في كل رحلة نقود فيها سياراتنا، هناك أبطال صامتون يتحملون عبء الطريق ويضمنون سلامتنا: إطارات السيارة. ورغم بساطة مظهرها، إلا أنها تلعب دورًا حاسمًا في الأداء والثبات والأمان. كثيرًا ما نغفل عن أهميتها في الفحص اليومي، لكن الواقع أنها الصلة المباشرة بين السيارة والطريق. العناية بإطارات السيارات ليست مجرد إجراء تقني، بل مسؤولية تحمي الأرواح وتضمن استمرارية الرحلة. هذا الدليل يأخذك في رحلة لفهم هذا الجزء الحيوي وتقدير قيمته الحقيقية.
جدول المحتويات
- فهم لغة الإطارات: ما تخبرك به الأرقام والرموز (DOT، الحجم، السرعة، الحمولة)
- شريان الحياة: ضغط الهواء المثالي – حجر الزاوية في سلامة الإطارات وطول عمرها
- أهمية العناية بإطارات السيارات وضبط الزوايا (الميزانية/الترصيص)
- قراءة الطريق على وجه الإطار: فحص عمق المداس وعلامات التآكل والتلف
- يد السائق: كيف يؤثر أسلوب قيادتك على مصير إطاراتك؟
- مواجهة قسوة الطبيعة: العناية بالإطارات في مختلف الفصول وأثناء التخزين
- متى نقول وداعاً؟ معرفة العمر الافتراضي للإطارات وعلامات ضرورة الاستبدال
- تقنيات متقدمة وهمسات الخبراء (اختياري، لزيادة العمق)
- الخلاصة
- الأسئلة الشائعة
فهم لغة الإطارات: ما تخبرك به الأرقام والرموز (DOT، الحجم، السرعة، الحمولة)
على الجدار الجانبي لكل إطار، هناك كتابات تبدو وكأنها طلاسم محفورة، رموز وأرقام قد يتجاهلها الكثيرون، لكنها في الواقع تحمل بين طياتها هوية الإطار وسيرته الذاتية. إنها لغة خاصة، تحتاج فقط إلى من يفك شفرتها ليكتشف أسراراً تحدد مدى ملاءمة الإطار لمركبتك وأسلوب قيادتك، بل وحتى عمره الافتراضي.
قراءة تاريخ الإنتاج (DOT):
نافذة على شباب الإطار من بين أهم هذه الرموز هو كود DOT (Department of Transportation)، والذي ينتهي عادةً بأربعة أرقام تكشف عن “شهادة ميلاد” الإطار. هذه الأرقام الأربعة تشير إلى أسبوع وسنة التصنيع. فمثلاً، إذا كانت الأرقام هي “2223”، فهذا يعني أن الإطار تم تصنيعه في الأسبوع الثاني والعشرين من عام 2023. لماذا هذا مهم؟ لأن المطاط، حتى وإن لم يُستخدم الإطار، يشيخ ويتدهور بمرور الوقت. معرفة تاريخ الإنتاج تساعدك على تقدير مدى “شباب” الإطار، حتى لو كان يبدو جديداً لامعاً على الرف.
فك رموز الحجم والنوع:
هل إطارك مناسب لرحلاتك؟ ستجد أيضاً سلسلة من الأرقام والحروف مثل “P225/55R17 97W”. كل جزء من هذا الرمز له معنى. “P” قد تشير إلى أنه مخصص لسيارات الركاب (Passenger). الرقم “225” يمثل عرض الإطار بالمليمترات. “55” هي نسبة ارتفاع جانب الإطار إلى عرضه (Aspect Ratio).
“R” تعني أنه إطار ذو تصميم شعاعي (Radial)، وهو النوع الأكثر شيوعاً اليوم. “17” هو قطر العجلة (الجنط) المناسب لهذا الإطار بالبوصة. اختيار الحجم الصحيح الذي توصي به الشركة المصنعة لسيارتك ليس مجرد تفضيل، بل هو ضرورة لضمان الأداء الأمثل والسلامة.
مؤشرات السرعة والحمولة:
حدود الأداء التي يجب احترامها في نهاية سلسلة الرموز، تجد رقماً وحرفاً، مثل “97W”. الرقم “97” هو مؤشر الحمولة (Load Index)، ويشير إلى أقصى وزن يمكن للإطار الواحد أن يحمله عندما يكون منفوخاً بشكل صحيح.
الحرف “W” هو رمز السرعة (Speed Rating)، ويمثل أقصى سرعة يمكن للإطار أن يتحملها بأمان لفترة ممتدة. تجاوز هذه الحدود ليس مجرد مغامرة غير محسوبة، بل هو وضع ضغط هائل على الإطارات قد يؤدي إلى فشلها بشكل كارثي. إنها حدود الأداء التي خطها الصانع بحبر السلامة، ويجب احترامها دوماً.
شريان الحياة: ضغط الهواء المثالي – حجر الزاوية في سلامة الإطارات وطول عمرها
تخيل الإطار كرئة تتنفس، أو كبالون يحمل وزن السيارة بأكملها. هذا “النَّفَس” هو ضغط الهواء بداخله، وهو ليس مجرد هواء محبوس، بل هو شريان الحياة الذي يضمن للإطار تماسكه، وقدرته على امتصاص الصدمات، ومقاومته للتآكل المبكر. إن الحفاظ على ضغط الهواء المثالي هو، بلا مبالغة، حجر الزاوية في كل ما يتعلق بسلامة إطاراتك وطول عمرها.
لماذا يعتبر ضغط الهواء بهذه الأهمية؟
(الأمان، التحكم، استهلاك الوقود، عمر الإطار) ضغط الهواء الصحيح هو العامل الخفي الذي يؤثر على كل جانب من جوانب أداء سيارتك وسلامتك. عندما يكون الضغط مثالياً، يوفر الإطار أقصى تلامس مع سطح الطريق، مما يعزز التحكم في السيارة ويقلل من مخاطر الانزلاق وفقدان السيطرة، خاصة في الظروف الجوية السيئة أو على الطرق الزلقة.
