تشهد صتاعة العطور في عام 2025 تحولات جوهرية، إذ تنتقل كبرى الماركات مثل “شانيل” و”كيالي” من التسويق التقليدي على أساس العطر الفردي المميز إلى ابتكار مجموعات متكاملة تتيح للمستهلكين مزج وتركيب الروائح وتغييرها يومياً، استجابة لتحولات عادات الشراء بين الأجيال الجديدة.
صيحة “خزانة العطور”
فئة الشباب هي محرك أساسي للنمو المستمر في قطاع العطور عام 2025، حيث أصبح “تبديل الروائح ومزجها” جزءاً من هوية المستهلكين اليومية بدلًا من التمسك بعطر وحيد بوصفه بصمة شخصية ثابتة. أظهرت الدراسات أن 55٪ من المستهلكين بين 18 و34 عاماً قاموا بتغيير سلوكهم العطري خلال الأشهر الستة الماضية، من خلال اقتناء واستخدام مجموعات متعددة من الروائح، مدفوعين بمحتوى منصات مثل تيك توك وإنستغرام، حيث يروج “صناع المحتوى” عبر تحديات ومقاطع فيديو مخصصة لاستعراض وتنسيق العطور بشكل إبداعي.
توقيعك الشخصي
في عالم العطور ، لم يعد التميز يعني اختيار قارورة فاخرة فحسب، بل ابتكار رائحة تعكس ملامحك الخاصة. ففكرة أن يخرج كل شخص بعطرٍ أنيق يحمل شيئاً من شخصيته أصبحت من أرقى أشكال التعبير الجمالي. ننصحك بالبدء بطبقات ناعمة من الروائح الدافئة كالفانيلا أو العنبر، ثم إضافة لمسة من الزهور البيضاء أو الفواكه الطازجة لإضفاء إشراقة وحيوية، مع ختام خفيف بخشب الصندل أو المسك لإبراز العمق والثبات. السرّ هو في التوازن: لا تُغرق الحواس بتعدد الروائح، بل دع كل نغمة تتحدث برقة مع الأخرى. بهذه الطريقة، يصبح عطرك حكاية فريدة لا تشبه إلاك – تُكتَب كل صباح على بشرتك.
تماماً كما نختار ألوان ملابسنا وفق حالتنا المزاجية، أصبح العطر امتداداً صامتاً يعكس ما نشعر به دون أن ننطق بكلمة. في الصباحات النشطة، يمكن أن تعبّر النفحات الحمضية والزهور البيضاء عن الحيوية والتفاؤل، بينما تمنح الروائح الخشبية والعنبرية المساء لمسة دفء وغموض. لا توجد قواعد صارمة في هذا الفن، بل مساحة حرّة للاكتشاف والتعبير. جرّبي المزج بين عطرين متناقضين – زهري وفانيلا مثلاً – ودعي النتيجة تفاجئك. فالأناقة الحقيقية لا تكمن في اتباع الصيحات، بل في خلق بصمة عطريّة تحمل توقيعك الخاص، تماماً كما تُوقّعين على قصيدة من الروائح.
من التميز إلى التخصيص
من جهتها، تواصل منازل العطور الكبرى اتباع سياسات متوازنة بين الإرث الكلاسيكي والانفتاح على التجديد، فبينما تسعى للتأكيد على رمزية عطورها التاريخية تقوم الشركات بتحديث حملاتها التسويقية لتشمل شخصيات شبابية شهيرة ، مع إبراز فكرة “التنوع والمرونة“؛ أي أن العطر لم يعد محصوراً في موقف واحد بل صار يُسوَّق لاستخدامات يومية متنوعة، كالعمل والمناسبات والاجتماعات، تلبيةً لرغبات المستهلك الحديث.