وجّهت الممثلة البريطانية كيت وينسلت، 50 عاماً، انتقادات حادة لانتشار عمليات التجميل وأدوية إنقاص الوزن في هوليوود والمجتمع عموماً، واصفةً الظاهرة بأنها “مرعبة ومدمّرة”. وأعربت النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار عن قلقها العميق إزاء ارتباط تقدير الذات بالمظهر الخارجي فقط، معتبرةً ذلك أمراً مخيفاً.
ظاهرة التشابه والفقدان الحقيقي للجمال
في مقابلة مع صحيفة The Sunday Times نُشرت في 6 ديسمبر 2025، أعربت وينسلت عن قلقها من أن حقن التجميل مثل البوتوكس والفيلر تجعل النساء يبدون متشابهات، وهو ما وصفته بأنه “مرعب ومروّع”. وأشارت الممثلة إلى أن انتشار هذه الحقن يؤدي إلى تجريد النساء من فرادتهن وتحويلهن إلى نسخ متماثلة تسعى وراء فكرة مشوهة عن الكمال.
أكدت وينسلت أن الجيل الحالي من الشابات فقد مفهوم الجمال الحقيقي، قائلة: “بعض أجمل النساء اللاتي أعرفهن تجاوزن السبعين عاماً، وما يحزنني هو أن الشابات لا يملكن أي تصوّر عما يعنيه الجمال الحقيقي”. وأضافت أن إحدى الأشياء المفضلة لديها مع التقدم في العمر هي رؤية كيف تتغير أيدينا، قائلة: “هذه هي الحياة، في أيدينا”.
انتقاد أدوية إنقاص الوزن والإقبال عليها
انتقدت وينسلت بشدة الاعتماد المتزايد على أدوية إنقاص الوزن مثل Ozempic وWegovyالتي تنتمي إلى فئة منبهات مستقبلات GLP-1، والتي صُممت في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وقالت: “الكثير من الأشخاص يستخدمون أدوية إنقاص الوزن… البعض يتخذون خيارات ليكونوا أنفسهم، بينما يفعل آخرون كل ما بوسعهم لكي لا يكونوا أنفسهم. وهل يعرفون ما يضعونه في أجسامهم؟ إن التجاهل للصحة أمر مرعب. إنه فوضى مطلقة”.
وأضافت أن هذه الظاهرة تعكس خللاً في فهم الذات، معربةً عن قلقها من أن الأشخاص لا يدركون العواقب الصحية طويلة المدى لاستخدام هذه الأدوية خارج الإشراف الطبي. وقد حذّر الأطباء من أن الآثار الجانبية يمكن أن تشمل الغثيان والقيء واضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الكتلة العضلية ونقص التغذية، وفي بعض الحالات الاعتماد النفسي.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشويه معايير الجمال
حمّلت وينسلت وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية كبيرة عن تفاقم الضغوط المتعلقة بالمظهر. وقالت: “لا أحد يستمع لأنهم أصبحوا مهووسين بمطاردة فكرة الكمال للحصول على المزيد من الإعجابات على إنستغرام. هذا يزعجني كثيراً. ما هي فكرة الكمال التي يطمح إليها الناس؟ أنا ألوم وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الصحة النفسية”.
واستشهدت بمثال عن امرأة شابة رأتها في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC عن حادث سيارة، حيث “بدت مثل رسم كاريكاتوري” بسبب كثرة التعديلات التجميلية. وقالت: “لا يمكنك فعلياً معرفة كيف يبدو ذلك الشخص – من الحواجب إلى الفم إلى الرموش إلى الشعر، تلك الشابة خائفة من أن تكون نفسها”.
رفض وينسلت لعمليات التجميل
أكدت وينسلت مجدداً أنها لم تخضع لأي إجراء تجميلي، قائلة: “لم أضع أي شيء في وجهي”. وخلال المقابلة، قامت بتجعيد وجهها لإظهار تجاعيدها كدليل على أنها لم تستخدم البوتوكس أو الفيلر. وقد عبّرت منذ عام 2011 عن موقفها الراسخ ضد الجراحة التجميلية، قائلة آنذاك: “إنها تتعارض مع مبادئي الأخلاقية، والطريقة التي ربّاني بها والداي، وما أعتبره جمالاً طبيعياً. لن أستسلم أبداً. أنا ممثلة؛ لا أريد تجميد تعبيرات وجهي”.
وفي عام 2024، قالت لمجلة Harper’s Bazaar UK: “النساء يصبحن أكثر جمالاً مع تقدمهن في السن، بالتأكيد، لأن وجوهنا تصبح جزءاً أكبر من هويتنا… تجلس بشكل أفضل على بنية عظامنا، ولديها المزيد من الحياة والتاريخ. الأشياء التي أجدها جميلة بشكل لا يصدق هي التجاعيد حول العينين وظهر اليدين”.