الإطارات المنفوخة بشكل صحيح تساهم في توزيع وزن السيارة بشكل متساوٍ، مما يقلل من التآكل غير المتناسب ويطيل عمر الإطار بشكل ملحوظ. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. هل تعلم أن ضغط الإطارات يؤثر بشكل مباشر على فاتورة وقودك؟ الإطارات ذات الضغط المنخفض تزيد من مقاومة الدوران (Rolling Resistance)، مما يعني أن محرك سيارتك يجب أن يعمل بجهد أكبر لتحريكها، وبالتالي يستهلك المزيد من الوقود.
تشير الدراسات إلى أن انخفاض ضغط الإطارات بنسبة 25% عن الموصى به يمكن أن يزيد من استهلاك أنواع الوقود بنسبة تتراوح بين 2% إلى 3%، وإذا وصل الانخفاض إلى 50%، فقد تقفز هذه الزيادة إلى ما بين 5% و10%. قد تبدو هذه نسباً صغيرة، ولكن تخيل تراكم هذا الهدر على مدى آلاف الكيلومترات، وعبر ملايين السيارات على الطرقات.
إنها تكلفة اقتصادية وبيئية صامتة، تبدأ من إهمال بسيط في فحص ضغط الهواء. على النقيض، الضغط المفرط يجعل الإطار صلباً جداً، ويقلل من قدرته على امتصاص صدمات الطريق، مما يؤدي إلى قيادة غير مريحة ويزيد من خطر تلف الإطار عند الاصطدام بالحفر أو العوائق. كما أنه يقلل من مساحة تلامس الإطار بالطريق، مما يؤثر سلباً على التماسك وقدرة الفرملة.
كيف ومتى تفحص ضغط الإطارات؟
(الإطار بارد، كل أسبوعين/شهرياً، قبل الرحلات الطويلة) فحص ضغط الإطارات يجب أن يصبح عادة منتظمة، طقساً لا تتهاون به. القاعدة الذهبية هي فحص الضغط والإطارات باردة، أي قبل قيادة السيارة لمسافة طويلة أو بعد توقفها لثلاث أو أربع ساعات على الأقل. لماذا؟ لأن حرارة الاحتكاك الناتجة عن القيادة تزيد من ضغط الهواء داخل الإطار، مما يعطي قراءة خاطئة.
يوصي الخبراء بفحص ضغط الإطارات مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين أو شهرياً، وبالتأكيد قبل الانطلاق في أي رحلة طويلة. استخدم مقياس ضغط إطارات دقيق، فهو أداة بسيطة وغير مكلفة، لكنها حليفك الأول في الحفاظ على إطاراتك.
أين تجد معلومات الضغط الموصى به لسيارتك؟
(دليل المالك، ملصق السيارة) الضغط المثالي ليس رقماً سحرياً واحداً يناسب جميع السيارات. لكل سيارة ضغط موصى به من قبل الشركة المصنعة، والذي يأخذ في الاعتبار وزن السيارة وتصميمها.
يمكنك العثور على هذه المعلومة الثمينة عادةً في دليل مالك السيارة، أو على ملصق موجود على قائم باب السائق الأوسط، أو أحياناً داخل غطاء خزان الوقود أو في وحدة التحكم. من المهم جداً الالتزام بهذه التوصيات، وليس بالرقم المكتوب على جانب الإطار نفسه، فهذا الرقم يشير إلى أقصى ضغط يمكن للإطار تحمله، وليس الضغط التشغيلي الموصى به لسيارتك.
غطاء صمام الإطار:
الحارس الصغير المنسي قد يبدو غطاء صمام نفخ الإطار قطعة بلاستيكية صغيرة لا قيمة لها، لكنه في الحقيقة يلعب دور الحارس الأمين. هذا الغطاء يحمي الصمام من الأتربة والغبار والرطوبة، والتي يمكن أن تتسبب في تلفه وتؤدي إلى تسرب بطيء للهواء. في المناطق التي تكثر فيها العواصف الترابية، مثل أجزاء من المملكة العربية السعودية، يصبح هذا الغطاء أكثر أهمية. تأكد دائماً من وجوده وإحكام إغلاقه بعد كل فحص للضغط.
تأثير تقلبات الطقس على ضغط الإطارات (الصيف والشتاء)
الإطارات، مثلها مثل كل شيء حولنا، تتأثر بتقلبات درجات الحرارة. القاعدة العامة هي أن ضغط الهواء داخل الإطار يميل إلى الانخفاض في الطقس البارد والارتفاع في الطقس الحار. يقول خبراء الإطارات إن ضغط الإطارات يمكن أن ينخفض بمقدار 1 رطل لكل بوصة مربعة (PSI) مع كل انخفاض في درجة الحرارة بمقدار 10 درجات مئوية (أو ما يعادلها بالفهرنهايت).
لذلك، في أشهر الصيف الحارة، خاصة في المناطق العربية ذات درجات الحرارة المرتفعة، قد تحتاج إلى فحص ضغط الإطارات بشكل متكرر أكثر، حيث يمكن أن يؤدي تمدد الهواء إلى زيادة الضغط بشكل خطير. وفي الشتاء، قد تجد أن إطاراتك تحتاج إلى إضافة المزيد من الهواء للحفاظ على الضغط الموصى به. التكيف مع هذه التغيرات الموسمية جزء لا يتجزأ من العناية الذكية بالإطارات.
أهمية العناية بإطارات السيارات وضبط الزوايا (الميزانية/الترصيص)
إذا كان ضغط الهواء هو نَفَس الإطارات، فإن تدويرها وضبط زواياها وموازنتها أشبه بتعليمها الرقص بتناغم وتوازن على مسرح الطريق. هذه الإجراءات ليست ترفاً، بل هي ضرورات تضمن توزيعاً عادلاً للأعباء، وسيراً مستقيماً نحو الأمان، وتجنباً للاهتزازات المزعجة التي تفسد متعة القيادة.
تدوير الإطارات:
لماذا هو ضروري وكيف يتم؟ (تآكل متساوٍ، إطالة العمر، أنماط التدوير) إطارات سيارتك لا تتآكل جميعها بنفس المعدل. فالإطارات الأمامية في السيارات ذات الدفع الأمامي، على سبيل المثال، تتحمل عبء التوجيه وقوة الدفع، مما يجعلها تتآكل أسرع من الإطارات الخلفية.
