أعلنت شركة فيكتوريا سيكريت رسمياً يوم 29 يوليو الماضي عن عودة عرض الأزياء الأسطوري مرة أخرى في عام 2025. تأتي هذه العودة بعد نحو عام واحد من استئناف العلامة التجارية للعرض في أكتوبر 2024 بعد انقطاع دام ست سنوات.
نشرت العلامة التجارية مقطع فيديو تشويقي عبر حسابها على إنستغرام يظهر عارضات أزياء يضربن على ميكروفون لجذب الانتباه، مرفقاً بالعبارات: “الأضواء، الكاميرا، الملائكة: عرض أزياء فيكتوريا سيكريت 2025 عائد”. وعدت الشركة بالكشف عن المزيد من التفاصيل قريباً عبر تطبيقها الخاص ومنصات التواصل الاجتماعي.
قيادة جديدة وتحول استراتيجي
يأتي الإعلان عن عودة العرض تحت قيادة الرئيسة التنفيذية الجديدة هيلاري سوبر، التي تولت المنصب في سبتمبر 2024 خلفاً لمارتين ووترز. سوبر، التي كانت تشغل منصب الرئيسة التنفيذية لعلامة سافاج إكس فينتي التابعة لريانا، تم تعيينها لقيادة عملية التحول الجذري للعلامة التجارية.
وفي إطار إعادة الهيكلة، عينت الشركة آدم سيلمان كمدير إبداعي تنفيذي في أبريل 2025. سيلمان، الذي عمل سابقاً كمدير التصميم الرئيسي في سافاج إكس فينتي، معروف بتصميمه لأزياء النجوم مثل بيونسيه وكاتي بيري. كما عينت الشركة ثلاثة رؤساء أقسام جدداً: آن ستيفنسون لقسم فيكتوريا سيكريت، وعلي ديلون لقسم بينك، وأيمي كوكوريك لقسم الجمال.
نجاح عودة 2024 يمهد الطريق
شهد عرض أكتوبر 2024 نجاحاً ملحوظاً، حيث حقق 2.6 مليون مشاهد. عاد إلى المنصة نجوم مثل تايرا بانكس، أدريانا ليما، جيجي حديد، وبيلا حديد، إلى جانب عارضات جدد مثل أليكس كونساني وفالنتينا سامبايو. كما ضم العرض أداءات موسيقية من شير، وليزا من فرقة بلاك بينك، والمغنية تايلا.
اختلف عرض 2024 عن النسخ السابقة بتركيزه على التنوع والشمولية. ضم العرض عارضات من مختلف الأعمار والأحجام والخلفيات العرقية، بما في ذلك أشلي جراهام وبالوما إلسيسر كعارضات ذوات أحجام كبيرة، وكيت موس البالغة من العمر 50 عاماً. كما تم استخدام ريش صناعي في الأجنحة بدلاً من الريش الطبيعي بناء على طلب منظمة بيتا لحقوق الحيوان.
من الإلغاء إلى التجديد
كان عرض فيكتوريا سيكريت قد ألغي في نوفمبر 2019 بعد تراجع معدلات المشاهدة وموجة انتقادات حادة. واجهت العلامة التجارية اتهامات بالتمييز وعدم التنوع، خاصة بعد تصريحات مثيرة للجدل من إد رازيك، كبير مسؤولي التسويق آنذاك، حول عدم إدراج عارضات متحولات جنسياً أو ذوات أحجام كبيرة في العرض.
ساهمت فضائح أخرى في تراجع العلامة التجارية، بما في ذلك الكشف عن العلاقة بين ليس ويكسنر، الرئيس التنفيذي السابق للشركة الأم، والمدان جيفري إبستين. تراجعت حصة فيكتوريا سيكريت في السوق من نحو 80% في 2016 إلى 65% في 2019.
منافسة شرسة مع سافاج إكس فينتي
برزت علامة سافاج إكس فينتي التابعة لريانا كمنافس قوي لفيكتوريا سيكريت، خاصة بتركيزها على التنوع والشمولية منذ إطلاقها. حققت سافاج إكس فينتي نمواً بنسبة 200% في المبيعات، بينما تراجعت مبيعات فيكتوريا سيكريت. عرض سافاج إكس فينتي الأول في 2019 تضمن عارضات حوامل ومتحولات جنسياً، مما وضع معايير جديدة لصناعة الملابس الداخلية.
جهود إعادة التأهيل والتحول
منذ 2021، عملت فيكتوريا سيكريت على إعادة تأهيل صورتها من خلال إطلاق مبادرة “فيكتوريا سيكريت كوليكتيف”، التي استبدلت الملائكة التقليديات بسفيرات متنوعات مثل ميجان رابينو وبريانكا تشوبرا. كما استحوذت الشركة على علامة أدور مي في 2023 وأطلقت برنامج ولاء جديد.
في 2023، أنتجت الشركة فيلماً وثائقياً بعنوان “فيكتوريا سيكريت: الجولة 23” على منصة برايم فيديو كخطوة تجريبية نحو العودة الكاملة. حقق هذا العمل نجاحاً محدوداً، لكنه مهد الطريق لعودة العرض التقليدي في 2024.
تحديات مالية وضغوط المستثمرين
رغم النجاح الظاهري لعودة العرض، تواجه فيكتوريا سيكريت تحديات مالية كبيرة. انخفض سعر السهم بنسبة 50% منذ يناير 2025، ويتعرض للضغط من مستثمرين ناشطين مثل بريت بلندي وصندوق بارينغتون كابيتال. يطالب هؤلاء المستثمرون بإعادة هيكلة مجلس الإدارة ويشككون في قدرة هيلاري سوبر على قيادة الشركة.
تبلغ إيرادات الشركة السنوية حالياً 6.23 مليار دولار، بزيادة طفيفة قدرها 1% عن العام السابق، لكنها لا تزال بعيدة عن ذروتها في 2020 عند 11.8 مليار دولار.
نظرة على المستقبل
لم تكشف فيكتوريا سيكريت بعد عن تاريخ محدد لعرض 2025، لكن من المتوقع أن يقام في الخريف كما جرت العادة. ستعتمد الشركة على الخبرة المكتسبة من عرض 2024 لتطوير نسخة محسنة تجمع بين التراث العريق للعلامة التجارية والقيم المعاصرة للتنوع والشمولية.
تسعى فيكتوريا سيكريت من خلال عودة العرض إلى استعادة مكانتها كقائد عالمي في صناعة الملابس الداخلية، خاصة في مواجهة المنافسة الشرسة من علامات جديدة مثل سافاج إكس فينتي وسكيمز. النجاح في هذا التحدي يتطلب توازناً دقيقاً بين الحفاظ على هويتها التجارية المميزة وتلبية توقعات المستهلكين المعاصرين للتنوع والأصالة.
