عيون الدمية.. من هوس المنصّات إلى تحذيرات الأطباء

عيون الدمية تغزو منصات التواصل وتصل إلى العيادات التجميلية، وسط تحذيرات أطباء من مضاعفات خطيرة تشمل فقدان البصر.

فريق التحرير
فريق التحرير

لم تعد «عيون الدمية» مجرّد حيلة تجميلية عابرة؛ فقد تحوّلت إلى ظاهرة تتسلّل إلى حسابات المراهقات يومياً، وتثير في المقابل قلق المختصين. يوثّق هذا الخبر تفاصيل الصيحة، جذورها الرقمية، آليات تنفيذها، والمضاعفات التي دفعت أطباء الجلد والعيون إلى إطلاق إنذار مبكر.

تعريف مبسّط للصيحة

«عيون الدمية» تعني تكبير مساحة العين بصرياً عبر حقن الفيلر أسفل الجفن أو عبر مكياج خاص ورموش متفاوتة الأطوال لإظهار عين مستديرة وواسعة. انتقلت الفكرة سريعاً من دروس التجميل الافتراضية إلى عيادات التجميل، حيث تُستخدم مواد حشو تعتمد غالباً على «حمض الهيالورونيك».

الولادة الرقمية

ظهر الوسم #DollEyes أولاً على «تيك توك»، ثم تصدّر لوائح المشاهدات مع فيديوهات تتجاوز 350 مليون مشاهدة وفق إحصاءات المنصة حتى نهاية يونيو. تؤكّد خبيرة المحتوى التجميلي سارة إدوارد أن «الرموش المتدرجة» سهّلت انتشار المظهر على حساب الأنماط الكلاسيكية للرموش.

حقنة تحت الجفن … القفزة الخطرة

Advertisement

يعتمد بعض مروّجي الصيحة على حقن الفيلر مباشرة في تجويف أسفل العين طمعاً في انتفاخ طفولي. يحذّر استشاري الأمراض الجلدية الدكتور أنور الحمادي من أن هذا الإجراء «يناسب فقط حالات طبية واضحة مثل التجاويف الوراثية، وأي استخدام تجميلي بحت قد يسبب تشوّهاً أو حتى فقداناً دائماً للبصر».

عشرة مخاطر صحية موثّقة

  • تورّم طويل الأمد.
  • كدمات مزمنة.
  • تكتلات تحت الجلد.
  • تغيّر لون البشرة.
  • تفاعلات تحسّسية.
  • التهابات موضعية.
  • «هجرة الفيلر» نحو الخدود.
  • تشوّه شكل العين.
  • انسداد الأوعية الدموية.
  • فقدان البصر في حالات نادرة.

شهادة جراح تجميل العيون

يؤكّد استشاري التجميل د. بسام العويرضي أن «الفيلر يوضع تقليدياً في الطيّة أسفل الحافة العظمية وليس داخل الجفن نفسه؛ حقنه في الموقع الخطأ قد يضغط على الشبكية أو الشريان المركزي للعين». يضيف أنّ معالجة المضاعفات المتقدمة «تتطلّب جراحة معقّدة وقد لا تعيد الرؤية بالكامل».

مخاطر جراحية إضافية

Advertisement

تضع «مايو كلينك» عملية تجميل الجفن (Blepharoplasty) في خانة التدخلات منخفضة المضاعفات إجمالاً، لكنّها تسرد احتمال «جفاف العين، وصعوبة الإغلاق، وتشوّه الجفن، ونادراً فقدان البصر» عندما تُجرى لدى غير المختصين. هذه القائمة تعزّز تحذيرات الأطباء المحليين حول استخدام الفيلر بيد غير خبيرة.

منظور طب العيون

يشدّد استشاري العيون الدكتور عصام الطوخي على أنّ «منطقة ما حول العين شبكة أوعية دقيقة، وأي انسداد فيها يقطع التغذية عن الشبكية، لذا قد نفقد البصر خلال دقائق». سجّل الطوخي ثلاث حالات فقدت درجة من الإبصار بعد جلسات غير نظامية.

ضغط «الجمال الرقمي»

يوضح استشاري الطب النفسي د. محمود نجم أنّ «بحث المراهقات عن قبولٍ رقمي يقودهنّ إلى تدخلاتٍ غير ضرورية، ويغذّي اضطراب تشوّه صورة الجسد». يربط الخبير بين تزايد الطلب على الفيلر وصعود مفهوم «النجاح الرقمي» عبر زيادة المتابعين.

سوق بلا فرامل

Advertisement

تقدّر نقابة الأطباء أن بعض العيادات تنفّذ ما يصل إلى 40 حقنة في اليوم خلال مواسم الأعياد. يؤكد الحمادي أنّ «غياب الرفض من بعض المراكز واستسهال الإجراء يزيد الخطر».

بدائل آمنة

  1. مكياج تحديد الجفن بالقلم الأبيض لتوسيع العين ظاهرياً.
  2. تركيب رموش اصطناعية متفاوتة الطول كما تنصح بها مدارس المكياج الكوري.
  3. اللجوء إلى تمارين عضلات العين لتقوية النظرة.

خطوات تحقّق قبل الحقن

  • التأكد من ترخيص الطبيب عبر منصة هيئة الصحة.
  • طلب رؤية عبوة الفيلر للتحقق من المصدر والتاريخ.
  • توقيع نموذج موافقة يشرح جميع المخاطر.

دور الأسرة والمدرسة

Advertisement

يشدّد نجم على ضرورة «تعزيز ثقة الفتيات بملامحهنّ الأصلية»، واقتراح أنشطة فنية ورياضية تقلّص وقت الشاشة وتخفّف ضغط المقارنة.

توصيات ختامية

تتزايد شعبية «عيون الدمية» يوماً بعد يوم، لكنّ سجلّ المضاعفات يحتم وقفة نقدية. ينصح الأطباء بالتريّث، واستشارة متخصص متمرس، وتجنّب العيادات غير المرخّصة. فالخطأ في حقنة واحدة قد يطفئ نور العين إلى الأبد، بينما يبقى الجمال الحقيقي رهناً بصحة الجسد وثقة الروح.

الموازنة بين الموضة والسلامة ليست ترفاً؛ إنها ضرورة ملحّة في عصرٍ تتجاوز فيه الصيحات الحدود بسرعة الضوء. كل قرار تجميلي يجب أن يسبقه سؤال بسيط: «هل النتيجة تستحق المجازفة؟». الإجابة العلمية اليوم تميل إلى الحذر الشديد؛ فالعين لا تُعوَّض.

تم إعداد هذا الخبر استناداً إلى تصريحات الأطباء المختصين الواردة في «الإمارات اليوم»، ومقابلة برنامج «صباح العربية» مع د. بسام العويرضي، وإرشادات «مايو كلينك» حول جراحة الجفن، إضافة إلى مراجعات خبراء التجميل حول تقنية الرموش المتدرجة.