عملية تدوير الإطارات هي ببساطة تغيير مواضعها بشكل دوري وفقاً لنمط محدد، بهدف توزيع هذا التآكل بشكل متساوٍ على جميع الإطارات. النتيجة؟ عمر أطول لجميع إطاراتك، وأداء أكثر اتساقاً، وتوفير للمال على المدى الطويل. يوصي معظم الخبراء بتدوير الإطارات كل 8,000 إلى 10,000 كيلومتر (أو حوالي 5,000 إلى 6,000 ميل)، أو وفقاً لتوصيات الشركة المصنعة لسيارتك. تعتمد أنماط التدوير على نوع نظام الدفع في سيارتك (أمامي، خلفي، أو رباعي) وما إذا كانت الإطارات متماثلة الحجم أم لا.
نظام الدفع | نمط التدوير الموصى به (الأكثر شيوعاً) | ملاحظات |
الدفع الأمامي (FWD) | نقل الإطارات الأمامية مباشرة إلى الخلف على نفس الجانب. نقل الإطارات الخلفية إلى الأمام مع تبديل الجوانب (الخلفي الأيمن إلى الأمامي الأيسر، والعكس). (نمط X معدل) | يضمن تآكلاً متساوياً للإطارات التي تتحمل عبء الدفع والتوجيه. |
الدفع الخلفي (RWD) | نقل الإطارات الخلفية مباشرة إلى الأمام على نفس الجانب. نقل الإطارات الأمامية إلى الخلف مع تبديل الجوانب (الأمامي الأيمن إلى الخلفي الأيسر، والعكس). (نمط X معدل) | مشابه للدفع الأمامي ولكن معكوس. |
الدفع الرباعي (AWD/4WD) | نمط X: نقل الإطار الأمامي الأيمن إلى الخلفي الأيسر، والأمامي الأيسر إلى الخلفي الأيمن، والخلفي الأيمن إلى الأمامي الأيسر، والخلفي الأيسر إلى الأمامي الأيمن. | يضمن توزيع التآكل بشكل مثالي على جميع الإطارات. |
إطارات اتجاهية | نقل الإطارات الأمامية إلى الخلف على نفس الجانب، والخلفية إلى الأمام على نفس الجانب. | يجب الحفاظ على اتجاه دوران الإطار. |
إطارات مختلفة الحجم (أمام/خلف) | تبديل الإطارات على نفس المحور فقط (الأمامي الأيمن مع الأمامي الأيسر، والخلفي الأيمن مع الخلفي الأيسر)، إذا كانت غير اتجاهية. | لا يمكن تدويرها بين المحاور. |
ضبط زوايا العجلات (Wheel Alignment):
العناية بإطارات السيارات تبدأ بالسير في خط مستقيم نحو الأمان تخيل أن عجلات سيارتك ليست موجهة بشكل مثالي إلى الأمام، بل إن إحداها أو أكثر تنحرف قليلاً إلى الداخل أو الخارج. هذا ما يعالجه ضبط زوايا العجلات (أو ما يعرف أحياناً بميزانية الإطارات، وإن كان المصطلح الأدق هو ضبط الزوايا).
هذه العملية لا تتعلق بالإطارات نفسها، بل بنظام تعليق السيارة، حيث يتم تعديل الزوايا التي تتلامس بها الإطارات مع الطريق (زوايا الكامبر، الكاستر، والتقارب/التباعد) وفقاً لمواصفات الشركة المصنعة.
لماذا هو مهم؟ لأن الزوايا غير المضبوطة تؤدي إلى تآكل سريع وغير متساوٍ للإطارات (غالباً على الحواف الداخلية أو الخارجية)، وتجعل السيارة تسحب أو تنحرف إلى جانب واحد أثناء القيادة، وتقلل من كفاءة استهلاك الوقود، وتؤثر سلباً على التحكم والثبات. إذا شعرت باهتزاز في عجلة القيادة أو لاحظت أن سيارتك لا تسير في خط مستقيم بسهولة، فقد يكون الوقت قد حان لفحص وضبط الزوايا.
موازنة الإطارات (الترصيص – Wheel Balancing):
لتجنب الرقصات المزعجة (الاهتزازات) والحفاظ على إطار السيارة بينما يهتم ضبط الزوايا بكيفية توجيه العجلات، فإن موازنة الإطارات (أو الترصيص) تتعلق بتوزيع الوزن بشكل متساوٍ حول محور دوران مجموعة الإطار والعجلة.
حتى الاختلالات الطفيفة في الوزن يمكن أن تسبب اهتزازات مزعجة في عجلة القيادة، أو المقاعد، أو أرضية السيارة، خاصة عند السرعات العالية. تتم عملية الموازنة عن طريق وضع مجموعة الإطار والعجلة على آلة خاصة تقوم بتدويرها وقياس أي اختلال في التوازن.
بعد ذلك، يقوم الفني بإضافة أوزان صغيرة (عادة من الرصاص أو مواد أخرى صديقة للبيئة) إلى حافة العجلة لتعويض هذا الاختلال. الإطارات المتوازنة بشكل صحيح لا توفر قيادة أكثر سلاسة وراحة فحسب، بل تقلل أيضاً من الضغط على مكونات نظام التعليق وتساعد في منع التآكل المبكر للإطارات.
متى تحتاج سيارتك لهذه العمليات؟
(علامات، توصيات المصنع، كل 8000-10000 كم) يوصى عادةً بإجراء موازنة للإطارات كلما قمت بتركيب إطارات جديدة، أو عند تدوير الإطارات، أو إذا شعرت باهتزازات غير طبيعية أثناء القيادة. كقاعدة عامة، يُنصح بترصيص الإطارات بعد كل مسافة تقدر بحوالي 8000 إلى 10000 كيلومتر.
أما بالنسبة لضبط زوايا العجلات، فيجب التحقق منها إذا تعرضت السيارة لحادث، أو اصطدمت بحفرة كبيرة أو رصيف، أو إذا لاحظت تآكلاً غير متساوٍ في الإطارات، أو إذا كانت السيارة تسحب إلى جانب واحد. العديد من المصنعين يوصون بفحص الزوايا مرة واحدة سنوياً أو كل 15,000 إلى 20,000 كيلومتر كإجراء وقائي.
قراءة الطريق على وجه الإطار: فحص عمق المداس وعلامات التآكل والتلف
سطح الإطار، بنقوشه وأخاديده، ليس مجرد تصميم جمالي. إنه الواجهة التي تتفاعل مباشرة مع الطريق، وهو المسؤول عن التماسك، وتصريف المياه، ومنحك القدرة على التوقف والانعطاف بأمان. هذا السطح، المعروف بالمداس (Tread)، يتآكل بمرور الوقت والاستخدام، وقراءة علامات هذا التآكل، بالإضافة إلى البحث عن أي تلف آخر، هي مهارة حيوية لكل سائق مسؤول.
