مكملات الكولاجين وكريمات البشرة: الحقيقة العلمية وراء الوعود التجميلية

مكملات الكولاجين وكريمات البشرة تخضع لنقاش علمي حاد، بين وعود التجميل والتضليل.إليك أبرز الدراسات والتحذيرات الطبية.

جينا تادرس
جينا تادرس
مكملات الكولاجين

مكملات الكولاجين وكريمات البشرة أثارت جدلاً واسعاً بين الوعود التسويقية والحقائق العلمية. وبينما تشير بعض الدراسات إلى فوائد محدودة، تُظهر أخرى أن الدليل العلمي المتاح لا يزال قاصراً.

كشفت مراجعة نُشرت في American Journal of Medicine (مايو 2025) عن تحليل 23 تجربة إكلينيكية بمشاركة 1474 شخصاً، وأظهرت تبايناً في النتائج. التجارب الممولة من شركات تجميل أظهرت تحسناً، في حين أن الدراسات المستقلة لم تجد فائدة تُذكر.

تحذيرات طبية من مكملات الكولاجين وكريمات البشرة

حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب الجلدية من أن فعالية المكملات “غير موثوقة”، فيما أكدت عيادة مايو كلينك عدم وجود دليل قوي على فعاليتها. كما أن جزيئات الكولاجين أكبر من أن تخترق الجلد، ما يجعل الكريمات الموضعية محدودة الأثر.

أفادت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن مكملات الكولاجين لا تخضع لمعايير الأدوية. وقد أصدرت الوكالة الفلبينية تحذيرات بشأن منتجات غير مسجلة، مشيرة إلى خطر غياب الجودة.

أظهر ConsumerLab وجود معادن ثقيلة في بعض المكملات، مثل الكادميوم والزرنيخ. وأكدت دراسة أخرى أن 64% من المنتجات تحتوي على عناصر قد تكون سامة.

مكملات الكولاجين: نتائج واعدة ولكن محدودة

رغم التحديات، كشفت مراجعة لـ26 تجربة في مجلة PMC (2023) تحسناً في ترطيب ومرونة البشرة. لكن جامعة هارفارد حذرت من محدودية الدراسات البشرية، حيث أن معظمها قصير الأجل وصغير النطاق.

رُصدت آثار جانبية منها اضطرابات هضمية وحصى كلى، إضافة إلى حساسية عند البعض تجاه الكولاجين البحري. كما أن 17% من المكملات تفتقر لتحذيرات واضحة على العبوة.

البدائل الآمنة والفعالة

رغم إعلان منظمة الصحة العالمية أن الكولاجين آمن، رفضت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية الاعتراف بفعاليته لصحة المفاصل، لعدم توفر أدلة كافية.

يوصي الخبراء باستخدام الريتينويد الموضعي والحماية من الشمس كمحفزات طبيعية لإنتاج الكولاجين. وتوصي كليفلاند كلينك بالتركيز على نظام غذائي غني بمرق العظام والدجاج والأسماك كبديل آمن للمكملات.

تؤكد الأدلة أن مزاعم شركات التجميل تفوق ما تثبته الأبحاث. وبينما توجد إشارات إلى بعض الفوائد، تبقى الحاجة قائمة لأبحاث مستقلة وشاملة تدعم هذه الادعاءات علمياً.