في عالمنا العربي، تُعد السيارة أكثر من وسيلة نقل، بل شريكًا أساسيًا في تفاصيل الحياة اليومية، والمحرك هو قلبها النابض. ولضمان أداء هذا القلب بكفاءة، يلعب زيت المحرك دور “الدم” الحيوي الذي يحافظ على سلاسة التشغيل وحماية الأجزاء الداخلية. ومع كثرة أنواع الزيوت والمصطلحات الفنية مثل 5W-30 وAPI SP، قد تبدو مهمة اختيار الزيت المناسب محيرة. هذا المقال يأتي ليبسّط لك المفاهيم، ويقدم لك دليلاً عمليًا لفهم أنواع الزيوت واختيار الأنسب لسيارتك. انطلق معنا في رحلة مبسطة داخل عالم زيوت المحركات، بأسلوب سهل يجعلك تتخذ القرار بثقة.
جدول المحتويات
- لماذا يعتبر اختيار زيت المحرك المناسب قراراً مصيرياً لسيارتك؟
- عندما يخطئ الاختيار: عواقب وخيمة على محركك وميزانيتك
- أنواع زيوت محركات السيارات
- لغة الأرقام والحروف: كيف تفهم رموز اللزوجة والمعايير الدولية؟
- المعايير الدولية الحديثة: شهادات الجودة التي تضمن أداء زيتك
- دليلك العملي خطوة بخطوة لاختيار زيت المحرك كالمحترفين
- أشهر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون عند اختيار زيت المحرك (وكيف تتجنبها)
- متى يحين الموعد الجديد؟ دليلك لمعرفة توقيت تغيير زيت المحرك
- هل يمكن أن تكون “كيميائياً” في سيارتك؟ مخاطر وفوائد خلط زيوت المحركات
- لمسة الخبير: كيف تفحص زيت محرك سيارتك بنفسك؟
- نظرة نحو المستقبل: زيوت المحركات والتقنيات الجديدة
- الخلاصة
لماذا يعتبر اختيار زيت المحرك المناسب قراراً مصيرياً لسيارتك؟
قد يبدو تغيير زيت المحرك إجراءً روتينياً بسيطاً، لكن اختيار الزيت المناسب هو في الحقيقة قرار يحمل في طياته الكثير من الأهمية لمستقبل سيارتك وأدائها. فالزيت ليس مجرد سائل يضاف ويُستبدل، بل هو عنصر حيوي يقوم بمهام متعددة لا غنى عنها.
وظائف زيت المحرك الحيوية: أكثر من مجرد تزييت
تخيل الأجزاء المعدنية داخل محرك سيارتك وهي تتحرك بسرعات هائلة وتحتك ببعضها آلاف المرات في الدقيقة. بدون زيت المحرك، ستكون هذه العملية بمثابة حكم بالإعدام السريع على المحرك. يقوم زيت المحرك بالوظائف الأساسية التالية:
- التزييت وتقليل الاحتكاك: هذه هي الوظيفة الأشهر والأكثر بديهية. يشكل الزيت طبقة رقيقة واقية بين الأسطح المعدنية المتحركة (مثل المكابس، وعمود الكرنك، وعمود الكامات)، مما يقلل الاحتكاك المباشر بينها بشكل كبير. هذا لا يمنع التآكل المبكر فحسب، بل يساهم أيضاً في سلاسة دوران المحرك وتقليل الضوضاء الصادرة عنه.
- التبريد: أثناء عمل المحرك، تتولد كميات هائلة من الحرارة، خاصة في غرفة الاحتراق والأجزاء المحيطة بها. يقوم زيت المحرك بدور حيوي في امتصاص جزء كبير من هذه الحرارة ونقلها بعيداً عن المناطق شديدة السخونة، ليتم تبريدها لاحقاً عبر نظام تبريد الزيت (إن وجد) أو عبر ملامسته لأجزاء أخرى من المحرك. هذا يساعد في الحفاظ على درجة حرارة تشغيل مثالية ويمنع ارتفاعها إلى مستويات خطيرة قد تؤدي إلى تلف المحرك.
- التنظيف: نتيجة لعملية الاحتراق والاحتكاك، تتكون جزيئات دقيقة من الكربون والسخام وبرادة المعادن داخل المحرك. يقوم زيت المحرك بحمل هذه الشوائب والرواسب وتعليقها داخله، ثم ينقلها إلى فلتر الزيت الذي يقوم باحتجازها. هذه الخاصية التنظيفية تحافظ على نظافة الممرات الدقيقة للزيت وتمنع انسدادها، مما يضمن وصول التزييت الكافي لجميع أجزاء المحرك.
- الحماية من الصدأ والتآكل الكيميائي: يحتوي زيت المحرك على إضافات خاصة تساعد في تكوين طبقة واقية على الأسطح المعدنية، تحميها من الصدأ الناتج عن الرطوبة والتآكل الكيميائي الناتج عن الأحماض التي تتكون كمنتجات ثانوية لعملية الاحتراق.
- المساهمة في منع التسرب: تساعد بعض أنواع الزيوت، خاصة تلك المخصصة للمحركات عالية الأميال، في الحفاظ على مرونة موانع التسرب المطاطية (الصوف) داخل المحرك، مما يقلل من احتمالية حدوث تسرب للزيت.
عندما يخطئ الاختيار: عواقب وخيمة على محركك وميزانيتك
إن إهمال اختيار زيت المحرك المناسب أو استخدام زيت لا يتوافق مع متطلبات سيارتك يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشاكل التي قد تبدأ بسيطة ثم تتفاقم لتصبح كارثية:
- تآكل مبكر لأجزاء المحرك وقصر عمره الافتراضي: إذا كان الزيت غير قادر على توفير طبقة حماية كافية، سيزداد الاحتكاك المعدني المباشر، مما يؤدي إلى تآكل سريع للمكابس، حلقات المكبس، الكراسي (Bearings)، وعمود الكامات. هذا يقصر بشكل كبير من العمر الافتراضي للمحرك.
- ارتفاع درجة حرارة المحرك: زيت غير مناسب قد يفشل في تبديد الحرارة بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك بشكل مفرط، وهو ما قد يتسبب في التواء رأس الأسطوانة أو تلف أجزاء أخرى حساسة.
- زيادة استهلاك الوقود: عندما يزداد الاحتكاك داخل المحرك بسبب ضعف التزييت، يضطر المحرك لبذل جهد أكبر لإنتاج نفس القوة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود بشكل ملحوظ.
- تكون الرواسب الضارة (Sludge): الزيوت ذات الجودة المنخفضة أو تلك التي تجاوزت فترة استخدامها تتحلل وتتأكسد، مكونة رواسب لزجة تشبه القطران تعرف بـ “الحمأة” أو “Sludge”. هذه الرواسب يمكن أن تسد ممرات الزيت الدقيقة وتمنع وصول التزييت إلى أجزاء حيوية، مما يؤدي إلى تلفها.
- فشل في الأداء خصوصاً في الظروف القاسية: في درجات الحرارة شديدة الارتفاع، قد يصبح الزيت غير المناسب رقيقاً جداً ويفقد قدرته على التزييت. وفي درجات الحرارة شديدة الانخفاض، قد يصبح سميكاً جداً بحيث يصعب ضخه، مما يؤخر وصوله للأجزاء الحيوية عند بدء التشغيل البارد.
- تكاليف إصلاح باهظة: في نهاية المطاف، تؤدي كل هذه المشاكل إلى أعطال جسيمة في المحرك قد تتطلب إصلاحات مكلفة جداً، تصل أحياناً إلى الحاجة لتغيير المحرك بالكامل.
يتضح إذن أن اختيار زيت المحرك المناسب ليس مجرد تفصيل ثانوي، بل هو استثمار حقيقي في صحة سيارتك وأدائها على المدى الطويل، ودرع واقٍ يحميك من صداع الأعطال المفاجئة وفواتير الإصلاح الباهظة.
أنواع زيوت محركات السيارات
عندما نتحدث عن زيوت المحركات، فإننا لا نتحدث عن منتج واحد متجانس. هناك عائلة كبيرة من الزيوت، تختلف في طريقة إنتاجها، وتركيبتها الكيميائية، وخصائصها، وبالتالي في أدائها وتكلفتها. دعنا نتعرف على الفئات الرئيسية الثلاث التي ستصادفك غالباً:
الزيوت المعدنية (التقليدية): الأساس الذي بُني عليه كل شيء
تعتبر الزيوت المعدنية، أو كما يسميها البعض “التقليدية”، هي الجيل الأول من زيوت المحركات. يتم استخلاصها مباشرة من النفط الخام عبر عمليات تكرير متعددة تهدف إلى فصل المكونات المناسبة للتزييت وإزالة بعض الشوائب.
الميزات:
- التكلفة: هي الأقل تكلفة مقارنة بالأنواع الأخرى، مما يجعلها خياراً اقتصادياً للبعض.
- التوافق مع المحركات القديمة: بعض المحركات القديمة جداً، ذات التصاميم البسيطة والتكنولوجيا الأقل تعقيداً، قد تكون مصممة في الأصل للعمل بشكل جيد مع الزيوت المعدنية.
العيوب:
- استقرار حراري أقل: جزيئاتها غير متجانسة الحجم والشكل، مما يجعلها أقل قدرة على تحمل درجات الحرارة القصوى. فهي تميل إلى أن تصبح سائلة جداً (تفقد لزوجتها) في درجات الحرارة العالية، وأكثر سماكة (صعبة التدفق) في درجات الحرارة المنخفضة.
- تحلل أسرع: أكثر عرضة للأكسدة والتحلل الكيميائي بمرور الوقت ومع التعرض للحرارة، مما يؤدي إلى تكون الرواسب وفقدان خصائصها الحمائية بشكل أسرع.