أهمية عمق المداس (Tread Depth):
التماسك والأمان على مختلف الطرق الأخاديد الموجودة في مداس الإطار ليست عشوائية؛ فهي مصممة لتوفير قنوات لتصريف المياه من تحت الإطار، مما يعمل على العناية بإطارات السيارات على التماسك على الطرق المبللة ويقلل من خطر الانزلاق المائي (Aquaplaning).
كلما كان عمق المداس أكبر، كانت قدرة الإطار على التعامل مع المياه والظروف الصعبة أفضل. مع تآكل المداس وانخفاض عمقه، تقل هذه القدرة بشكل كبير، مما يعرض سلامتك للخطر.
كيف تقيس عمق المداس؟
(مؤشرات التآكل، أداة القياس، اختبار العملة) لحسن الحظ، هناك عدة طرق سهلة للتحقق من عمق المداس:
- مؤشرات تآكل المداس (Tread Wear Indicators – TWI): معظم الإطارات الحديثة تحتوي على قضبان صغيرة من المطاط مدمجة في قاع الأخاديد الرئيسية للمداس. عندما يتآكل المداس إلى درجة يصبح فيها مستوياً مع هذه المؤشرات، فهذا يعني أن عمق المداس المتبقي قد وصل إلى الحد الأدنى القانوني (عادة 1.6 ملم في العديد من الدول)، وأن الإطار بحاجة إلى استبدال فوري. في إطارات ميشلان، على سبيل المثال، قد تجد شعار رجل ميشلان الصغير على جانب الإطار ليشير إلى موقع هذه المؤشرات.
- أداة قياس عمق المداس (Tread Depth Gauge): هذه أداة بسيطة ودقيقة مصممة خصيصاً لقياس عمق المداس. يتم إدخال مسبار الأداة في الأخدود، وتظهر القراءة بوضوح. إنها استثمار صغير لسلامتك.
- اختبار العملة المعدنية: في بعض الدول، يمكن استخدام عملة معدنية معينة كأداة تقريبية. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة، يمكن استخدام عملة 20 بنساً، حيث أن حافتها الخارجية لها ارتفاع معين.
- في الإمارات، يمكن استخدام عملة الدرهم للتحقق مما إذا كان عمق النقش أقل من 1.6 ملم. يتم إدخال العملة في الأخدود، وإذا كان جزء معين من تصميم العملة (مثل قمة شجرة النخيل في الدرهم) ظاهراً، فهذا يشير إلى أن المداس قد تآكل بشكل كبير. يجب فحص المداس في عدة نقاط عبر الإطار.
الحد الأدنى القانوني لعمق المداس، وهو 1.6 ملم في الغالب، ليس مجرد رقم يُذكر في كتيبات التعليمات. إنه الخط الفاصل، الحاجز الأخير بين قبضة آمنة على الطريق وبين الانزلاق نحو المجهول، خاصة عندما تكون السماء تمطر والطريق زلق. تجاهل هذا الحد ليس مجرد مخالفة، بل هو مقامرة بحياتك وحياة الآخرين.
علامات التلف التي لا يمكن تجاهلها:
بالإضافة إلى تآكل المداس، هناك علامات أخرى يجب أن تبحث عنها بانتظام، فهي بمثابة صرخات استغاثة من إطاراتك:
التشققات والجفاف:
عندما يبدأ المطاط في البكاء. بمرور الوقت، وبتأثير عوامل مثل حرارة الشمس والأوزون، يمكن أن يجف المطاط ويفقد مرونته، مما يؤدي إلى ظهور تشققات دقيقة أو حتى عميقة على سطح الإطار أو جوانبه. هذه التشققات هي نقاط ضعف يمكن أن تتطور إلى تمزقات خطيرة أو انفجار مفاجئ للإطار.
الانتفاخات (بيضة الإطار):
قنابل موقوتة على الطريق. إذا لاحظت انتفاخاً أو “فقاعة” على جانب الإطار، فهذه علامة خطيرة جداً تُعرف أحياناً بـ “بيضة الإطار”. تحدث هذه الانتفاخات عادةً نتيجة لتلف داخلي في هيكل الإطار، غالباً بسبب اصطدام قوي بحفرة أو رصيف. الإطار المنتفخ ضعيف للغاية ومعرض للانفجار في أي لحظة، ويجب استبداله فوراً.
تآكل غير متساوٍ:
ما الذي يحاول إطارك إخبارك به؟ إذا لاحظت أن مداس الإطار يتآكل بشكل أسرع في منطقة معينة (مثلاً، الحواف الداخلية أو الخارجية، أو المنتصف فقط) مقارنة ببقية الإطار، فهذه علامة على وجود مشكلة.
قد يكون السبب هو ضغط هواء غير صحيح (ضغط منخفض يؤدي لتآكل الحواف، وضغط مرتفع يؤدي لتآكل المنتصف)، أو مشاكل في ضبط زوايا العجلات، أو حتى مشاكل في مكونات نظام التعليق. تجاهل التآكل غير المتساوي يعني أنك لا تستفيد من كامل عمر إطارك، وأن هناك مشكلة أساسية تحتاج إلى حل.
اهتزازات ورجرجة السيارة:
نداء استغاثة من إطاراتك. الاهتزازات غير الطبيعية في عجلة القيادة أو في جسم السيارة أثناء القيادة، خاصة عند سرعات معينة، يمكن أن تكون مؤشراً على أن إطاراتك غير متوازنة، أو أن هناك تلفاً داخلياً في أحد الإطارات، أو حتى مشكلة في ضبط الزوايا.
أصوات الاحتكاك الغريبة:
همسات الخطر. إذا بدأت تسمع أصواتاً غريبة صادرة من منطقة الإطارات، مثل صوت ونين أو احتكاك مستمر، خاصة عند السرعات العالية، فقد يكون ذلك بسبب تآكل شديد في المداس أو تلف في الإطار.
