وجهت نجمة البوب الأمريكية الشهيرة مادونا نداءً إنسانياً مؤثراً إلى البابا ليو الرابع عشر، حثته فيه على زيارة قطاع غزة “قبل فوات الأوان” لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون مجاعة حقيقية.
وكتبت مادونا عبر حسابها الرسمي على منصة إنستغرام الاثنين: “أيها الأب الأقدس، من فضلك اذهب إلى غزة وأحضر نورك للأطفال قبل أن يفوت الأوان. كأم، لا أستطيع تحمل رؤية معاناتهم”. وأضافت: “أطفال العالم ينتمون للجميع. أنت الوحيد بيننا الذي لا يمكن منعه من الدخول”.
خلفية تاريخية لعلاقة مادونا بإسرائيل
تُعتبر هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها مادونا موقفاً واضحاً لصالح الأطفال الفلسطينيين، وهو ما يُمثل تحولاً جذرياً في مواقفها السابقة. فالمغنية الأمريكية كانت معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل منذ عقود، حيث تدرس تعاليم الكابالا اليهودية منذ التسعينيات وقد وصفت نفسها ذات مرة بـ”سفيرة اليهودية” خلال لقائها مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس عام 2007.
وقد زارت مادونا إسرائيل مراراً، آخرها في عام 2019 خلال مشاركتها في مسابقة يوروفيجن في تل أبيب، حيث أثارت جدلاً كبيراً عندما رفعت العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الإسرائيلي خلال أدائها.
تفاصيل الموقف الجديد لمادونا
ذكرت مادونا في منشورها أن نداءها يأتي بمناسبة عيد ميلاد ابنها روكو الخامس والعشرين، قائلة: “أشعر أن أفضل هدية يمكن أن أقدمها له كأم هي أن أطلب من الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم لإنقاذ الأطفال الأبرياء العالقين وسط تبادل النيران في غزة”.
وأكدت مادونا أنها “لا توجه أصابع الاتهام، ولا تُلقي باللوم، ولا تنحاز لأي طرف”، مضيفة: “الجميع يعاني، بمن فيهم أمهات الرهائن. أدعو الله أن يُطلق سراحهم أيضاً”. وختمت رسالتها بالقول: “السياسة لا يمكن أن تُحدث التغيير، لكن الوعي هو من يستطيع. لهذا أتوجه إلى رجل من رجال الله”.
ردود الفعل الدولية والإسرائيلية
حظي موقف مادونا بترحيب واسع من المنظمات الدولية، حيث عبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن شكره لها على “تعاطفها وتضامنها والتزامها برعاية جميع المحاصرين في أزمة غزة، وخاصة الأطفال”، مضيفاً: “هذا أمر في غاية الأهمية. يجب أن تسود الإنسانية والسلام”.
الأزمة الإنسانية في غزة
تأتي دعوة مادونا في ظل تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن أكثر من 18,000 طفل قُتلوا في غزة منذ أكتوبر 2023، بمعدل 28 طفلاً يومياً. كما تُشير تقارير وزارة الصحة الفلسطينية إلى وفاة 222 شخصاً، بينهم 101 طفل، بسبب سوء التغذية والمجاعة.
ووصف راميش راجاسينغهام، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الوضع قائلاً: “لم تعد هذه أزمة جوع وشيكة – إنها مجاعة بكل بساطة”.
موقف البابا ليو الرابع عشر
منذ توليه البابوية في مايو الماضي، دأب البابا ليو الرابع عشر على انتقاد الحرب على غزة بشدة. وقال في يوليو الماضي: “أناشد المجتمع الدولي الالتزام بالقانون الإنساني واحترام واجب حماية المدنيين، إضافة إلى حظر العقاب الجماعي”.
ولم يصدر الفاتيكان حتى الآن أي تعليق رسمي على نداء مادونا، غير أن البابا أعرب مؤخراً عن تضامنه مع “شباب غزة” خلال قداس “يوبيل الشباب” في روما.
التحول في المواقف الفنية
يُمثل موقف مادونا جزءاً من تحول أوسع بين المشاهير العالميين تجاه القضية الفلسطينية. وقد انضمت إليها مؤخراً فرقة U2 البريطانية، حيث كتب المغني بونو رسالة قوية ينتقد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويصف أفعال حكومته بـ”الوحشية”.
خاتمة
تُمثل دعوة مادونا للبابا لزيارة غزة نقطة تحول مهمة في مسيرتها الفنية والسياسية، خاصة وأنها جاءت من شخصية كانت تُعتبر قريبة من إسرائيل تاريخياً. وتُبرز هذه الخطوة حجم التأثير الذي تُحدثه الأزمة الإنسانية في غزة على الرأي العام العالمي، بما في ذلك الشخصيات المؤثرة في صناعة الترفيه العالمية.