صيحات التجميل لربيع وصيف 2026 تشهد تحولاً واضحاً نحو أسلوب أكثر نعومة وذكاءً، يعتمد على التفاصيل الدقيقة والجمال الطبيعي، بعيداً عن المبالغة والطبقات الكثيفة. هذا الاتجاه يعكس رغبة متزايدة في مظهر يبدو مقصوداً دون أن يبدو مصطنعاً.
وفقاً لما رصدناه في العديد من عروض الأزياء العالمية لربيع وصيف 2026 في نيويورك ولندن وميلانو وباريس، فإن الاتجاه السائد يدور حول ماكياج يعزز الملامح الطبيعية بدلاً من إخفائها.
شفاه بدرجات باردة
تبرز الشفاه ذات الدرجات الباردة كأحد أبرز توجهات الموسم. ففي عرض سيمون روشا ظهرت الشفاه اللامعة المزينة بعبارات وزهور دقيقة، في تجسيد عصري للشفاه الجريئة.
وفي ميلانو، اعتمد مصمم الأزياء توم فورد على درجات التوت العميقة اللامعة، بينما ظهرت في عروض أخرى درجات الوردي الفقاعي المطفي كتصريح عصري وغير متوقع. يؤكد خبراء التجميل أن هذه الدرجات الباردة تضفي حدة على الملامح دون الحاجة لماكياج ثقيل.
أما الماكياج الأحادي اللون، فقد أصبح خياراً مفضلاً لعام 2026، حيث يتم توحيد لون الخدود والشفاه والعيون بدرجة واحدة لخلق مظهر متناسق وعصري. تتراوح الألوان الرائجة بين درجات المرجان والخزامى والبيج الناعم.
لمسة من الأزرق
عاد اللون الأزرق بقوة على منصات عروض الأزياء، حيث قدمت خبيرة الماكياج العالمية بات ماكغراث في عرض آنا سوي ظلال عيون أزرق سماوي وفيروزي ناعم منتشر على الجفون، في تجسيد لرومانسية الستينيات بلمسة حالمة معاصرة. واستخدمت هذه اللمسات الزرقاء أيضاً في عروض غابرييلا هيرست، مما يؤكد عودة هذا اللون كخيار جريء ولكن قابل للارتداء.
من ناحية أخرى، شهد الآيلاينر النظيف عودة قوية، مع خطوط دقيقة ومحددة تمنح العين وضوحاً دون ثقل. ظهر هذا الأسلوب في عروض ألكسندر وانغ وكريستيان كوان، حيث أضافت الخطوط السميكة المعمارية “أنوثة ذات حواف حادة”.
أما الزوايا الداخلية للعين، فقد أصبحت نقطة تركيز مهمة من خلال إضافة لمسة من الإضاءة اللامعة أو الكروم، لتفتيح العين وإضفاء بُعد دون مبالغة. استخدمت هذه التقنية في عروض فيرساتشي وأرماني، حيث تحولت لمسة بسيطة من اللمعان الفضي أو الشامبانيا إلى تفصيل مضيء يعيد تعريف الوجه بأكمله.
الماكياج القوطي الناعم
تكتسب الشفاه المطموسة شعبية متزايدة كبديل أكثر نعومة للشفاه المحددة بدقة. يعتمد هذا الأسلوب على تطبيق اللون بالإصبع أو قطعة قطن بدلاً من الفرشاة، لخلق حواف ضبابية وناعمة تبدو كأنها طُبقت منذ ساعات لكنها لا تزال مثالية. ويفضل استخدام ملونات الشفاه المرطبة بدلاً من أحمر الشفاه اللامع للحصول على هذا التأثير المريح.
أما “الماكياج القوطي الناعم”، فقد عاد بقوة كنسخة عصرية من الأسلوب القوطي الكلاسيكي. يعتمد على ظلال عيون دخانية وبشرة محايدة وشفاه داكنة، لكن بشكل أنعم وأقل حدة. تصفه خبيرة الماكياج يامين جروفر بأنه “يناسب تماماً المزاج الحالي” بعد سنوات من البشرة المتوهجة والخدود الوردية. ظهر هذا الاتجاه في عرض شياباريللي للأزياء الراقية، حيث قدمت بات ماكغراث شفاهاً سوداء لامعة وعيوناً مدخنة بخفة وبشرة منحوتة بشكل دقيق.
بشرة ساتان
تشهد البشرة تحولاً من اللمعان الزجاجي إلى لمسة نهائية أكثر نعومة ومخملية تُعرف بـ”بشرة الساتان“. يقول خبراء الماكياج إن هذا الأسلوب يوفر توهجاً طبيعياً دون لمعان زائد، مما يجعله مثالياً للتصوير الفوتوغرافي والحياة اليومية. تُستخدم المرطبات الغنية والأساسات الخفيفة لتحقيق هذا المظهر الناعم.
وتعود تقنية “الرسم التحتي” بقوة، وهي طريقة يتم فيها تطبيق الكونتور والبلاشر والإضاءة قبل كريم الأساس بدلاً من فوقه. استخدمت هذه التقنية لعقود من قبل فنانين محترفين مثل كيفن أوكوين، وقد أعادت خبيرة الماكياج ماري فيليبس تقديمها للجمهور العام، حيث تقول إنها “خطوة أساسية تخلق بنية الوجه قبل وضع بقية الماكياج”.
تعمل هذه الطريقة على إنشاء عمق ولون يبدوان وكأنهما ينبعان من داخل البشرة بدلاً من الجلوس فوقها. وهي مفيدة بشكل خاص للبشرة الناضجة لأنها تضيف تحديداً خفياً وتوهجاً دون التركيز على الخطوط الدقيقة.
بلاشر التوت الناعم
يكتسب البلاشر بدرجات التوت الناعم شعبية كبديل للوردي الزاهي، حيث يضفي لمسة من اللون الدافئ دون حدة. يمزج هذا اللون بين الموف والتوت لخلق توهج طبيعي يناسب معظم درجات البشرة.
أما الجفون اللامعة دون بريق، فهي أسلوب يعتمد على اللمعان الشفاف أو ظلال العيون الكريمية اللامعة بدلاً من الجليتر التقليدي. يخلق هذا تأثيراً راقياً وعصرياً يناسب المظهر اليومي والمناسبات الخاصة. يمكن تحقيق هذا المظهر باستخدام جلوس شفاف أو ظلال عيون كريمية لامعة تُطبق بالإصبع.
آيلاينر بني مدخن
تتجه الحواجب نحو مظهر طبيعي أكثر وأقل امتلاءً، مع التركيز على الشكل الطبيعي بدلاً من الحواجب الكثيفة المحددة بدقة. يوضح خبراء التجميل أن هذا الأسلوب “يقل عن الدراما ويركز أكثر على التناسق الناعم”. وظهرت أيضاً حواجب مبيضة بالكامل في عروض أزياء متعددة، مما يعكس رغبة في التجريب والأسلوب الطليعي.
يحل الآيلاينر البني المدخن محل الأسود التقليدي، حيث يمنح العين عمقاً دون التباين الحاد. في عرض فيكتوريا بيكهام لربيع/صيف 2026، استخدمت خبيرة الماكياج لوسيا بيكا قلم كحل بني لخلق مظهر آيلاينر “معيش” يبدو ناعماً وطبيعياً. يُطبق هذا الأسلوب بتحديد خط الرموش بقلم جل بني ثم دمجه للخارج لإنشاء تأثير دخاني خفيف.