العرض | السبب المحتمل الرئيسي | الإجراء الموصى به |
تآكل المداس في المنتصف فقط | ضغط هواء مفرط (مرتفع جداً) | فحص وضبط ضغط الهواء حسب توصيات المصنع. |
تآكل المداس على الحافتين (الكتفين) | ضغط هواء منخفض جداً | فحص وضبط ضغط الهواء حسب توصيات المصنع. |
تآكل على حافة واحدة (داخلية أو خارجية) | مشكلة في ضبط زوايا العجلات (Alignment) | فحص وضبط زوايا العجلات لدى متخصص. |
تآكل متقطع أو بقع صلعاء (Cupping) | مشاكل في موازنة الإطارات أو مكونات نظام التعليق (مثل ممتصات الصدمات) | فحص موازنة الإطارات ونظام التعليق لدى متخصص. |
تشققات على جدار الإطار الجانبي | شيخوخة المطاط، التعرض للشمس والحرارة، ضغط منخفض لفترات طويلة | فحص الإطار بعناية، واستبداله إذا كانت التشققات عميقة أو منتشرة. |
انتفاخ أو “بيضة” على جانب الإطار | تلف هيكلي داخلي بسبب اصطدام قوي | استبدال الإطار فوراً – خطر انفجار وشيك. |
اهتزاز عجلة القيادة أو السيارة | عدم موازنة الإطارات، تلف الإطار، مشكلة في ضبط الزوايا أو نظام التعليق | فحص موازنة الإطارات، ضبط الزوايا، وفحص نظام التعليق. |
يد السائق: كيف يؤثر أسلوب قيادتك على مصير إطاراتك؟
ليست فقط العوامل الخارجية هي ما يحدد طريقة العناية بإطارات السيارات ومصيرها. يدك التي تمسك بعجلة القيادة، وقدمك التي تداعب دواستي الوقود والمكابح، تحملان قدراً كبيراً من المسؤولية. أسلوب قيادتك ليس مجرد انعكاس لشخصيتك على الطريق، بل هو أيضاً النحات الذي يشكل ملامح التآكل على إطاراتك، والذي قد يطيل عمرها أو يقصفه بلا رحمة.
التسارع والفرملة المفاجئة:
ضريبة السرعة على عمر الإطار ذلك الإغراء بالانطلاق الصاروخي عند إشارة المرور الخضراء، أو تلك الفرملة العنيفة في اللحظة الأخيرة، كلاهما يفرضان ضريبة باهظة على إطاراتك. التسارع المفاجئ يولد احتكاكاً هائلاً وحرارة زائدة، مما يؤدي إلى تآكل المداس بشكل أسرع.
وبالمثل، الفرملة القوية والمتكررة لا تستهلك بطانات الفرامل فحسب، بل تضع ضغطاً شديداً على الإطارات، وقد تتسبب في تآكل غير متساوٍ أو حتى تكوين “بقع مسطحة” إذا أدت إلى انغلاق العجلات. القيادة السلسة، بتسارع تدريجي وفرملة متوقعة، هي ألطف بكثير على تلك الحلقات المطاطية الثمينة.
السرعات العالية المستمرة:
حرارة واحتكاك يلتهمان المطاط كلما زادت سرعة السيارة، زادت الحرارة المتولدة في الإطارات بسبب زيادة الاحتكاك ومقاومة الهواء. هذه الحرارة الزائدة هي عدو لدود للمطاط، فهي تسرع من عملية تدهوره وتفقده خصائصه المرنة، مما يجعله أكثر عرضة للتلف والتآكل. القيادة ضمن حدود السرعة القانونية، وتجنب السرعات المفرطة لفترات طويلة، لا يساهم فقط في سلامتك واقتصاد الوقود، بل يمنح إطاراتك فرصة لتعيش حياة أطول وأكثر صحة.
تجنب الحفر والعوائق:
ليس كل طريق ممهداً لسلامة إطاراتك الطرق ليست دائماً سجاداً حريرياً. الحفر، والمطبات، والأجسام المتناثرة على الطريق هي تحديات تواجهها إطاراتك يومياً. الاصطدام القوي بحفرة يمكن أن يتسبب في تلف هيكلي للإطار، مما يؤدي إلى انتفاخات جانبية أو حتى تمزقات. المرور فوق جسم حاد قد يؤدي إلى ثقب. القيادة اليقظة، ومحاولة تجنب هذه العوائق قدر الإمكان، أو على الأقل تخفيف السرعة قبل المرور فوقها، يمكن أن ينقذ إطاراتك من أضرار مكلفة ومفاجئة.
الحمولة الزائدة:
عبء لا تحتمله الإطارات دائماً لكل إطار قدرة تحمل قصوى للوزن، كما هو موضح في مؤشر الحمولة على جانبه. تحميل السيارة بأوزان تتجاوز هذه القدرة يضع ضغطاً هائلاً على الإطارات. هذا الضغط الزائد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الإطار، وزيادة خطر انفجاره، وتسريع عملية تآكله، خاصة على الحواف. احترام حدود الحمولة الموصى بها لسيارتك هو جزء من احترام سلامة إطاراتك.
إن العلاقة بين السائق وإطاراته تتجاوز الجانب الميكانيكي البحت. إنها علاقة ثقة ومسؤولية. القيادة الهادئة والمتأنية ليست مجرد أسلوب، بل هي فلسفة تمتد آثارها الإيجابية لتشمل كل جزء من السيارة، وفي مقدمتها الإطارات. إنها الطريقة التي نقول بها لمركبتنا: “أنا أعتني بك، لأنك تعتنين بي في كل رحلة”.
مواجهة قسوة الطبيعة: العناية بالإطارات في مختلف الفصول وأثناء التخزين
إطارات سيارتك لا تواجه فقط تحديات الطريق وأسلوب قيادتك، بل هي أيضاً في خط المواجهة المباشر مع قوى الطبيعة المتقلبة. شمس الصيف الحارقة، وبرودة الشتاء القارسة، والأوساخ المتراكمة، كلها عوامل يمكن أن تؤثر على صحة إطاراتك وعمرها الافتراضي. العناية بإطارات السيارات تعني فهم هذه التحديات واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية إطاراتك.
