يقدّم معرض محمد الفرج في دبي سرداً فنياً بيئياً يعكس رؤيته الفنية المتجذرة في الأحساء، حيث يستعرض مركز جميل للفنون أعماله المتعددة الوسائط ضمن عنوان “البحار عذبة، دموع السمك مالحة”.
معرض محمد الفرج في دبي: سردية بيئية معاصرة
انطلق المعرض المؤسسي الأول للفنان السعودي محمد الفرج في مركز جميل للفنون بدبي، مؤكداً مكانته كأحد أبرز الأصوات الفنية السعودية. يحمل المعرض عنواناً مستمداً من كتابات الفرج الشعرية، ويُعرض حتى يناير 2026.
يضم المعرض أعمالاً تركيبية، وصوراً فوتوغرافية، ومقاطع فيديو، إضافة إلى مشاريع فنية تفاعلية خارجية، كلها تتمحور حول العلاقة بين البيئة والهوية المحلية.
معرض محمد الفرج في دبي والهوية البيئية للأحساء
وُلد محمد الفرج عام 1993 في الأحساء، وتُعدّ هذه البيئة الصحراوية الخصبة مصدر إلهامه الأول. يستخدم الفنان مواد طبيعية مثل سعف النخيل والتراب والتمر، ويمزجها مع حكايات الطفولة وألعاب الأطفال المحليين، ليُعيد تشكيل الذاكرة البيئية والبصرية للمنطقة.
رغم دراسته للهندسة الميكانيكية، اختار الفرج سلوك طريق فني يجمع بين التصوير والنحت والكتابة، في ممارسات فنية لا تخضع للتصنيفات الجامدة.
رؤية فنية متكاملة في معرض محمد الفرج في دبي
بإشراف القيّمة روتانا شاكر، يتوزع المعرض عبر مساحات مركز جميل الداخلية والخارجية. تظهر رموز متكررة مثل الأيدي والطيور وأشجار النخيل، تربط بين الواقعي والخيالي في أعمال الفرج، التي تتنوع بين الصور والفيديو والمنحوتات الشعرية.
وتقول شاكر إن تجربة إعداد المعرض شكّلت توازناً دقيقاً بين إيجاد حضور بصري مؤثر والتدخلات الفنية الطبيعية، مؤكدة أن أعمال الفرج تعتمد على المواد العضوية والمعاد استخدامها، كوسيط يحمل قيمة روحية.
الأعمال الجديدة في معرض محمد الفرج في دبي
يتضمن المعرض تكليفات جديدة منها تركيب صوتي، وأعمال فيديو، ومساحة تُعرف باسم “العش”، تتيح للجمهور التفاعل والمشاركة في حكايا شفوية مجدولة. ويهدف هذا التفاعل إلى تحويل الزائر من متلقٍ إلى راوي، ضمن إطار من الإبداع الجماعي.
ويبرز عنصر التعاون المجتمعي في أعمال الفرج، إذ يشارك في ورش عمل فنية تستند إلى المشاركة المجتمعية، مما يعزز أبعاداً جديدة في تجربته الفنية.
الاعتراف الدولي بمعرض محمد الفرج في دبي
نال الفرج ميدالية الفنانين الناشئين في جوائز آرت بازل 2025، ليُصنّف ضمن قائمة تضم 36 فناناً مؤثراً على مستوى العالم. كما شارك في معارض بارزة بباريس وجدة وليون ودبي، مما يؤكد حضوره الدولي المتصاعد.
يأتي هذا التقدير نتيجة لممارسته الفنية التي تمزج بين الخيال والبحث والتوثيق، باستخدام مواد تحمل أثراً زمنياً وشعورياً، في محاولة لاستكشاف الذاكرة البيئية والروحية.
دبي كمنصة للفن المعاصر ومعرض محمد الفرج
يُقام المعرض في سياق تطور المشهد الثقافي في دبي، التي باتت مركزاً إقليمياً للفنون المعاصرة. وقد شهدت الإمارة مؤخراً الدورة التاسعة عشرة من معرض آرت دبي، بمشاركة أكثر من 120 صالة فنية عالمية.
ويُعزّز معرض محمد الفرج في مركز جميل هذا الزخم الثقافي، في إطار رسالة المؤسسة التي تجمع بين الفن والتفكير النقدي، وقد نالت بدورها اعترافاً ضمن جوائز آرت بازل في فئة المؤسسات الفنية.
ختاماً: معرض محمد الفرج في دبي وتأملات في العلاقة مع الأرض
تُبرز أعمال محمد الفرج في معرضه بدبي رؤيته البيئية المعمقة، المستوحاة من بيئة الأحساء. ومن خلال توظيف عناصر الطبيعة والمواد العضوية، يدعو الفنان إلى إعادة النظر في العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
يتجلى في هذا المعرض التفاعل بين الفرد والبيئة، والتأمل في الزمن والذاكرة، في إطار فني جامع بين الرواية البصرية والشعرية، مما يرسخ دور الفن كأداة لفهم التحديات البيئية والاجتماعية.