمة، حيث زين الفساتين المشدودة والصدريات بطريقة أضفت لمسة من الأناقة والحركة الطبيعية.

حقائق صادمة عن صناعة الريش
كشفت مكارتني عن إحصائيات مؤلمة حول صناعة الريش، حيث أشارت إلى أن أكثر من مليون نعامة تُقتل سنوياً لاستخراج الجلد والريش. وفقاً لمنظمة الحماية العالمية للحيوانات، يتم ذبح 3.4 مليار بطة وإوزة سنوياً لاستخراج ريش الزغب.
تشمل الممارسات القاسية في هذه الصناعة نتف الريش من الطيور وهي حية، مما يسبب جروحاً دموية وآلاماً شديدة للحيوانات. تؤكد منظمة “فور باوز” أن النتف المباشر من الطيور الحية لا يزال يحدث في نحو نصف المزارع التي تمت زيارتها في تحقيق حديث.
تضمنت المجموعة 98% من المواد المستدامة، وهي خالية تماماً من الجلود والفراء والريش والجلود الغريبة. بالإضافة إلى “فيفرز”، قدمت مكارتني ابتكاراً آخر يُسمى “بيور.تيك” (PURE.TECH)، وهو نسيج قابل للبرمجة يمتص الملوثات من الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين.
تأثير اقتصادي وبيئي واعد
تُظهر الإحصائيات الحديثة أن سوق الجلود الغريبة، الذي يشمل جلود النعام، بلغت قيمته 988.49 مليون دولار في عام 2024. تنتج جنوب أفريقيا وحدها ما بين 200,000 إلى 250,000 جلد نعام سنوياً، مع توقع زيادة الإنتاج إلى أكثر من 300,000 جلد هذا العام. وفقاً لموقع “فيفرز” الرسمي، فإن الشركة تعمل حالياً على تطوير قوة ومرونة وتشطيب المادة لجعلها قابلة للاستخدام التجاري. تهدف الشركة إلى بناء فئة جديدة من المواد يمكن أن تُحدث ثورة في صناعات الأزياء والديكور الداخلي والأداء الرياضي.

استجابة إيجابية من صناعة الأزياء
لاقى ابتكار “فيفرز” إشادة واسعة من خبراء الصناعة ونشطاء حقوق الحيوان. أكد جيمس ويست، المؤسس المشارك لشركة “فيفرز”: “هذه المواد نباتية وطبيعية. بسبب ذلك، كل ريشة لها تفرد مثل بصمة الإصبع. لم تخرج من خط إنتاج موحد. هذا التفاوت الطبيعي يمنحها الجمال”.
وقعت ستيلا مكارتني على تعهد منظمة “بيتا” الخالي من الريش، مما يعكس التزامها الطويل المدى بالأزياء الأخلاقية. تُظهر الدراسات أن 72% من الناس يقولون إنهم لن يشتروا ملابس مصنوعة من حيوانات برية، و65% يعتبرون قتل الحيوانات للأزياء أمراً غير مقبول.