- فترات تغيير أقصر: نتيجة لتحللها الأسرع، تتطلب الزيوت المعدنية عادةً التغيير على فترات أقصر مقارنة بالزيوت التخليقية.
متى تختارها؟
- للسيارات القديمة جداً التي ينص دليل مالكها صراحة على استخدام الزيوت المعدنية، أو تلك التي لا تتعرض لظروف تشغيل قاسية.
- في حال كانت الميزانية محدودة جداً، مع الالتزام الصارم بفترات التغيير القصيرة الموصى بها.
الزيوت التخليقية (الصناعية بالكامل): قمة التكنولوجيا في خدمة محركك
الزيوت التخليقية تمثل قفزة نوعية في عالم مواد التشحيم. بدلاً من مجرد تكرير النفط الخام، يتم “تصنيعها” أو “هندستها” كيميائياً في المختبرات. يتم ذلك إما بتعديل جزيئات النفط الخام بشكل كبير، أو ببناء جزيئات جديدة تماماً من مواد كيميائية أساسية. والنتيجة هي زيت ذو جزيئات متجانسة جداً في الحجم والشكل، ومصممة خصيصاً لتقديم أداء فائق وحماية مثالية للمحرك.
الميزات:
- أداء فائق في درجات الحرارة القصوى: تحافظ على لزوجتها المثالية بشكل أفضل بكثير من الزيوت المعدنية عبر نطاق واسع جداً من درجات الحرارة. هذا يعني تدفقاً سلساً وسريعاً عند بدء التشغيل في الأجواء الباردة جداً (حماية فورية)، وحفاظاً على طبقة تزييت قوية ومتماسكة في درجات الحرارة التشغيلية العالية جداً.
- مقاومة عالية للأكسدة والتحلل الحراري: تركيبتها الكيميائية المستقرة تجعلها أقل عرضة للتفكك والتأكسد حتى تحت الضغوط العالية والحرارة الشديدة، مما يعني عمراً أطول للزيت وحماية مستمرة للمحرك.
- فترات تغيير أطول: بفضل مقاومتها العالية للتحلل، يمكن للزيوت التخليقية أن تدوم لفترات أطول بكثير بين كل تغيير وآخر، مما قد يعوض فارق التكلفة الأولية على المدى الطويل.
- تنظيف أفضل للمحرك: غالباً ما تحتوي على منظفات ومشتتات (detergents and dispersants) أكثر فعالية، مما يساعد على منع تكون الرواسب والحمأة والحفاظ على نظافة المحرك الداخلية.
- تقليل الاحتكاك وتحسين كفاءة الوقود: قدرتها الفائقة على تقليل الاحتكاك بين أجزاء المحرك لا تحمي من التآكل فحسب، بل يمكن أن تساهم أيضاً في تحسين طفيف في كفاءة استهلاك الوقود.
العيوب:
التكلفة: هي الأعلى تكلفة عند الشراء مقارنة بالأنواع الأخرى.
متى تختارها؟
- للمحركات الحديثة والمتطورة، خاصة تلك المزودة بتقنيات مثل الحقن المباشر للبنزين (GDI) أو الشحن التوربيني (Turbo).
- للسيارات عالية الأداء والسيارات الرياضية.
- عند القيادة في ظروف قاسية، مثل المناخات شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، أو القيادة التي تتضمن سحب أحمال ثقيلة أو القيادة على تضاريس وعرة.
- لمن يرغب في أقصى حماية ممكنة للمحرك وأطول فترات ممكنة بين تغيير الزيت (مع الالتزام بتوصيات الشركة المصنعة دائماً).
الزيوت شبه التخليقية (المخلوطة): التوازن الذكي بين الأداء والتكلفة
كما يوحي اسمها، الزيوت شبه التخليقية هي حل وسط يجمع بين العالمين. يتم إنتاجها عن طريق خلط كميات معينة من الزيوت المعدنية الأساسية مع زيوت تخليقية. الهدف هو الحصول على زيت يقدم أداءً وحماية أفضل من الزيوت المعدنية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل من الزيوت التخليقية بالكامل.
الميزات:
- حماية محسنة: توفر حماية أفضل ضد التآكل ومقاومة أفضل للحرارة مقارنة بالزيوت المعدنية، وذلك بفضل المكونات التخليقية في تركيبتها.
- تكلفة معقولة: تقدم حلاً وسطاً من حيث التكلفة، فهي أغلى من المعدنية ولكنها أرخص من التخليقية بالكامل.
- فترات تغيير أطول نسبياً من المعدنية: عادة ما تدوم لفترة أطول من الزيوت المعدنية قبل الحاجة إلى تغييرها.
العيوب:
- أداء أقل من التخليقية بالكامل: بطبيعة الحال، لا يمكنها أن تضاهي مستوى الأداء الفائق الذي تقدمه الزيوت التخليقية بالكامل، خاصة في الظروف التشغيلية شديدة القسوة.
- نسبة الخلط غير موحدة: لا يوجد معيار عالمي ثابت يحدد نسبة الزيت التخليقي إلى المعدني في الزيوت شبه التخليقية، وقد تختلف هذه النسبة من شركة مصنعة إلى أخرى، ومن منتج إلى آخر.
متى تختارها؟
- تعتبر خياراً جيداً ومُرضياً لمعظم السيارات الحديثة ذات الأميال المقطوعة المتوسطة والتي لا تتعرض لظروف قيادة متطرفة بشكل مستمر.
- للسائقين الذين يرغبون في ترقية مستوى الحماية من الزيوت المعدنية دون تحمل التكلفة الكاملة للزيوت التخليقية.
الميزة/النوع | الزيت المعدني (التقليدي) | الزيت شبه التخليقي (المخلوط) | الزيت التخليقي (الصناعي بالكامل) |
المكون الأساسي | نفط خام مكرر | مزيج من الزيت المعدني والتخليقي | مركبات كيميائية مصنعة ومعدلة |
أبرز الخصائص | جزيئات غير متجانسة، استقرار حراري أقل | خصائص محسنة مقارنة بالمعدني | جزيئات متجانسة، استقرار حراري وأكسدة عالي جداً |
المزايا | تكلفة منخفضة | توازن بين الأداء والتكلفة، حماية أفضل من المعدني | أداء فائق في الحرارة والبرودة، حماية قصوى، فترات تغيير أطول |
العيوب | تحلل أسرع، فترات تغيير أقصر، أداء محدود في الظروف القاسية | لا يضاهي أداء التخليقي الكامل | تكلفة أعلى عند الشراء |
الاستخدام الأمثل | محركات قديمة جداً، ميزانية محدودة جداً، قيادة عادية | معظم السيارات الحديثة ذات الأميال المتوسطة، قيادة معتدلة | محركات حديثة ومتطورة (توربو، GDI)، ظروف قاسية، أداء عالي |
متوسط فترة التغيير* | 5,000 – 7,500 كم / 3-6 أشهر | 7,500 – 10,000 كم / 6-12 شهر | 10,000 – 15,000+ كم / 12 شهر أو أكثر |
ملاحظة هامة: فترات التغيير المذكورة هي إرشادات عامة جداً. يجب دائماً الرجوع إلى دليل مالك السيارة لتحديد الفترة الموصى بها من قبل الشركة المصنعة، فهي الأدرى بمتطلبات محركها.
من المهم التأكيد هنا على أن “الأغلى ليس دائماً الأفضل لكل سيارة ولكل سائق”. فبينما تقدم الزيوت التخليقية أداءً استثنائياً، قد لا تكون ضرورية أو حتى مثالية لبعض المحركات القديمة جداً التي قد تكون أكثر عرضة لتسرب الزيوت منخفضة اللزوجة. المفتاح الحقيقي يكمن في فهم احتياجات سيارتك المحددة، والالتزام بتوصيات الشركة المصنعة، ثم اختيار النوع الذي يوفر أفضل توازن بين الح المطلوبة والميزانية المتاحة.
لغة الأرقام والحروف: كيف تفهم رموز اللزوجة والمعايير الدولية؟
بعد أن تعرفنا على الأنواع الرئيسية لزيوت المحركات، حان الوقت لفك شفرة تلك الرموز والأرقام التي تراها على عبوات الزيت. قد تبدو مربكة في البداية، لكن فهمها ضروري لاختيار الزيت الصحيح. سنتناول هنا أهم مفهومين: اللزوجة، والمعايير الدولية.
فك شفرة اللزوجة (Viscosity): ماذا تعني أرقام مثل 5W-30؟
ببساطة، اللزوجة هي مقياس لمقاومة السائل للتدفق. تخيل العسل والماء؛ العسل لزوجته عالية (يقاوم التدفق)، بينما الماء لزوجته منخفضة (يتدفق بسهولة). زيت المحرك يجب أن يتمتع بلزوجة مناسبة ليقوم بوظائفه بفعالية.
- إذا كان الزيت رقيقاً جداً (لزوجة منخفضة جداً): قد لا يشكل طبقة حماية كافية بين الأجزاء المعدنية عند ارتفاع درجة حرارة المحرك، مما يؤدي إلى زيادة الاحتكاك والتآكل.
- إذا كان الزيت سميكاً جداً (لزوجة عالية جداً): قد يواجه صعوبة في التدفق والوصول إلى جميع أجزاء المحرك بسرعة، خاصة عند بدء التشغيل في الطقس البارد، مما يؤخر عملية التزييت ويزيد من إجهاد المحرك.