شمس الصيف الحارقة: كيف تحمي إطاراتك من التلف الحراري؟
في العديد من المناطق العربية، يمثل فصل الصيف تحدياً خاصاً للإطارات. درجات الحرارة المرتفعة للأسفلت، وأشعة الشمس المباشرة، كلاهما يساهمان في تسريع شيخوخة المطاط وتدهوره. الحرارة تزيد من ضغط الهواء داخل الإطار، مما قد يتجاوز الحدود الآمنة إذا لم يتم فحصه بانتظام. كما أن الأشعة فوق البنفسجية تعمل على تفكيك المركبات الكيميائية في المطاط التي تحافظ على مرونته، مما يؤدي إلى جفافه وتشققه. لحماية إطاراتك في الصيف:
- افحص ضغط الهواء بانتظام: ويفضل أن يكون ذلك في الصباح الباكر قبل ارتفاع حرارة الجو والإطارات.
- تجنب القيادة في أوقات الذروة الحرارية: إذا أمكن، قلل من القيادة خلال ساعات الظهيرة عندما تكون حرارة الأسفلت في أقصاها.
- اركن سيارتك في الظل: كلما أمكن ذلك، حاول ركن سيارتك في أماكن مظللة لتقليل تعرض الإطارات لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
- اختر إطارات مناسبة للمناخ الحار: بعض الإطارات مصممة خصيصاً لتحمل درجات الحرارة العالية بشكل أفضل.
برودة الشتاء وتحدياته:
هل تحتاج إطاراتك لعناية خاصة؟ في المناطق التي تشهد فصول شتاء باردة، قد تواجه الإطارات تحديات مختلفة. انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى انكماش الهواء داخل الإطارات، مما قد يتسبب في انخفاض الضغط عن المستوى الموصى به.
هذا يستدعي فحصاً أكثر تواتراً للضغط وإضافة الهواء عند الحاجة. في المناطق التي تشهد تساقطاً للثلوج أو تكوناً للجليد، تصبح الإطارات الصيفية أو متعددة الفصول أقل فعالية، وقد تتصلب مركباتها المطاطية، مما يقلل من التماسك بشكل كبير. في مثل هذه الظروف، تكون الإطارات الشتوية المخصصة هي الخيار الأمثل لضمان السلامة.
تنظيف الإطارات:
ليس للجمال فقط، بل للصحة أيضاً قد يبدو تنظيف الإطارات مجرد إجراء تجميلي، ولكنه في الواقع يساهم في الحفاظ على صحتها. الأوساخ، وغبار الفرامل، والمواد الكيميائية التي قد تعلق بالإطارات من الطريق، يمكن أن تساهم في تدهور المطاط بمرور الوقت.
- استخدم الماء والصابون المعتدل: وفرشاة ناعمة (تجنب الفرش ذات الشعيرات المعدنية التي قد تخدش الإطار أو الجنط) لإزالة الأوساخ المتراكمة.
- اشطف جيداً: لإزالة أي بقايا صابون.
- افحص الإطار أثناء التنظيف: إنها فرصة جيدة لتفقد الإطار عن كثب بحثاً عن أي تشققات أو انتفاخات أو أجسام غريبة مغروسة فيه.
التخزين السليم للإطارات الموسمية:
للحفاظ عليها حتى تعود للخدمة إذا كنت تستخدم مجموعتين من الإطارات (صيفية وشتوية مثلاً)، فإن طريقة تخزين المجموعة غير المستخدمة تؤثر بشكل كبير على عمرها الافتراضي.
- نظفها وجففها جيداً: قبل التخزين، قم بتنظيف الإطارات تماماً واتركها لتجف في الهواء.
- اختر مكاناً بارداً وجافاً ومظلماً: تجنب الأماكن الحارة أو الرطبة أو المعرضة لأشعة الشمس المباشرة أو لمصادر الأوزون (مثل المحركات الكهربائية).
خزنها بشكل صحيح:
- إذا كانت الإطارات مثبتة على جنوطها، يمكنك تعليقها أو رصها أفقياً فوق بعضها البعض (بحد أقصى أربعة إطارات)، مع وضع قطعة من الورق المقوى بين كل إطار وآخر.
- إذا كانت الإطارات بدون جنوط، فمن الأفضل تخزينها بشكل عمودي (واقفة)، وتدويرها قليلاً كل شهر لمنع تكون “بقع مسطحة”.
- استخدم أغطية الإطارات: يمكن أن توفر حماية إضافية من الغبار والأوساخ والضوء.
متى نقول وداعاً؟ معرفة العمر الافتراضي للإطارات وعلامات ضرورة الاستبدال
لكل شيء في هذه الحياة عمر افتراضي، والإطارات ليست استثناءً. حتى مع أفضل رعاية وصيانة، سيأتي اليوم الذي يجب فيه أن نقول وداعاً لإطاراتنا القديمة ونرحب بأخرى جديدة. معرفة متى يحين هذا الوقت ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو قرار يتعلق بالسلامة أولاً وأخيراً. إنها اللحظة التي تدرك فيها أن الإطار قد أدى مهمته، وأن الاستمرار في استخدامه هو مخاطرة لا تستحق المجازفة.
العمر الافتراضي:
كم سنة أو كم كيلومتر؟ لا يوجد رقم سحري واحد يحدد العمر الافتراضي للإطار بدقة مطلقة، فهو يعتمد على مزيج معقد من العوامل: جودة التصنيع، ظروف الاستخدام، أسلوب القيادة، المناخ، ومدى الالتزام بالصيانة الدورية. ومع ذلك، هناك إجماع عام بين مصنعي الإطارات وخبراء السيارات على بعض الإرشادات:
العمر الزمني:
يوصي العديد من المصنعين باستبدال الإطارات بعد خمس إلى ست سنوات من تاريخ إنتاجها (DOT)، بغض النظر عن مدى تآكل المداس. في بعض الدول، مثل الإمارات العربية المتحدة، قد يكون هناك حد قانوني أقصى لعمر الإطار (عادة 5 سنوات) لاجتياز الفحص الفني للمركبة. السبب في ذلك هو أن المطاط يتدهور بمرور الوقت حتى لو لم يُستخدم الإطار كثيراً، ويفقد خصائصه المرنة وقوته.
المسافة المقطوعة:
كقاعدة عامة، يمكن أن تدوم الإطارات الجيدة ما بين 40,000 إلى 80,000 كيلومتر، ولكن هذا النطاق واسع جداً. توصي بعض المصادر بمتوسط يتراوح بين 50,000 كم أو من 10,000 إلى 50,000 كم كحد أقصى حسب الظروف. بعض مالكي السيارات قد يجدون أن إطاراتهم تحتاج للاستبدال بعد 20,000 إلى 30,000 ميل فقط (حوالي 32,000 إلى 48,000 كم).
