أعلنت فيكتوريا سيكريت رسمياً عودة عرض الأزياء السنوي الشهير إلى مدينة نيويورك في 14 أكتوبر 2025، مبتعدة عن النهج التقليدي للكشف المسبق عن تفاصيل العرض. أكدت الشركة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عودة العرض الأيقوني للعام الثاني على التوالي. جاء الإعلان من خلال فيديو تشويقي يظهر ثلاث عارضات يؤكدن “الأضواء، الكاميرا، الملائكة”.
تبنت فيكتوريا سيكريت استراتيجية تسويقية جديدة للعرض المقبل تعتمد على الكتمان التام. وفقاً للمعلومات المتاحة، قررت الشركة الحفاظ على السرية الكاملة حول التفاصيل، خلافاً للنهج السابق الذي كان يشمل الكشف المبكر عن تفاصيل القطع المعروضة والمطربين المشاركين وتحضيرات العرض. هذا التوجه الجديد يمثل تحولاً جذرياً عن الممارسة المعتادة للعلامة التجارية التي كانت تشارك معلومات مفصلة قبل بث العرض بفترة طويلة.
عودة ناجحة بعد انقطاع طويل
شهد عام 2024 العودة الرسمية لعرض فيكتوريا سيكريت بعد انقطاع دام ست سنوات، حيث أقيم العرض في 15 أكتوبر في “دوغال غرين هاوس” بمنطقة بروكلين نيفي يارد في نيويورك. العرض العائد حقق مشاهدات بلغت 2.83 مليون مرة، وإن كانت هذه الأرقام لا تزال أقل من ذروة العروض السابقة التي كانت تجذب عشرة ملايين مشاهد.
تميز عرض 2024 بمشاركة مزيج من عارضات فيكتوريا سيكريت الأصليات مثل أدريانا ليما وتايرا بانكس وأليساندرا أمبروسيو، إلى جانب جيل جديد من العارضات بما في ذلك أليكس كونساني وفالنتينا سامبايو اللتين تعتبران أول عارضتين متحولتين جنسياً في تاريخ عروض فيكتوريا سيكريت. شمل العرض أيضاً عارضات بأحجام مختلفة مثل آشلي غراهام وبالوما إلسيسر، في إطار توجه الشركة نحو التنوع والشمولية.
تطورات في الهوية التجارية والاستراتيجية
شهدت فيكتوريا سيكريت تحولاً جذرياً في استراتيجيتها التسويقية خلال السنوات الأخيرة، حيث ابتعدت عن الصورة النمطية “المثيرة أولاً” التي واجهت انتقادات واسعة في عصر حركة “#MeToo”. تبنت الشركة نهجاً جديداً يركز على التنوع والشمولية، مما يعكس القيم المعاصرة لجمهورها المستهدف.
وفقاً للبيانات المالية، حققت الشركة إيرادات صافية بلغت 1.353 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2025، مسجلة نمواً طفيفاً مقارنة بعام 2023. رغم هذا التحسن، تواجه فيكتوريا سيكريت منافسة شديدة من علامات تجارية جديدة مثل “سكيمز” للنجمة كيم كارداشيان، مما ساهم في خسارة حصتها السوقية.
إدارة إبداعية جديدة وتحديات مستقبلية
عينت فيكتوريا سيكريت في أبريل 2025 آدم سيلمان كنائب أول للرئيس ومدير إبداعي تنفيذي، وهو مصمم أزياء معروف بعمله مع علامة “سافاج إكس فنتي” التي تركز على الشمولية. سيلمان، الذي بدأ مسيرته المهنية تحت إشراف زالدي غوكو مبتكر أجنحة الملائكة الأصلية، سيقود التوجه الإبداعي للعرض المقبل.
من المقرر أن يعرض سيلمان مجموعة أزياء مذهلة في عرض 2025 كأول “مصمم مقيم في الأتيليه” للشركة، وفقاً لمعلومات منشورة على موقع “فايف ستار الدولية”. هذا التعيين يمثل خطوة استراتيجية لإعادة تشكيل هوية العلامة التجارية من خلال خبرة مصمم يحمل رؤية عصرية للجمال الشامل.
تحديات أمنية وتشغيلية
واجهت فيكتوريا سيكريت تحديات تقنية كبيرة في مايو 2025، عندما اضطرت لإغلاق موقعها الإلكتروني مؤقتاً بسبب “حادث أمني” استمر عدة أيام. الحادث، الذي وقع في 24 مايو، لم يؤثر على النتائج المالية للربع الأول من 2025، لكنه أجبر الشركة على تأجيل إعلان نتائجها المالية بسبب عدم قدرة الموظفين على الوصول للأنظمة اللازمة.
رغم هذه التحديات، أعلنت الشركة أن مبيعاتها الصافية للربع الأول بلغت 1.35 مليار دولار، وهو رقم يقترب أو يتجاوز الحد الأعلى للتوقعات المعلنة سابقاً. هذا الأداء المالي الإيجابي يدعم خطط الشركة للاستثمار في عرض 2025 ومبادراتها التسويقية الجديدة.
استراتيجية التسويق الرقمي والنمو على منصات التواصل
حققت فيكتوريا سيكريت نمواً ملحوظاً على منصة إنستغرام خلال الفترة من مارس 2024 إلى مارس 2025، حيث أضافت 2.6 مليون متابع جديد، مما جعلها واحدة من أسرع علامات الأزياء نمواً على المنصة. هذا النجاح يُعزى إلى تحول الشركة نحو المحتوى الأصيل والقصص الشخصية بدلاً من الصور المصقولة تقليدياً.
تبنت الشركة استراتيجية جديدة تركز على المؤثرين المحليين والمدافعين عن إيجابية الجسد بدلاً من الاعتماد على عارضات الأزياء الشهيرات أو المشاهير. هذا التوجه يهدف إلى بناء الثقة مع الجمهور من خلال التركيز على الأشخاص العاديين المرتبطين بقيم الشمولية والأصالة.
يأتي عرض أكتوبر 2025 في سياق إعادة تشكيل هوية فيكتوريا سيكريت لتواكب التطورات المعاصرة في صناعة الأزياء والتسويق، مع الحفاظ على العناصر الجوهرية التي جعلت عروضها ظاهرة ثقافية عالمية. استراتيجية الكتمان الجديدة تهدف إلى خلق حالة من الترقب والإثارة بين الجمهور، مع تعزيز الطابع الحصري للحدث في عصر المعلومات المفتوحة.