لتحديد لزوجة زيت المحرك، نعتمد على نظام تصنيف وضعته جمعية مهندسي السيارات (SAE – Society of Automotive Engineers)، وتحديداً معيار SAE J300. هذا النظام يستخدم رمزاً مكوناً من أرقام وحرف “W” (مثل 5W-30، 10W-40، إلخ) لوصف سلوك الزيت في درجات حرارة مختلفة. إليك تفصيل هذا الرمز:
- الرقم قبل حرف “W”: هذا الرقم يشير إلى لزوجة الزيت في درجات الحرارة المنخفضة (W ترمز إلى Winter أو الشتاء). كلما كان هذا الرقم أصغر (مثل 0W، 5W)، كان الزيت أكثر سيولة وقدرة على التدفق بسهولة عند بدء تشغيل المحرك في الطقس البارد. هذا مهم جداً لضمان وصول الزيت بسرعة إلى الأجزاء الحيوية للمحرك وتقليل التآكل أثناء عملية الإحماء.
- الرقم بعد حرف “W”: هذا الرقم يشير إلى لزوجة الزيت في درجات حرارة التشغيل العالية للمحرك (عادةً ما يتم قياسها عند 100 درجة مئوية). كلما كان هذا الرقم أكبر (مثل 30، 40، 50)، كان الزيت أكثر سماكة وقدرة على الحفاظ على طبقة تزييت قوية ومتماسكة عندما يكون المحرك ساخناً. هذا يضمن حماية فعالة ضد التآكل في ظروف التشغيل العادية والشاقة.
إذن، زيت مثل 5W-30 يعني أنه يتصرف كزيت لزوجته “5” في الطقس البارد (يتدفق جيداً)، وكزيت لزوجته “30” عند وصول المحرك إلى درجة حرارة التشغيل العادية (يحافظ على سماكته). هذه الزيوت التي تحمل رقمين وحرف W تسمى زيوت متعددة الدرجات (Multi-grade oils)، وهي الأكثر شيوعاً اليوم لأنها توفر حماية جيدة عبر نطاق واسع من درجات الحرارة.
درجة اللزوجة (SAE) | لزوجة منخفضة الحرارة (تدفق في البرد) | لزوجة عالية الحرارة (حماية في السخونة) | مناسبة لـ (أمثلة عامة) | ملاحظات مهمة |
0W-20 | ممتازة جداً | جيدة | أجواء باردة جداً، العديد من المحركات اليابانية والأمريكية الحديثة المصممة لكفاءة الوقود. | يوفر أقصى قدر من كفاءة استهلاك الوقود. تأكد من توصية المصنع. |
5W-20 | ممتازة | جيدة | أجواء باردة، بعض المحركات الأمريكية والفورد الحديثة. | مشابه لـ 0W-20 ولكن قد يكون أقل تكلفة قليلاً. |
5W-30 | ممتازة | جيدة جداً | معظم السيارات الحديثة في مختلف الظروف المناخية المعتدلة إلى الحارة نسبياً. خيار شائع جداً. | توازن جيد بين الحماية في البرد والحرارة وكفاءة الوقود. |
10W-30 | جيدة | جيدة جداً | محركات متنوعة، قد يكون مناسباً لبعض المحركات الأقدم أو في المناخات التي لا تشهد برودة شديدة. | كان شائعاً جداً في الماضي، وما زال مناسباً لبعض السيارات. |
10W-40 | مقبولة | ممتازة | المناخات الأكثر دفئاً، بعض المحركات الأوروبية، أو المحركات الأقدم التي قد تحتاج لزيت أكثر سماكة قليلاً. | يوفر حماية جيدة في درجات الحرارة المرتفعة. |
15W-40 | أقل جودة في البرد | ممتازة | شائع في محركات الديزل للشاحنات والمركبات التجارية، وبعض محركات البنزين القديمة في الأجواء الحارة. | قد يكون سميكاً جداً لبدء التشغيل في الأجواء الباردة جداً لمعظم سيارات الركاب الحديثة. |
20W-50 | ضعيفة في البرد | ممتازة جداً (سميك) | المحركات القديمة جداً، السيارات الكلاسيكية، أو المحركات التي تعمل في ظروف حرارة مرتفعة جداً أو التي تعاني من استهلاك زيت. | سميك جداً لمعظم المحركات الحديثة، وقد يقلل من كفاءة الوقود. يُستخدم غالباً في محركات السباق أو المحركات المبردة بالهواء. |
تذكر دائماً: هذا الجدول هو دليل مبسط جداً. المرجع الأول والأخير لاختيار درجة اللزوجة هو دليل مالك سيارتك.
المعايير الدولية الحديثة: شهادات الجودة التي تضمن أداء زيتك
إلى جانب اللزوجة، هناك عامل آخر بالغ الأهمية وهو مستوى أداء الزيت وجودته. هذا المستوى يتم تحديده من خلال مجموعة من الاختبارات المعقدة التي تجريها هيئات دولية متخصصة. عندما يجتاز الزيت هذه الاختبارات، فإنه يحصل على “شهادة” أو “تصنيف” يشير إلى أنه يفي بمتطلبات أداء معينة. البحث عن هذه الرموز على عبوة الزيت يمنحك ثقة أكبر في جودته وملاءمته. أهم هذه المعايير هي:
معهد البترول الأمريكي (API): من SN إلى SP وما بعده
معهد البترول الأمريكي (API – American Petroleum Institute) هو منظمة أمريكية رائدة تضع معايير لجودة زيوت المحركات المستخدمة في أمريكا الشمالية والعديد من أنحاء العالم.
رموز الخدمة (Service Categories):
- “S” (Service): مخصصة لمحركات البنزين. تتبعها حروف أبجدية تشير إلى مستوى الأداء. كلما تقدم الحرف في الترتيب الأبجدي، كان المعيار أحدث وأكثر تطوراً ويشمل متطلبات أداء أعلى (مثلاً، SP أحدث وأفضل من SN، وSN أفضل من SM، وهكذا).
- “C” (Commercial): مخصصة لمحركات الديزل. تتبعها أيضاً حروف وأرقام تشير إلى مستوى الأداء وتطبيقات محددة (مثل CK-4, FA-4).
أهمية معيار API SP (والمعيار الأحدث API SQ إذا توفر):
تم تقديم معيار API SP في مايو 2020، وهو يمثل تطوراً هاماً عن معيار SN السابق. يركز API SP على توفير حماية أفضل للمحركات الحديثة، خاصة تلك المزودة بتقنية الحقن المباشر للبنزين (GDI) والشحن التوربيني (Turbo).
أبرز فوائد API SP تشمل:
- الحماية ضد الإشعال المسبق منخفض السرعة (LSPI – Low-Speed Pre-Ignition): وهي مشكلة شائعة في محركات GDI الصغيرة المزودة بشاحن توربيني، ويمكن أن تسبب أضراراً جسيمة للمحرك. زيوت API SP مصممة خصيصاً لمكافحة هذه الظاهرة.
- حماية أفضل لسلسلة التوقيت (Timing Chain): العديد من المحركات الحديثة تستخدم سلاسل توقيت بدلاً من الأحزمة، وزيوت API SP توفر حماية معززة ضد تآكل هذه السلاسل.
- تحكم أفضل في الرواسب والورنيش: تساعد في الحفاظ على نظافة المكابس والشواحن التوربينية.
- تحسين محتمل في كفاءة استهلاك الوقود.
معيار API SQ
الذي تم الإعلان عنه في يونيو 2024 ويبدأ ترخيصه في 2025، يبني على SP مع تحسينات إضافية في حماية المكونات الدقيقة للمحركات الحديثة، كفاءة الوقود، وتقليل الانبعاثات، ودعم اللزوجات المنخفضة جداً مثل 0W-8 و0W-12.
كيف تتعرف على زيت معتمد من API؟
ابحث عن شعارين على عبوة الزيت:
API “Starburst” (نجمة API): هذا الشعار يعني أن الزيت يفي بمعايير حماية المحرك الحالية التي وضعتها اللجنة الدولية لمواصفات واعتماد مواد التشحيم (ILSAC – انظر أدناه).
API “Donut” (دائرة API): هذه الدائرة تحتوي على معلومات هامة:
- في الجزء العلوي: فئة خدمة API (مثل API SP).
- في المنتصف: درجة لزوجة SAE (مثل 5W-30).
- في الجزء السفلي (أحياناً): ما إذا كان الزيت يحافظ على الطاقة (Resource Conserving).
جمعية مصنعي السيارات الأوروبيين (ACEA): الدقة الأوروبية في خدمتك
جمعية مصنعي السيارات الأوروبيين (ACEA – European Automobile Manufacturers’ Association) تضع مجموعة من مواصفات الزيوت التي تعتبر ضرورية للمحركات المصممة في أوروبا، وغالباً ما تكون أكثر تفصيلاً وصرامة من معايير API في بعض الجوانب، خاصة فيما يتعلق بفترات التغيير الطويلة وحماية أنظمة معالجة العادم المتقدمة.
الفئات الرئيسية لسيارات الركاب:
- A/B (مثلاً A3/B3, A3/B4, A5/B5): هذه الفئة مخصصة لزيوت محركات البنزين (A) والديزل الخفيف (B) التي لا تتطلب زيوت منخفضة الرماد الكبريتي والفوسفور والكبريت (SAPS). غالباً ما تكون هذه الزيوت “High SAPS” أو “Full SAPS”.
- A3/B3: زيوت مستقرة للاستخدام في محركات البنزين والديزل عالية الأداء و/أو لفترات تغيير ممتدة.
- A3/B4: مشابهة لـ A3/B3 ولكنها مناسبة أيضاً لمحركات الديزل ذات الحقن المباشر.
- A5/B5: زيوت منخفضة اللزوجة (HTHS 2.9-3.5 mPa·s) مصممة لتوفير الوقود، وتستخدم في المحركات التي تسمح بذلك ولفترات تغيير ممتدة.
