تُعد قرية السماحة في أسوان نموذجًا فريدًا من نوعه لتمكين المرأة المصرية، إذ تأسست عام 1998 ضمن مشروع «وادي الصعايدة» بهدف دعم النساء المعيلات وتوفير بيئة مستقلة لهن.
قرية السماحة في أسوان… تجربة غير مسبوقة في تمكين المرأة
تقع قرية السماحة في أسوان على بُعد نحو 120 كيلومتراً من المدينة، بالقرب من مركز إدفو على الضفة الغربية لنهر النيل. وتمنح كل سيدة معيلة منزلاً وقسيمة أرض زراعية، مع التركيز على الأرامل والمطلقات وغير القادرات على توفير دخل مستقر.
قرية السماحة في أسوان تضم أكثر من ألفي سيدة
يقطن القرية اليوم أكثر من ألفي سيدة وفتاة ينتمين إلى 313 أسرة نسائية، يعملن في مجالات الزراعة وتربية المواشي والدواجن، ضمن بيئة خالية تمامًا من الرجال. وتحظر اللوائح دخول الذكور أو الزواج داخل القرية، حيث يُعد ذلك شرطًا للبقاء فيها.
وأكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن تطوير القرية يندرج ضمن مبادرة «حياة كريمة» لتوفير الخدمات والبنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء، ورصف طريق المدخل الرئيسي بطول 20 كيلومتراً، إضافة إلى إنشاء مدرسة تضم 15 فصلاً، وتبطين الترع، وبناء كوبري يخدم المنطقة.
كما وفرت الدولة خدمات طبية من خلال قوافل دورية تقدم الأمصال والعلاجات، إضافة إلى سيارة متنقلة تابعة للسجل المدني تساعد النساء في تجديد البطاقات واستخراج شهادات الميلاد. وأُعلن عن قرب توصيل الغاز الطبيعي لتيسير الحياة اليومية داخل القرية.
على الصعيد الاقتصادي، تنفذ محافظة أسوان برامج تمكين متعددة تشمل التثقيف الصحي والاجتماعي، وزيادة فرص الدخل. وأوضحت الدكتورة مرفت السمان، رئيس وحدة السكان بالمحافظة، أن النساء يحصلن على قروض ميسرة بفترة سماح وبدون فوائد لدعم مشروعات صغيرة من داخل منازلهن.
تُعد قرية السماحة في أسوان مثالًا حيًا على نجاح تجربة التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، حيث تُمنح النساء فرصة لبناء حياة مستقلة وآمنة بعيدًا عن التحديات المجتمعية، في مجتمع نسائي متكامل يسوده التعاون والكفاح من أجل مستقبل أفضل.