أيهما يأتي أولاً: القاعدة الأهم هي استبدال الإطارات بناءً على العامل الذي يتحقق أولاً، سواء كان العمر الزمني أو المسافة المقطوعة أو الوصول إلى الحد الأدنى لعمق المداس أو ظهور علامات تلف خطيرة.
عندما يصبح الاستبدال حتمياً:
تكرار علامات التلف المذكورة سابقاً. بغض النظر عن العمر الزمني أو المسافة المقطوعة، هناك علامات واضحة تخبرك بأن الوقت قد حان لاستبدال إطاراتك فوراً. هذه العلامات هي بمثابة إشارات حمراء لا يمكن تجاهلها:
- وصول عمق المداس إلى مؤشرات التآكل (TWI) أو الحد القانوني (1.6 ملم): كما ذكرنا سابقاً، هذا يعني أن الإطار فقد قدرته على التماسك بشكل آمن، خاصة على الطرق المبللة.
- ظهور تشققات عميقة أو منتشرة على سطح الإطار أو جوانبه: هذه دليل على تدهور المطاط وضعف هيكل الإطار.
- وجود انتفاخات أو “بيضات” على جانب الإطار: هذه علامة على تلف هيكلي داخلي وخطر انفجار وشيك.
- ثقوب كبيرة أو أضرار لا يمكن إصلاحها بأمان: بعض الثقوب، خاصة تلك الموجودة على جانب الإطار أو الكبيرة جداً، لا يمكن إصلاحها بشكل موثوق.
- تآكل غير متساوٍ شديد لم يتمكن ضبط الزوايا أو الموازنة من حله، أو إذا كشف عن الأسلاك الداخلية للإطار.
- اهتزازات مستمرة أو أصوات غريبة لم يتمكن الفحص من تحديد سبب آخر لها غير تلف الإطار.
إن قرار استبدال الإطار في الوقت المناسب هو استثمار في سلامتك وسلامة الآخرين على الطريق. إنه احترام لدورة حياة الإطار، وتقدير للخدمة التي قدمها، وإدراك بأن لكل بداية نهاية، وأن النهاية هنا تفتح الباب لبداية جديدة من الأمان والثقة مع إطارات جديدة.
تقنيات متقدمة وهمسات الخبراء (اختياري، لزيادة العمق)
في عالم العناية بإطارات السيارات، هناك دائماً المزيد لنتعلمه، وتقنيات تظهر لتوفر لنا رؤى أعمق أو حلولاً مبتكرة. دعنا نلقي نظرة على اثنتين من هذه التقنيات التي قد تثير اهتمام السائق الحريص:
نظام مراقبة ضغط الإطارات (TPMS):
صديقك التكنولوجي العديد من السيارات الحديثة مجهزة بنظام مراقبة ضغط الإطارات (Tire Pressure Monitoring System – TPMS). هذا النظام هو بمثابة حارس إلكتروني يراقب ضغط الهواء داخل إطاراتك بشكل مستمر، وينبهك عبر ضوء تحذير على لوحة العدادات إذا انخفض الضغط في أحد الإطارات بشكل كبير عن المستوى الموصى به. هناك نوعان رئيسيان من أنظمة TPMS:
1. النظام المباشر (Direct TPMS):
يستخدم حساسات ضغط فردية مثبتة داخل كل إطار (عادة على الصمام). هذه الحساسات تقيس الضغط الفعلي وترسل البيانات لاسلكياً إلى وحدة التحكم في السيارة. يتميز هذا النظام بدقته العالية وقدرته على تحديد الإطار الذي يعاني من مشكلة بدقة. ومع ذلك، قد تكون هذه الحساسات أكثر تكلفة، وبطارياتها لها عمر محدود وتحتاج للاستبدال مع الحساس نفسه، كما أنها قد تكون عرضة للتلف أثناء تغيير الإطارات إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
2. النظام غير المباشر (Indirect TPMS):
لا يقيس هذا النظام ضغط الهواء مباشرة. بدلاً من ذلك، يعتمد على حساسات نظام الفرامل المانعة للانغلاق (ABS) لمراقبة سرعة دوران كل عجلة. إذا بدأ أحد الإطارات في فقدان الهواء، سيصغر قطره قليلاً وبالتالي سيدور بشكل أسرع قليلاً من الإطارات الأخرى. عندما يكتشف النظام هذا الاختلاف في سرعة الدوران، يصدر تحذيراً.
هذا النظام أقل تكلفة ولا يحتاج إلى حساسات إضافية في الإطارات، ولكنه قد يكون أقل دقة من النظام المباشر، وقد يحتاج إلى إعادة ضبط بعد نفخ الإطارات أو تدويرها، وقد لا يكون موثوقاً إذا كانت الإطارات تتآكل بشكل غير متساوٍ أو إذا تم تركيب إطارات بأحجام مختلفة.
على الرغم من فائدة نظام TPMS، إلا أنه ليس بديلاً عن الفحص اليدوي المنتظم لضغط الإطارات باستخدام مقياس دقيق. فالنظام مصمم للتحذير عند حدوث انخفاض كبير في الضغط، وليس بالضرورة عند الانحرافات الطفيفة التي لا تزال تؤثر على أداء الإطار وعمره.
نفخ الإطارات بالنيتروجين مقابل الهواء العادي: هل يستحق الأمر؟
ربما سمعت عن خيار نفخ الإطارات بالنيتروجين النقي بدلاً من الهواء المضغوط العادي (الذي يتكون أساساً من حوالي 78% نيتروجين و 21% أكسجين، بالإضافة إلى كميات ضئيلة من الغازات الأخرى وبخار الماء).
الفكرة وراء استخدام النيتروجين هي أنه جزيء أكبر قليلاً من الأكسجين، وبالتالي يُزعم أنه يتسرب من الإطار بمعدل أبطأ، مما يساعد في الحفاظ على ضغط ثابت لفترة أطول. كما أن النيتروجين غاز جاف وخامل، مما يعني أنه لا يحتوي على بخار الماء الذي يمكن أن يساهم في تآكل المكونات الداخلية للإطار والعجلة، أو يتسبب في تقلبات أكبر في الضغط مع تغير درجة الحرارة. الفوائد المحتملة تشمل:
- ثبات أفضل لضغط الإطار: قد يقلل من الحاجة إلى إعادة نفخ الإطارات بشكل متكرر.