C (مثلاً C2, C3, C5, C6):
هذه الفئة حاسمة للمحركات الحديثة (بنزين وديزل) المزودة بأنظمة معالجة العادم المتقدمة مثل مرشحات جسيمات الديزل (DPF)، ومرشحات جسيمات البنزين (GPF)، والمحولات الحفازة ثلاثية الاتجاه (TWC). هذه الزيوت تكون إما “Mid SAPS” أو “Low SAPS” (أي تحتوي على مستويات منخفضة أو متوسطة من الرماد الكبريتي والفوسفور والكبريت) لحماية هذه الأنظمة الحساسة من الانسداد والتلف.
- C2: زيوت Mid SAPS منخفضة اللزوجة (HTHS ≥ 2.9 mPa·s) تساهم في توفير الوقود.
- C3: زيوت Mid SAPS ذات لزوجة HTHS أعلى (≥ 3.5 mPa·s) توفر حماية قوية.
- C5: زيوت Mid SAPS منخفضة اللزوجة جداً (HTHS 2.6-2.9 mPa·s) مصممة لتحقيق أقصى قدر من توفير الوقود في المحركات التي تسمح بذلك.
- C6: أحدث إضافة (مشابهة لـ C5 ولكن مع اختبارات إضافية للحماية من LSPI وتآكل التيربو)، وهي زيوت Mid SAPS منخفضة اللزوجة (HTHS ≥ 2.6 mPa·s) توفر حماية معززة لمحركات البنزين الحديثة المزودة بشاحن توربيني وحقن مباشر، وكذلك حماية رواسب ضاغط التيربو في محركات الديزل الحديثة.
ملاحظة مهمة: لا تفترض أن “الأحدث هو الأنسب دائماً” مع ACEA. بعض الفئات مصممة لمتطلبات محددة جداً. دائماً ارجع إلى دليل مالك سيارتك لمعرفة فئة ACEA الموصى بها.
اللجنة الدولية لمواصفات واعتماد مواد التشحيم (ILSAC): نحو كفاءة أفضل
اللجنة الدولية لمواصفات واعتماد مواد التشحيم (ILSAC – International Lubricant Standardization and Approval Committee) هي هيئة تمثل مصنعي السيارات الأمريكيين واليابانيين. تضع ILSAC معايير أداء لزيوت محركات البنزين تركز بشكل خاص على:
- توفير الوقود (Fuel Economy).
- حماية نظام الانبعاثات (Emission System Protection).
- حماية المحرك بشكل عام.
معايير ILSAC يُشار إليها بالرمز “GF-” متبوعاً برقم (مثل GF-5, GF-6A, GF-6B). عادةً ما تتوافق هذه المعايير مع أحدث فئات خدمة API “S” (مثلاً، ILSAC GF-6A يتوافق مع API SP Resource Conserving).
ILSAC GF-6: تم تقديمه في عام 2020، وهو ينقسم إلى فئتين:
- GF-6A: متوافق مع الأجيال السابقة من زيوت ILSAC ويغطي درجات اللزوجة التقليدية (مثل 5W-30).
- GF-6B: مخصص لدرجات اللزوجة المنخفضة جداً (مثل 0W-16) وغير متوافق مع الأجيال السابقة.
- يوفر GF-6 حماية أفضل ضد LSPI، وتآكل سلسلة التوقيت، وتحكماً أفضل في الرواسب مقارنة بـ GF-5.
ILSAC GF-7:
تم ترخيصه رسمياً في 31 مارس 2025. يبني GF-7 على GF-6 مع تحسينات إضافية في الأداء، كفاءة الوقود، والتحكم في الأكسدة ورواسب المكابس. يركز بشكل خاص على الحماية من LSPI ليس فقط للزيت الجديد ولكن أيضاً للزيت المتقادم طوال فترة الاستخدام. يتضمن اختبارات محدثة أو جديدة للتوافق مع المطاط، تجمد الزيت، وحدود مخفضة لبعض القياسات.
- GF-7A: للزوجات التقليدية (0W-20, 5W-20, 0W-30, 5W-30, 10W-30) ومتوافق مع الخلف.
- GF-7B: للزوجة 0W-16.
- اللزوجات الأقل مثل 0W-12 و0W-8 لا تغطيها GF-7 بل معيار API SQ الجديد.
موافقات الشركات المصنعة (OEM Approvals): الختم الخاص بسيارتك
بالإضافة إلى المعايير الدولية العامة، تقوم العديد من شركات تصنيع السيارات (خاصة الأوروبية منها) بوضع مواصفات واختبارات خاصة بها لزيوت المحركات. إذا اجتاز زيت معين هذه الاختبارات، فإنه يحصل على “موافقة رسمية” من تلك الشركة المصنعة (OEM Approval). هذه الموافقات تضمن أن الزيت مصمم خصيصاً ليلبي المتطلبات الدقيقة لمحركاتها. أمثلة على موافقات OEM الشائعة:
- Mercedes-Benz: (مثل MB-Approval 229.5, MB 229.71)
- BMW: (مثل BMW Longlife-04)
- Volkswagen Group (VW, Audi, SEAT, Skoda): (مثل VW 504.00/507.00)
- Renault: (مثل RN0700, RN0710, RN17)
- Ford: (مثل Ford WSS-M2C913-D)
- General Motors (GM): (مثل dexos1, dexos2)
إذا كان دليل مالك سيارتك يحدد موافقة OEM معينة، فمن الضروري جداً استخدام زيت يحمل هذه الموافقة لضمان أفضل أداء وحماية، وللحفاظ على ضمان السيارة.
المعيار (الهيئة) | التركيز الرئيسي للمعيار | أمثلة على الفئات/الرموز الشائعة | ملاحظات هامة للمستهلك |
API (معهد البترول الأمريكي) | أداء وحماية المحركات (خاصة الأمريكية/الآسيوية)، مكافحة LSPI، حماية سلسلة التوقيت (في الفئات الحديثة). | بنزين: SL, SM, SN, SP (الأحدث حالياً) , SQ (الأحدث قيد الترخيص). ديزل: CH-4, CI-4, CJ-4, CK-4, FA-4. | ابحث عن شعار “Donut” و “Starburst”. الفئة الأحدث (مثل SP) عادة أفضل للمحركات الحديثة ومتوافقة مع الأقدم (Backward Compatible). |
ACEA (جمعية مصنعي السيارات الأوروبيين) | متطلبات المحركات الأوروبية، فترات تغيير طويلة، حماية أنظمة معالجة العادم (DPF/GPF)، كفاءة الوقود. | بنزين/ديزل خفيف (High SAPS): A3/B4, A5/B5. بنزين/ديزل خفيف (Mid/Low SAPS): C2, C3, C5, C6 (الأحدث). ديزل ثقيل: E6, E7, E9, E11, F11. | ضروري للسيارات الأوروبية الحديثة. الفئات C تحمي فلاتر البيئة. لا تخلط بين الفئات، اتبع توصية المصنع بدقة. |
ILSAC (اللجنة الدولية لمواصفات واعتماد مواد التشحيم) | كفاءة استهلاك الوقود، حماية نظام الانبعاثات، أداء محركات البنزين (خاصة الأمريكية/اليابانية). | GF-5, GF-6A, GF-6B, GF-7 (الأحدث قيد الترخيص). | عادة ما تكون متوافقة مع فئات API “S” Resource Conserving. GF-6B و GF-7B للزوجات المنخفضة جداً (0W-16). |
OEM Approvals (موافقات الشركات المصنعة) | تلبية المتطلبات الدقيقة لشركة مصنعة معينة. | MB 229.5, VW 507.00, BMW LL-04, dexos1 Gen 3, RN17, etc. | ضرورية إذا طلبها دليل المالك للحفاظ على الضمان والأداء الأمثل. |
تبسيط الأمور: قد تبدو هذه المعايير معقدة، لكن لا تدعها تربكك. القاعدة الذهبية هي: ارجع دائماً إلى دليل مالك سيارتك. سيخبرك باللزوجة (مثل 5W-30) والمعايير الدنيا المطلوبة (مثل API SP أو ACEA C3). عند الشراء، ابحث عن زيت يفي بهذه المتطلبات على الأقل. استخدام زيت بمعايير أعلى (مثل API SP إذا كان المطلوب SN) عادة لا يضر، بل قد يكون مفيداً، طالما أن اللزوجة صحيحة. لكن استخدام زيت بمعايير أقل من المطلوب يمكن أن يضر بمحركك.
دليلك العملي خطوة بخطوة لاختيار زيت المحرك كالمحترفين
الآن بعد أن أصبح لديك فهم جيد لأنواع الزيوت المختلفة، ومعاني رموز اللزوجة، وأهمية المعايير الدولية، كيف تطبق كل هذه المعرفة عملياً لاختيار الزيت المثالي لسيارتك؟ الأمر ليس معقداً كما يبدو. اتبع هذه الخطوات الخمس وستكون قادراً على اتخاذ قرار مستنير كالمحترفين:
الخطوة الأولى: كتاب سيارتك – دليل المالك هو مرجعك الأول!
هذه هي الخطوة الأهم والتي لا يمكن تجاوزها أبداً. دليل المالك الذي يأتي مع سيارتك هو المصدر الأكثر دقة وموثوقية لمعرفة ما يحتاجه محرك سيارتك بالضبط. لقد أمضى مهندسو الشركة المصنعة وقتاً طويلاً في اختبار وتحديد أفضل زيت لضمان أداء المحرك وعمره الطويل. ماذا تبحث عنه في الدليل؟
- ابحث عن قسم “الصيانة” أو “المواصفات الفنية” أو “السوائل الموصى بها”.
- ستجد عادةً جدولاً أو فقرة توضح درجة اللزوجة (SAE Viscosity Grade) الموصى بها لسيارتك (قد يذكر درجة واحدة مثل 5W-30، أو نطاقاً من الدرجات حسب درجات الحرارة المحيطة).
