تحدثت النجمة العالمية ديمي مور بصراحة غير معهودة عن دورها الجريء كراقصة استعراضية في فيلم “Striptease” عام 1996، كاشفة أن هذا الدور لم يكن مجرد خيار مهني، بل كان جزءًا من رحلة شخصية عميقة لمواجهة مخاوفها وانعدام راحتها مع جسدها. جاءت تصريحات مور خلال مشاركتها في مهرجان “نيويوركر” السادس والعشرين الذي أقيم في مدينة نيويورك حيث شاركت في جلسة حوارية، استعرضت خلالها مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من أربعة عقود.
اعتراف صادم من أيقونة الجمال
فنّدت مور واحدة من أكبر المفاهيم الخاطئة التي رافقتها طوال مسيرتها، قائلة: “أحد أكبر المفاهيم الخاطئة عني هو أنني كنت أحب جسدي”، مضيفة: “الحقيقة هي أن الكثير من ذلك كان محاولة مني لاستقطاب مشاريع معينة تمنحني فرصة للتغلب على انعدام الثقة في جسدي”. وأوضحت النجمة البالغة من العمر 62 عامًا أن الأمر نفسه ينطبق على ظهورها عارية على أغلفة مجلات شهيرة، مؤكدة: “لم يكن الأمر أنني أحببت ذلك، بل كان يتعلق بمحاولة تحرير نفسي من فضاء العبودية الذي وضعت نفسي فيه”.
كشفت ديمي مور أن هذه المخاوف دفعتها إلى اختيار أدوار تتطلب منها مواجهة نفسها بشكل مباشر، خاصة تلك الأدوار ذات الطابع الجسدي القوي مثل “Striptease” و”G.I. Jane” وحديثًا فيلمها “The Substance”.
التحدي
خلال المهرجان، أكدت ديمي مور أن أدوارها على مدار عقود طويلة تشترك في خيط واحد، وهو تحدي الوضع الراهن والقوالب المجتمعية الجاهزة، قائلة: “أشعر حقًا أن الأدوار تختارك بقدر ما تختارها أنت، هناك خيط يمر عبر معظم أدواري، حتى لو كان غير واعٍ، وأعتقد أن أدواري تميل أيضًا إلى تحدي الوضع القائم”. وأوضحت مور أن كثيرًا من أدوارها كانت استفزازية بطبيعتها، لكن ليس بالمعنى الجنسي فقط، بل بمعنى إثارة تفكير حقيقي ومعنوي، قائلة: “الحقيقة الأخرى هي أن الأشياء الاستفزازية، ليس بطريقة جنسية، بل الأشياء التي تستفز تفكيرًا ذا معنى، دائمًا ما سحرتني”.
فيلم “The Substance”
تأتي تصريحات مور الأخيرة في ظل عودتها القوية إلى الواجهة السينمائية بفيلم الرعب الجسدي “The Substance” الذي عُرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2024، حيث جسدت دور إليزابيث سباركل، نجمة سينمائية سابقة ومدربة لياقة بدنية تلفزيونية تتعرض للطرد من عملها بسبب تقدمها في السن. وبالتالي تلجأ إلى عقار سري في السوق السوداء يَعد بإنتاج نسخة أصغر سنًا وأكثر كمالاً منها، وهو ما يؤدي إلى عواقب كارثية ومشاهد مروعة من الرعب الجسدي.
مواجهة التقدم بالعمر ومعايير الجمال
في حديثها عن “The Substance”، أوضحت ديمي مور أن الفيلم قدّم لها فرصة لمواجهة القضايا المتعلقة بالتقدم بالعمر ومعايير الجمال القاسية في هوليوود بطريقة مختلفة، قائلة: “كانت هناك مشاهد معينة، تطلبت جهدًا مني للتغلب على بعض قضاياي الخاصة حول جسدي وعدم راحتي، حيث كنت أعلم حقًا أن جسدي كان جزءًا محوريًا من الشخصية، دفعتني إلى مواجهة نفسي.
كشفت مور في مقابلة سابقة مع مجلة “بيبول” عن معاناتها مع جسدها في بداية مسيرتها، قائلة: “كنت أعذب نفسي، أفعل أشياء جنونية مثل ركوب الدراجة من ماليبو طوال الطريق إلى باراماونت، وهي مسافة حوالي 26 ميلًا، كل ذلك لأنني كنت أضع قيمة كبيرة جدًا على مظهري الخارجي، أعتقد أن أكبر فرق اليوم هو أنه يتعلق أكثر بصحتي العامة وطول العمر ونوعية الحياة، لقد تطورت نحو لطف أكبر تجاه نفسي، لقد كنت قاسية جدًا وكان لدي علاقة أكثر عدائية مع جسدي، وبصراحة كنت ببساطة أعاقب نفسي”.