- تقليل الأكسدة والتآكل الداخلي: نظراً لغياب الأكسجين وبخار الماء تقريباً.
- تقليل تقلبات الضغط مع الحرارة: لأن النيتروجين الجاف أقل تأثراً بتغيرات درجة الحرارة من الهواء الرطب. ومع ذلك، هناك جدل حول ما إذا كانت هذه الفوائد تبرر التكلفة الإضافية لنفخ الإطارات بالنيتروجين، خاصة بالنسبة للسيارات العادية.
- الهواء العادي مجاني أو منخفض التكلفة ومتوفر في كل مكان، بينما النيتروجين يتطلب معدات خاصة وقد يكون له تكلفة. كما أن أي فائدة من النيتروجين قد تضيع إذا تم خلطه بالهواء العادي لاحقاً.
الخلاصة هي أن النيتروجين قد يوفر بعض المزايا الهامشية، خاصة في تطبيقات السباقات أو المركبات الثقيلة حيث تكون الظروف قاسية. أما بالنسبة لمعظم السائقين، فإن الفحص المنتظم لضغط الهواء العادي والالتزام بالصيانة الجيدة يظل هو الأهم والأكثر فعالية من حيث التكلفة.
الخلاصة
في ختام رحلتنا مع عالم الإطارات، ندرك أن هذه القطع الصامتة تحمل أكثر مما نتصور من مسؤولية وأمان. العناية بإطارات السيارات ليست رفاهية، بل ضرورة تضمن سلامتك وكفاءة مركبتك. من ضغط الهواء إلى أسلوب القيادة، كل تفصيلة تصنع فرقًا. إنها علاقة تعتمد على الإصغاء والفهم، وليست مجرد صيانة دورية. فلتجعل من الاهتمام بها عادة، ومن سلامتك أولوية في كل طريق تسلكه.
الأسئلة الشائعة
كم مرة يجب أن أفحص ضغط إطارات سيارتي؟
يُنصح بفحص ضغط الإطارات مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين إلى شهر، وبالتأكيد قبل الانطلاق في أي رحلات طويلة. يجب دائماً فحص الضغط عندما تكون الإطارات باردة (أي لم تُقد السيارة لمسافة طويلة أو كانت متوقفة لعدة ساعات) للحصول على قراءة دقيقة.
ما هو العمر الافتراضي للإطارات عادةً؟
يعتمد العمر الافتراضي على عدة عوامل، ولكن بشكل عام، يوصي معظم مصنعي الإطارات باستبدالها بعد حوالي 5 إلى 6 سنوات من تاريخ التصنيع (الموضح برمز DOT على الإطار)، أو بعد قطع مسافة تتراوح بين 40,000 و 60,000 كيلومتر، أيهما يأتي أولاً. يجب دائماً مراجعة توصيات الشركة المصنعة لسيارتك وللإطارات، ومراعاة ظروف الاستخدام والمناخ.
هل يمكنني إصلاح إطار مثقوب أم يجب استبداله دائماً؟
يعتمد ذلك على حجم الثقب وموقعه ونوع الإطار. الثقوب الصغيرة (عادة أقل من 6 ملم) في منطقة المداس الرئيسية (وليس على الكتف أو الجدار الجانبي) غالباً ما يمكن إصلاحها بأمان بواسطة متخصص باستخدام سدادة ورقعة مناسبة. أما الثقوب الكبيرة، أو تلك الموجودة على جانب الإطار، أو إذا كان هناك تلف داخلي، فعادةً ما تتطلب استبدال الإطار. من الأفضل دائماً استشارة فني إطارات مؤهل لتقييم الضرر.
ما الفرق بين موازنة الإطارات وضبط الزوايا؟
موازنة الإطارات (الترصيص) هي عملية تهدف إلى توزيع وزن مجموعة الإطار والعجلة بالتساوي حول محور الدوران. يتم ذلك عن طريق إضافة أوزان صغيرة إلى العجلة لمنع الاهتزازات أثناء القيادة، خاصة عند السرعات العالية. أما ضبط زوايا العجلات (Wheel Alignment) فهو عملية تعديل زوايا نظام تعليق السيارة بحيث تكون الإطارات موجهة بشكل صحيح بالنسبة للطريق ولبعضها البعض. يهدف ضبط الزوايا إلى ضمان سير السيارة في خط مستقيم، ومنع التآكل غير المتساوي للإطارات، وتحسين التحكم والثبات.
هل يؤثر ركن السيارة لفترات طويلة على الإطارات؟
عم، يمكن أن يؤثر ركن السيارة لفترات طويلة، خاصة إذا كانت متوقفة على نفس الموضع، على الإطارات. قد يتسبب ذلك في تكون “بقع مسطحة” مؤقتة أو دائمة على منطقة التلامس بالإطار، حيث يفقد الإطار شكله الدائري قليلاً تحت وزن السيارة. كما قد يؤدي إلى فقدان تدريجي لضغط الهواء [ (ذكر flat spots), (توزيع الوزن)]. إذا كنت ستخزن سيارتك لفترة طويلة، يُفضل زيادة ضغط الإطارات قليلاً (مع عدم تجاوز الحد الأقصى المسموح به)، أو تحريك السيارة بشكل دوري لمسافة قصيرة، أو حتى رفع السيارة على حوامل إذا كان التخزين سيمتد لشهور طويلة.
كيف أعرف نوع الإطار المناسب لسيارتي وللمناخ الحار في المنطقة العربية؟
أولاً، راجع دليل مالك السيارة أو الملصق الموجود على باب السائق، فهما يحددان حجم الإطار ومواصفات السرعة والحمولة الموصى بها لسيارتك. ثانياً، بالنسبة للمناخ الحار السائد في معظم الدول العربية، من المهم اختيار إطارات مصممة لتحمل درجات الحرارة العالية. ابحث عن إطارات ذات تصنيف جيد لمقاومة الحرارة (Temperature Rating، عادة A هو الأفضل). تجنب استخدام إطارات مخصصة للمناطق الثلجية أو الباردة جداً، لأن مركب المطاط فيها قد لا يكون مناسباً للحرارة الشديدة. استشر بائع إطارات موثوقاً يمكنه تقديم النصح بناءً على نوع سيارتك واحتياجاتك وظروف المناخ المحلي.