- تحقق مما إذا كان الدليل يذكر أي موافقات خاصة بالشركة المصنعة (OEM Approvals) (مثل “MB-Approval 229.5” لسيارات مرسيدس).
- لماذا هذه الخطوة حاسمة؟ استخدام زيت لا يفي بالمواصفات الموصى بها قد يؤدي إلى تآكل المحرك، انخفاض الأداء، زيادة استهلاك الوقود، وحتى إلغاء ضمان السيارة لدى الوكيل.
ابحث عن المعايير الدنيا المطلوبة (Minimum Specifications)، مثل:
- فئة خدمة API (مثلاً، “API SP” أو “API SN أو أحدث”).
- فئة ACEA (مثلاً، “ACEA A3/B4” أو “ACEA C3”).
- معيار ILSAC (مثلاً، “ILSAC GF-6A”).
الخطوة الثانية: عمر المحرك وعداد الكيلومترات – هل سيارتك شابة أم مخضرمة؟
عمر المحرك والمسافة التي قطعتها السيارة يلعبان دوراً في اختيار الزيت:
- السيارات الجديدة أو ذات الأميال المنخفضة: هذه السيارات غالباً ما تستفيد من أحدث تقنيات الزيوت. الزيوت التخليقية بالكامل ذات اللزوجة المنخفضة (مثل 0W-20 أو 5W-30، إذا كانت موصى بها) تساعد في تحقيق أقصى قدر من كفاءة الوقود وتوفر حماية ممتازة للمحرك الجديد. التزم تماماً بتوصيات دليل المالك.
- السيارات عالية الأميال (High Mileage): بشكل عام، تعتبر السيارة “عالية الأميال” إذا تجاوز عدادها حوالي 120,000 إلى 150,000 كيلومتر. مع تقدم عمر المحرك، قد تبدأ بعض الأجزاء مثل موانع التسرب (الصوف) في التآكل أو فقدان مرونتها، وقد يزداد استهلاك الزيت قليلاً. في هذه الحالة، قد يكون من المفيد التفكير في استخدام زيوت مصممة خصيصاً لهذه الفئة.
زيوت “High Mileage”:
تحتوي هذه الزيوت (المتوفرة كزيوت معدنية، شبه تخليقية، وتخليقية بالكامل) على إضافات خاصة:
- مكيفات موانع التسرب (Seal Conditioners): تساعد على استعادة مرونة الصوف المطاطية وتقليل أو منع تسرب الزيت البسيط.
- منظفات إضافية (Extra Detergents): للمساعدة في تنظيف الرواسب المتراكمة على مر السنين.
- معدلات لزوجة مختلفة قليلاً أو إضافات لتقليل الاحتراق: للمساعدة في تقليل استهلاك الزيت.
هل يجب استخدام لزوجة أعلى؟ في بعض الحالات، قد يوصي الميكانيكيون باستخدام زيت ذي لزوجة أعلى قليلاً (مثلاً، الانتقال من 5W-30 إلى 10W-40 إذا كان دليل المالك يسمح بكليهما) للمساعدة في تقليل استهلاك الزيت في المحركات القديمة. ولكن، لا تقم أبداً بزيادة اللزوجة بشكل كبير خارج النطاق الموصى به من قبل الشركة المصنعة، لأن ذلك قد يضر بالمحرك.
الخطوة الثالثة: أسلوب قيادتك وظروف التشغيل – هل أنت سائق هادئ أم رياضي؟
طريقة استخدامك للسيارة تؤثر أيضاً على نوع الزيت الأمثل:
- القيادة داخل المدينة (Stop-and-Go): التوقف والانطلاق المتكرر، والرحلات القصيرة التي لا تسمح للمحرك بالوصول إلى درجة حرارة التشغيل المثالية لفترة طويلة، تعتبر ظروفاً قاسية على زيت المحرك.
- يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الرطوبة والحمأة بشكل أسرع. في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل استخدام زيت ذي قدرة تنظيف جيدة (الزيوت التخليقية تتفوق هنا عادة) والالتزام بفترات تغيير أقصر قليلاً إذا كنت تستخدم زيتاً معدنياً.
- القيادة على الطرق السريعة: الرحلات الطويلة بسرعات ثابتة تعتبر أقل إجهاداً لزيت المحرك بشكل عام، حيث يصل المحرك إلى درجة حرارة التشغيل المثالية ويحافظ عليها، مما يساعد على تبخير أي رطوبة متراكمة.
- القيادة الرياضية أو سحب أحمال ثقيلة: هذه الأنشطة تضع ضغطاً وحرارة إضافيين على المحرك. تتطلب هذه الظروف زيتاً يتمتع بثبات حراري عالي جداً وقدرة على الحفاظ على طبقة تزييت قوية تحت الضغط. الزيوت التخليقية بالكامل هي الخيار الأفضل بلا منازع في هذه الحالات.
الخطوة الرابعة: مناخ منطقتك – هل تعيش في لهيب الصحراء أم برودة المرتفعات؟
الظروف المناخية تلعب دوراً هاماً في أداء زيت المحرك، خاصة فيما يتعلق باللزوجة:
المناخات الحارة (الأكثر شيوعاً في منطقتنا العربية):
التحدي: الحرارة العالية تجعل الزيت يميل إلى أن يصبح أرق (تقل لزوجته). إذا أصبح الزيت رقيقاً جداً، فقد لا يوفر الحماية الكافية ضد الاحتكاك والتآكل.
الحل:
- التزم بتوصيات دليل المالك. إذا كان الدليل يقدم نطاقاً من اللزوجات المسموح بها (مثلاً، 5W-30 و10W-40)، فقد يكون من الأفضل اختيار اللزوجة الأعلى ضمن هذا النطاق (10W-40 في هذا المثال) للاستخدام في فصل الصيف شديد الحرارة.
- الزيوت التخليقية تتفوق بشكل كبير في الحفاظ على لزوجتها وخصائصها في درجات الحرارة المرتفعة مقارنة بالزيوت المعدنية.
المناخات الباردة (في بعض المناطق المرتفعة أو خلال فصل الشتاء في مناطق أخرى):
التحدي: البرودة الشديدة تجعل الزيت يميل إلى أن يصبح أكثر سماكة (تزداد لزوجته). الزيت السميك جداً يواجه صعوبة في التدفق عند بدء تشغيل المحرك، مما يؤخر وصول التزييت إلى الأجزاء الحيوية ويزيد من إجهاد بطارية السيارة ومحرك بدء التشغيل (السلف).
الحل:
- استخدم زيتاً ذا رقم منخفض قبل حرف “W” (مثل 0W أو 5W) لضمان تدفق جيد وسريع للزيت عند بدء التشغيل البارد.
- الزيوت التخليقية تتفوق أيضاً في الأداء في درجات الحرارة المنخفضة جداً، حيث تحافظ على سيولتها بشكل أفضل من الزيوت المعدنية.
الخطوة الخامسة: قراءة ملصق عبوة الزيت بذكاء – لا تدع الرموز تربكك!
بعد تحديد اللزوجة والمعايير المطلوبة بناءً على الخطوات السابقة، حان وقت الذهاب إلى المتجر واختيار العبوة المناسبة. اقرأ الملصق الموجود على ظهر العبوة بعناية للتأكد من أنه يطابق ما تحتاجه سيارتك:
- تحقق من درجة لزوجة SAE: تأكد من أنها تطابق الدرجة الموصى بها في دليل المالك (مثلاً، 5W-30).
- ابحث عن موافقات OEM (إذا كانت مطلوبة): إذا كان دليل المالك يذكر موافقة خاصة من الشركة المصنعة (مثل MB 229.51 أو VW 504.00)، فتأكد من أن هذه الموافقة مذكورة صراحة على ملصق العبوة.
ابحث عن معايير الأداء:
- ابحث عن شعار API Donut وتأكد من أن فئة الخدمة (مثل SP أو SN) تفي بالحد الأدنى المطلوب في دليل المالك أو تتجاوزه.
- إذا كانت سيارتك أوروبية أو تتطلب معايير ACEA، ابحث عن فئة ACEA المحددة (مثل C3 أو A3/B4).
- إذا كان معيار ILSAC مطلوباً، ابحث عن شعار API Starburst أو عن ذكر معيار GF-x (مثل GF-6A).
تأكد من أصالة المنتج:
للأسف، توجد زيوت مقلدة في الأسواق. لحماية نفسك ومحرك سيارتك:
- اشترِ الزيت دائماً من مصادر موثوقة ومعروفة (وكلاء معتمدون، محلات قطع غيار ذات سمعة جيدة، محطات وقود كبرى).
- تحقق من جودة العبوة والملصق. العبوات الأصلية تكون عادة ذات جودة تصنيع عالية، والطباعة على الملصق واضحة وخالية من الأخطاء الإملائية أو التصميمية الرديئة.
- ابحث عن علامات الأمان إن وجدت (مثل الأختام الخاصة، الهولوغرام، أو أكواد التحقق التي يمكن مسحها أو إدخالها على موقع الشركة المصنعة للزيت).
- كن حذراً من الأسعار المنخفضة بشكل مريب. إذا كان سعر الزيت أقل بكثير من المعتاد لنفس العلامة التجارية والمواصفات، فقد يكون ذلك علامة على أنه مقلد.
باتباع هذه الخطوات الخمس، ستنتقل من حيرة المستهلك إلى ثقة الخبير، وستكون قادراً على اختيار زيت المحرك الذي سيحافظ على قلب سيارتك ينبض بالقوة والحيوية لسنوات قادمة.
أشهر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون عند اختيار زيت المحرك (وكيف تتجنبها)
رحلة اختيار زيت المحرك قد تكون محفوفة ببعض الفخاخ الشائعة التي يقع فيها حتى بعض السائقين ذوي الخبرة. معرفة هذه الأخطاء هي نصف الطريق لتجنبها والحفاظ على صحة محرك سيارتك. إليك أشهر هذه الأخطاء:
1. تجاهل توصيات دليل المالك:
هذا هو الخطأ الأكثر شيوعاً والأكثر خطورة. الاعتماد على نصيحة صديق، أو ميكانيكي غير متخصص، أو حتى اختيار زيت “يبدو جيداً” دون الرجوع لدليل المالك يمكن أن يؤدي إلى استخدام زيت غير متوافق تماماً مع تصميم المحرك واحتياجاته.
كيف تتجنبه: اجعل دليل المالك هو مرجعك الأول والأساسي دائماً.
2. الاعتقاد بأن “الأغلى هو الأفضل دائماً”:
صحيح أن الزيوت التخليقية بالكامل هي الأعلى سعراً وتقدم أداءً فائقاً، لكنها قد لا تكون الخيار الأمثل أو الضروري لكل سيارة. سيارة قديمة ذات محرك بسيط قد لا تستفيد من كامل إمكانيات الزيت التخليقي، وقد يكون زيت شبه تخليقي عالي الجودة أو حتى زيت معدني (إذا كان موصى به) كافياً تماماً.
كيف تتجنبه: ركز على تلبية المواصفات الموصى بها في دليل المالك بدلاً من التركيز على السعر فقط.
3. الاعتقاد بأن “الأرخص يفي بالغرض”:
على النقيض تماماً، قد يميل البعض لاختيار أرخص زيت متوفر في السوق لتوفير المال. لكن الزيوت الرخيصة جداً قد تكون ذات جودة منخفضة، وتفتقر إلى الإضافات الضرورية للحماية، وتتحلل بسرعة، مما يؤدي إلى تراكم الرواسب وتآكل المحرك على المدى الطويل. التوفير البسيط اليوم قد يكلفك آلافاً في إصلاح المحرك غداً.
كيف تتجنبه: استثمر في زيت من علامة تجارية معروفة وذات سمعة جيدة، وتأكد من أنه يفي بالمعايير المطلوبة لسيارتك.
4. استخدام لزوجة خاطئة:
اختيار زيت أكثر سماكة أو أكثر سيولة مما هو موصى به يمكن أن يسبب مشاكل. زيت سميك جداً قد يعيق التدفق في البرد، وزيت رقيق جداً قد لا يوفر حماية كافية في الحرارة.
كيف تتجنبه: التزم بدرجة اللزوجة (أو نطاق اللزوجات) المحددة في دليل المالك، مع مراعاة الظروف المناخية ضمن هذا النطاق المسموح به.
5. عدم الانتباه للمعايير والمواصفات (API, ACEA, ILSAC, OEM):
قد يركز البعض على اللزوجة فقط ويتجاهل رموز المعايير. استخدام زيت باللزوجة الصحيحة ولكن بمعايير أداء أقل من المطلوب (مثلاً، استخدام زيت API SL في محرك يتطلب API SP) يمكن أن يؤدي إلى عدم كفاية الحماية للمحركات الحديثة.
كيف تتجنبه: تأكد من أن الزيت الذي تختاره يفي بالحد الأدنى من معايير الأداء المذكورة في دليل المالك (API, ACEA, ILSAC) وأي موافقات OEM خاصة.
6. إهمال تغيير الزيت في المواعيد المحددة:
حتى أفضل زيت في العالم يفقد خصائصه بمرور الوقت والاستخدام. إطالة فترة استخدام الزيت عن الموصى به يعرض محركك للخطر بسبب تحلل الزيت وتراكم الشوائب.
كيف تتجنبه: اتبع جدول الصيانة الموصى به في دليل المالك لتغيير الزيت والفلتر.
7. الخلط العشوائي لأنواع أو علامات تجارية مختلفة:
كما سنفصل لاحقاً، خلط الزيوت المختلفة قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة ويقلل من فعالية الزيت.
كيف تتجنبه: استخدم نوعاً واحداً من الزيت في كل مرة تغيير، وتجنب الخلط إلا في حالات الطوارئ القصوى.
8. الوقوع في فخ الزيوت المقلدة:
شراء زيت مقلد يعني أنك لا تحصل على الجودة والحماية التي تعتقد أنك تدفع ثمنها.
كيف تتجنبه: اشترِ دائماً من مصادر موثوقة وتحقق من أصالة العبوة.
تجنب هذه الأخطاء الشائعة سيضمن أنك تقدم لمحرك سيارتك العناية التي يستحقها، وتحافظ على أدائه وقيمته لسنوات أطول.
متى يحين الموعد الجديد؟ دليلك لمعرفة توقيت تغيير زيت المحرك
اختيار الزيت المناسب هو نصف المعركة، أما النصف الآخر فهو معرفة متى يجب تغييره. فكما يحتاج جسم الإنسان إلى تجديد دمه، يحتاج محرك سيارتك إلى زيت جديد ونظيف بشكل دوري ليحافظ على صحته وأدائه. لكن متى بالضبط يحين هذا الموعد؟ الأمر ليس مجرد رقم ثابت، بل يعتمد على عدة عوامل متداخلة.
عوامل تحدد موعد التغيير: ليست مجرد كيلومترات!
- توصيات الشركة المصنعة (دليل المالك): مرة أخرى، دليل المالك هو نقطة البداية. تحدد الشركة المصنعة الفترة المثالية لتغيير الزيت بناءً على تصميم المحرك ونوع الزيت الأصلي الموصى به. قد تكون التوصية بالكيلومترات المقطوعة أو بالمدة الزمنية، أيهما يأتي أولاً.
- نوع الزيت المستخدم: كما رأينا سابقاً، تختلف قدرة الزيوت على التحمل. الزيوت المعدنية تتحلل أسرع وتحتاج لتغيير متكرر، بينما الزيوت التخليقية تدوم لفترات أطول بكثير.
- عدد الكيلومترات المقطوعة: هذا هو العامل الأكثر شيوعاً. كلما قطعت السيارة مسافة أكبر، تعرض الزيت لمزيد من الحرارة والضغط والاحتكاك، وتراكمت فيه الشوائب.
- المدة الزمنية: حتى لو لم تقد سيارتك لمسافات طويلة، فإن زيت المحرك يتأكسد ويتحلل بمرور الوقت بسبب تعرضه للهواء والرطوبة والتغيرات في درجات الحرارة. لذلك، توصي معظم الشركات المصنعة بتغيير الزيت كل 6 أو 12 شهراً على الأكثر، حتى لو لم تصل إلى الحد الأقصى من الكيلومترات.
ظروف القيادة:
- القيادة القاسية (Severe Driving Conditions): تشمل هذه الظروف القيادة المتكررة لمسافات قصيرة جداً (أقل من 5-10 كم)، القيادة في درجات حرارة شديدة الارتفاع أو الانخفاض، القيادة في طرق متربة أو وعرة، سحب مقطورة أو حمولة ثقيلة، والقيادة في زحام مروري كثيف مع توقف وانطلاق متكرر. هذه الظروف تضع عبئاً إضافياً على الزيت وتتطلب تغييره على فترات أقصر من الموصى بها للقيادة العادية.
- القيادة العادية (Normal Driving Conditions): تشمل القيادة لمسافات أطول بسرعات ثابتة (مثل الطرق السريعة) في ظروف مناخية معتدلة.
- عمر السيارة وحالتها: المحركات القديمة قد تكون أكثر عرضة لتسرب الزيت أو احتراقه، وقد تتراكم فيها الرواسب بشكل أسرع، مما قد يستدعي فحص الزيت وتغييره بشكل أكثر تكراراً.
علامات تنذرك: متى يحتاج محركك لزيت جديد فوراً؟
بالإضافة إلى اتباع جدول الصيانة، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن زيت المحرك بحاجة إلى تغيير فوري، حتى لو لم يحن موعده بعد:
- انخفاض مستوى الزيت بشكل ملحوظ: إذا لاحظت أن مستوى الزيت ينخفض باستمرار بين الفحوصات، فقد يكون ذلك علامة على تسرب أو احتراق للزيت، وقد يحتاج الأمر إلى فحص وتغيير الزيت.
- تغير لون الزيت إلى الأسود الداكن جداً مع وجود شوائب: صحيح أن الزيت الداكن لا يعني دائماً أنه سيء، لكن إذا أصبح الزيت أسوداً فاحماً جداً، وسميكاً، وتشعر بوجود جزيئات صلبة عند فركه بين أصابعك، فهذا يعني أنه فقد الكثير من خصائصه ويجب تغييره.
- زيادة صوت المحرك أو ظهور أصوات طرق (Knocking): إذا أصبح صوت محرك سيارتك أعلى من المعتاد، أو بدأت تسمع أصوات طرق أو خشخشة، فقد يكون ذلك بسبب ضعف التزييت الناتج عن تلف الزيت أو انخفاض مستواه.
- إضاءة لمبة تحذير الزيت في لوحة العدادات: هذه علامة واضحة على وجود مشكلة في ضغط الزيت أو مستواه، ويجب التوقف فوراً وفحص الأمر وتغيير الزيت إذا لزم الأمر.
- خروج دخان من العادم: دخان أزرق أو رمادي من العادم قد يشير إلى احتراق الزيت داخل المحرك، مما يستدعي فحصاً وتغييراً للزيت.
إرشادات عامة لفترات التغيير (مع التأكيد على دليل المالك)
مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل المذكورة، إليك نطاقات عامة تقريبية لفترات تغيير الزيت بناءً على نوعه (تذكر دائماً أن توصية دليل المالك هي الأساس):
- الزيوت المعدنية: كل 5,000 إلى 7,500 كيلومتر أو كل 3 إلى 6 أشهر، أيهما يأتي أولاً.
- الزيوت شبه التخليقية: كل 7,500 إلى 10,000 كيلومتر أو كل 6 إلى 12 شهراً، أيهما يأتي أولاً.
- الزيوت التخليقية بالكامل: كل 10,000 إلى 15,000 كيلومتر أو حتى أكثر (قد تصل إلى 20,000 كم أو أكثر لبعض الزيوت والسيارات الحديثة جداً)، أو كل 12 شهراً، أيهما يأتي أولاً.
نصيحة إضافية: عند تغيير الزيت، لا تنسَ تغيير فلتر الزيت أيضاً. الفلتر هو الذي يلتقط الشوائب، وإذا امتلأ أو أصبح قديماً، فلن يتمكن من أداء وظيفته بفعالية، مما يقلل من عمر الزيت الجديد.
هل يمكن أن تكون “كيميائياً” في سيارتك؟ مخاطر وفوائد خلط زيوت المحركات
سؤال يتردد كثيراً في منتديات السيارات وبين السائقين: هل يمكنني خلط نوعين مختلفين من زيت المحرك؟ ربما لديك نصف عبوة من زيت 5W-30 تخليقي، ومستوى الزيت في سيارتك منخفض قليلاً، والزيت المتوفر لديك لإضافته هو 10W-40 شبه تخليقي. هل هذا آمن؟ القاعدة العامة: تجنب الخلط قدر الإمكان!
الجواب المختصر والمباشر هو: من الأفضل بشدة عدم خلط أنواع مختلفة من زيوت المحركات. وهذا يشمل:
- عدم خلط أنواع مختلفة: مثل خلط زيت معدني مع زيت تخليقي، أو شبه تخليقي مع تخليقي كامل.
- عدم خلط لزوجات مختلفة: مثل خلط 5W-30 مع 10W-40.
- عدم خلط علامات تجارية مختلفة: حتى لو كانت بنفس اللزوجة والمواصفات، قد تختلف تركيبة الإضافات بين العلامات التجارية.
لماذا يُفضل عدم الخلط؟
- اختلاف التركيبات الكيميائية: كل نوع زيت (معدني، تخليقي) وكل علامة تجارية تستخدم حزمة إضافات (Additives Package) فريدة ومصممة بعناية لتحقيق خصائص معينة (مثل التنظيف، مقاومة التآكل، تحسين اللزوجة). خلط هذه التركيبات المختلفة قد يؤدي إلى تفاعلات كيميائية غير مرغوبة بين الإضافات، مما قد يقلل من فعاليتها أو يؤدي إلى نتائج عكسية.
- عدم استقرار اللزوجة: عند خلط زيتين بلزوجتين مختلفتين، ستكون اللزوجة النهائية للخليط غير معروفة بدقة وقد لا تكون مثالية للمحرك في جميع درجات الحرارة.
- تقليل كفاءة التزييت: التفاعلات الكيميائية أو عدم استقرار اللزوجة قد يقللان من قدرة الزيت على تكوين طبقة حماية فعالة، مما يزيد من الاحتكاك والتآكل.
- احتمالية تكون الرواسب: قد يؤدي عدم توافق الإضافات إلى زيادة احتمالية تكون الحمأة (Sludge) أو الرواسب الأخرى داخل المحرك، مما قد يسد ممرات الزيت أو فلتر الزيت.
- فقدان الفوائد: عند خلط زيت تخليقي عالي الأداء مع زيت معدني، فإنك لن تحصل على الفوائد الكاملة للزيت التخليقي (مثل فترات التغيير الطويلة أو الحماية الفائقة).
الاستثناء الوحيد: حالات الطوارئ القصوى
ماذا لو كنت في رحلة طويلة، ولاحظت أن مستوى الزيت منخفض بشكل خطير، ولم تجد نفس نوع ولزوجة الزيت الذي تستخدمه؟ في هذه الحالة الطارئة جداً، ولتجنب تشغيل المحرك بزيت ناقص مما قد يسبب تلفاً فورياً، يمكنك إضافة كمية صغيرة جداً (عادة لا تزيد عن لتر واحد كحد أقصى) من زيت آخر كملاذ أخير لتتمكن من الوصول إلى أقرب مركز صيانة. ماذا تضيف؟ حاول قدر الإمكان اختيار زيت:
- له نفس معايير الأداء (API/ACEA) الموصى بها لسيارتك.
- له لزوجة قريبة قدر الإمكان من الزيت الأصلي.
- من نفس النوع الأساسي (تخليقي مع تخليقي، معدني مع معدني) إن أمكن.
ماذا تفعل بعد ذلك؟ بمجرد وصولك إلى مركز الصيانة، قم بتغيير الزيت والفلتر بالكامل في أسرع وقت ممكن باستخدام الزيت الصحيح الموصى به لسيارتك. لا تعتبر الإضافة الطارئة حلاً دائماً.
الخلاصة: تعامل مع زيت محرك سيارتك كوصفة طبية دقيقة. استخدم النوع واللزوجة والمواصفات الموصى بها، وتجنب الخلط للحفاظ على صحة محركك وأدائه الأمثل.
لمسة الخبير: كيف تفحص زيت محرك سيارتك بنفسك؟
فحص زيت المحرك بانتظام هو واحد من أبسط وأهم إجراءات الصيانة الوقائية التي يمكنك القيام بها بنفسك للحفاظ على سيارتك. لا يتطلب الأمر خبرة ميكانيكية كبيرة، فقط بضع دقائق من وقتك. إليك الخطوات بالتفصيل:
التجهيز:
- أوقف السيارة على سطح مستوٍ تماماً. هذا يضمن قراءة دقيقة لمستوى الزيت.
- أطفئ المحرك وانتظر بضع دقائق (5-10 دقائق). هذا يسمح للزيت بالرجوع إلى وعاء الزيت (الكارتير) في الأسفل ويعطي قراءة أكثر دقة، كما يضمن أن المحرك ليس شديد السخونة لتجنب الحروق.
- افتح غطاء المحرك وقم بتثبيته بأمان.
- جهز قطعة قماش نظيفة أو منديلاً ورقياً.
تحديد موقع مقياس الزيت:
ابحث عن مقياس الزيت (Dipstick). عادة ما يكون له مقبض ملون (أصفر، برتقالي، أو أحمر) لسهولة التعرف عليه. إذا لم تكن متأكداً من موقعه، راجع دليل مالك سيارتك.
سحب المقياس ومسحه:
- اسحب مقياس الزيت بالكامل للخارج.
- استخدم قطعة القماش النظيفة لمسح الزيت الموجود على طرف المقياس بالكامل.
إعادة إدخال المقياس وسحبه مرة أخرى:
- أعد إدخال المقياس النظيف بالكامل في مكانه. تأكد من دخوله حتى النهاية.
- اسحب المقياس للخارج مرة أخرى ببطء وحذر، وحافظ على وضعه أفقياً قدر الإمكان لتجنب سيلان الزيت.
قراءة مستوى الزيت:
- انظر إلى طرف المقياس. ستجد علامتين أو ثقبين أو منطقة مظللة تشير إلى المستوى الأدنى (Min أو L) والمستوى الأقصى (Max أو F).
- المستوى المثالي: يجب أن يكون مستوى الزيت بين علامتي Min وMax، والأفضل أن يكون قريباً من علامة Max.
- إذا كان المستوى أقل من Min: فهذا يعني أنك بحاجة إلى إضافة زيت.
- إذا كان المستوى أعلى من Max: فهذا يعني أن هناك زيتاً زائداً، وهو أمر ضار أيضاً وقد يحتاج إلى تفريغ بعض الزيت. (لا تقم بإضافة الزيت في هذه الحالة).
فحص لون وقوام الزيت:
اللون:
- الزيت الجديد يكون عادة ذهبياً فاتحاً أو عسلياً وشفافاً نسبياً.
- مع الاستخدام، يصبح الزيت أغمق تدريجياً (بني ثم أسود) بسبب امتصاصه للشوائب ومنتجات الاحتراق. هذا أمر طبيعي إلى حد ما.
- لكن إذا كان الزيت أسود فاحماً جداً ومعتماً، فقد يكون قديماً جداً أو ملوثاً بشدة ويحتاج إلى تغيير.
القوام:
- افرك القليل من الزيت بين إبهامك وسبابتك.
- يجب أن يكون ملمسه ناعماً ولزجاً قليلاً.
- إذا شعرت بوجود جزيئات صلبة أو حبيبات رملية، فهذا يشير إلى تلوث الزيت أو تآكل داخلي في المحرك ويستدعي فحصاً دقيقاً.
- إذا كان الزيت يبدو مائياً جداً أو له رائحة وقود قوية، فقد يكون هناك تخفيف للزيت بالوقود، وهي مشكلة تحتاج إلى تشخيص.
إعادة المقياس وإضافة الزيت (إذا لزم الأمر):
- أعد مقياس الزيت إلى مكانه وتأكد من تثبيته جيداً.
- إذا كان مستوى الزيت منخفضاً، قم بإضافة الزيت الموصى به لسيارتك من خلال فتحة تعبئة الزيت (عادة ما يكون عليها رمز علبة زيت). استخدم قمعاً نظيفاً لتجنب الانسكاب. أضف كمية قليلة في كل مرة (مثلاً ربع لتر)، وانتظر دقيقة أو دقيقتين، ثم أعد فحص المستوى. كرر العملية حتى يصل المستوى إلى علامة Max أو قريباً منها. لا تفرط في ملء الزيت.
- أغلق غطاء المحرك.
متى يجب أن تفحص الزيت؟
يُنصح بفحص مستوى الزيت مرة واحدة على الأقل كل شهر، وقبل أي رحلات طويلة. هذا الفحص البسيط لا يستغرق سوى دقائق قليلة، ولكنه يمكن أن ينقذ محرك سيارتك من أضرار جسيمة ويكشف عن المشاكل المحتملة مبكراً.
نظرة نحو المستقبل: زيوت المحركات والتقنيات الجديدة
عالم السيارات في تطور مستمر، ومعه تتطور زيوت المحركات لتواكب التحديات والاحتياجات الجديدة. لم تعد مهمة الزيت تقتصر على التزييت والتبريد فقط، بل أصبحت تلعب دوراً محورياً في تمكين التقنيات الحديثة وتحقيق أهداف بيئية واقتصادية.
- مواكبة المحركات الحديثة (GDI وTurbo): شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لمحركات البنزين ذات الحقن المباشر (GDI) والشحن التوربيني (Turbo). هذه المحركات أصغر حجماً وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، لكنها تعمل تحت ضغوط ودرجات حرارة أعلى، وتكون أكثر عرضة لمشاكل مثل الإشعال المسبق منخفض السرعة (LSPI). لذلك، تم تطوير معايير زيوت جديدة مثل API SP وILSAC GF-6/GF-7 خصيصاً لتوفير الحماية اللازمة لهذه المحركات المتطورة.
- كفاءة الوقود وخفض الانبعاثات: مع تزايد الوعي البيئي وتشديد لوائح الانبعاثات العالمية، أصبح لزيت المحرك دور هام في تحسين كفاءة استهلاك الوقود. الزيوت ذات اللزوجة المنخفضة (مثل 0W-20 أو حتى 0W-16 و0W-8 في المستقبل القريب) تقلل من الاحتكاك الداخلي للمحرك، مما يساهم في توفير الوقود وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- حماية أنظمة معالجة العادم: السيارات الحديثة (خاصة الديزل والأوروبية) مزودة بأنظمة معالجة عادم معقدة وحساسة (DPF, GPF, TWC). الزيوت التقليدية ذات المحتوى العالي من الرماد الكبريتي والفوسفور والكبريت (High SAPS) يمكن أن تتلف هذه الأنظمة. لذلك، أصبحت زيوت Low SAPS و Mid SAPS (مثل فئات ACEA C) ضرورية لهذه السيارات للحفاظ على فعالية أنظمة الانبعاثات وتجنب الإصلاحات المكلفة.
هذا التطور المستمر يعني أن اختيار زيت المحرك سيظل يتطلب وعياً ومتابعة للمستجدات لضمان الحصول على أفضل أداء وحماية لسيارتك، سواء كانت تعمل بتقنيات اليوم أو تقنيات الغد.
الخلاصة
لقد قطعنا معاً رحلة ممتعة ومفيدة في عالم زيت المحرك. بدأنا بفهم أهمية هذا السائل الحيوي، ثم تعرفنا على أنواعه المختلفة، وفككنا رموز اللزوجة والمعايير الدولية، ووضعنا دليلاً عملياً لاختيار الزيت المناسب، وتجنبنا الأخطاء الشائعة، وألقينا نظرة على أهمية تغيير الزيت في وقته وكيفية فحصه بأنفسنا. الرسالة الأهم التي نود أن تترسخ في ذهنك هي: اختيار زيت المحرك المناسب ليس ترفاً، بل هو ضرورة واستثمار ذكي في صحة سيارتك وعمرها الافتراضي.
الأسئلة الشائعة
هل يمكنني استخدام زيت بلزوجة مختلفة عن الموصى بها في دليل المالك؟
القاعدة العامة هي لا. يُفضل بشدة الالتزام بدرجة اللزوجة (أو نطاق اللزوجات) المحددة من قبل الشركة المصنعة. استخدام زيت أرق أو أسمك مما هو موصى به قد يؤثر سلباً على التزييت والحماية وكفاءة الوقود. الاستثناء الوحيد قد يكون في الظروف المناخية القصوى جداً إذا كان دليل المالك يسمح صراحةً باستخدام لزوجة بديلة لتلك الظروف (مثلاً، يسمح بـ 5W-30 و10W-40، فيمكن استخدام 10W-40 في الصيف الحار جداً). إذا لم يذكر الدليل بديلاً، فالتزم باللزوجة الأساسية الموصى بها.
ما هو أفضل زيت للسيارات القديمة التي قطعت مسافات طويلة؟
السيارات القديمة (أكثر من 120,000-150,000 كم) قد تستفيد من زيوت مصممة خصيصاً لها تسمى “High Mileage”. هذه الزيوت تحتوي على إضافات تساعد على تكييف موانع التسرب المطاطية لتقليل التسرب، ومنظفات إضافية لإزالة الرواسب المتراكمة، ومواد لتقليل احتراق الزيت. تتوفر هذه الزيوت بأنواع معدنية وشبه تخليقية وتخليقية. استشر دليل المالك لمعرفة اللزوجة والمعايير المناسبة، ثم ابحث عن زيت “High Mileage” يفي بهذه المتطلبات.
هل الزيوت التخليقية تسبب تسرباً في المحركات القديمة؟
هذه خرافة شائعة لكنها غير دقيقة في الغالب اليوم. في الماضي البعيد، كانت بعض الزيوت التخليقية الأولى قد تؤثر على أنواع معينة من موانع التسرب القديمة. لكن الزيوت التخليقية الحديثة مصممة لتكون متوافقة تماماً مع جميع أنواع موانع التسرب المستخدمة في المحركات. ما قد يحدث هو أن المحرك القديم قد يكون لديه تسرب بسيط موجود بالفعل، والزيت التخليقي، بسبب قدرته الأفضل على التنظيف وسيولته العالية، قد يكشف هذا التسرب بشكل أسرع أو يجعله أكثر وضوحاً مقارنة بالزيت المعدني الأسمك الذي قد “يسد” التسرب مؤقتاً. الزيت التخليقي لا يسبب التسرب، لكنه قد يكشفه إذا كان موجوداً أصلاً.
كم لتر زيت يحتاجه محرك سيارتي؟
تختلف كمية الزيت المطلوبة بشكل كبير حسب حجم المحرك وتصميمه. معظم محركات السيارات ذات الـ 4 أسطوانات تحتاج ما بين 3.5 إلى 5 لترات، بينما محركات الـ 6 أو 8 أسطوانات قد تحتاج من 5 إلى 8 لترات أو أكثر. الطريقة الأدق لمعرفة الكمية الصحيحة هي مراجعة دليل مالك سيارتك أو سؤال ميكانيكي متخصص بسيارتك. عند تغيير الزيت، من المهم أيضاً تغيير فلتر الزيت، والذي سيحتفظ بكمية صغيرة من الزيت أيضاً.
هل لون الزيت الداكن يعني بالضرورة أنه تالف ويجب تغييره فوراً؟
ليس بالضرورة. من الطبيعي أن يصبح لون زيت المحرك داكناً بمرور الوقت والاستخدام. هذا يحدث لأنه يقوم بوظيفته في تنظيف المحرك وحمل جزيئات الكربون والسخام والشوائب الأخرى وتعليقها. الزيت الداكن قد يكون دليلاً على أنه يعمل بفعالية. لا تعتمد على اللون وحده للحكم على حالة الزيت. الأهم هو الالتزام بفترات التغيير الموصى بها (بالكيلومترات أو بالزمن) والتحقق من مستوى الزيت وقوامه.
ما الفرق بين زيت محركات البنزين وزيت محركات الديزل؟
هناك فروقات جوهرية في التصميم والمتطلبات. زيوت محركات الديزل (المصنفة عادة بحرف “C” في معيار API، مثل CK-4) مصممة لتحمل ضغوط احتراق أعلى بكثير، ودرجات حرارة تشغيل مختلفة، وتحتوي على كميات أكبر من المنظفات والمشتتات للتعامل مع كميات السخام الكبيرة التي تنتجها محركات الديزل. كما أنها مصممة لتكون متوافقة مع أنواع الوقود المختلفة (الديزل).
زيوت محركات البنزين (المصنفة بحرف “S” في API، مثل SP) لها تركيبة إضافات مختلفة تركز على متطلبات محركات البنزين (مثل الحماية من LSPI في المحركات الحديثة). القاعدة العامة هي عدم استخدام زيت ديزل في محرك بنزين أو العكس، إلا إذا كان الزيت مصنفاً صراحةً لكلا النوعين (Universal Oil) ويفي بالمعايير المحددة لمحركك.
هل يؤثر نوع الزيت على صوت المحرك؟
نعم، يمكن أن يؤثر. زيت المحرك المناسب باللزوجة الصحيحة يساعد على تقليل الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة، مما يؤدي إلى تشغيل أكثر هدوءاً وسلاسة. إذا كان الزيت قديماً جداً وفقد لزوجته، أو إذا كان مستواه منخفضاً، أو إذا كنت تستخدم لزوجة خاطئة، فقد تلاحظ زيادة في صوت المحرك أو ظهور أصوات غير طبيعية (مثل التكتكة أو الطرق). استخدام زيت عالي الجودة ومناسب يمكن أن يساهم في تقليل ضوضاء المحرك.
كيف أتأكد من أن الزيت الذي اشتريته أصلي وليس مقلداً؟
للأسف، الزيوت المقلدة تمثل مشكلة في بعض الأسواق. إليك بعض النصائح: اشترِ من مصادر موثوقة: وكلاء معتمدون، محلات قطع غيار معروفة، مراكز صيانة ذات سمعة طيبة، افحص العبوة: العبوات الأصلية تكون ذات جودة عالية، محكمة الإغلاق، والملصقات مطبوعة بوضوح ودقة دون أخطاء، ابحث عن علامات الأمان: بعض الشركات تضع أختاماً خاصة، أو هولوغرام، أو أكواد QR للتحقق من الأصالة عبر موقعها الإلكتروني.