كاردي بي وغراب حي في وسط أسبوع الأزياء الراقية بباريس: مشهد لا يمكن وصفه بأقل من سرياليّ. خطفت كاردي بي الأنظار عند وصولها إلى عرض شياباريللي للهوت كوتور لخريف وشتاء 2025، حاملةً غرابًا حيًا على ذراعها، مرتديةً فستانًا من المخمل الأسود تتدلى منه أميال من الشراشيب…
دراما تجسدت أمام قصر Petit Palais
بين الأعمدة المذهّبة لقصرPetit Palais الباريسي، بدت كاردي بي وكأنها خرجت من لوحة لإلسا شياباريللي نفسها. الفستان المصمم خصيصًا لها من قبل دانيال روزبيري، المدير الإبداعي للدار، جاء بمزيج من الفخامة والحدة: كتفان نحتيان يحددان تصميم قوي، زخارف من اللؤلؤ تضفي لمسة ملكية، وشراشيب طويلة تنساب كالقصائد.
لكن لم يكن الفستان وحده هو بطل المشهد؛ بل الغراب الحقيقي الذي رافق كاردي، جاثمًا على يدها، يرفرف بجناحيه بتوتر وكأنّه جزء من العرض نفسه. حتى أنها طلبت من المصورين خفض أصواتهم لئلا يُربكوا رفيقها الطائر، في لحظة لاقت تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

أيقونة الأناقة الجديدة؟ أم بطلة المشهد المسرحي؟
كاردي بي، صاحبة الألبوم المنتظر Am I the Drama والذي تتصدر غلافه وهي تمسك بغراب أيضًا بدت وكأنها قررت تجسيد عنوان ألبومها على أرض الواقع. اختارت تسريحة بوب جانبية ملساء، برزت من خلالها أقراطها الضخمة المصنوعة من اللؤلؤ، لتضيف لمسة من فخامة قديمة بنفَسٍ معاصر.
في الداخل، جلست في الصف الأول بجوار دوا ليبا وهانتر شيفر وكارول جي، بينما أخذنا روزبيري في رحلة بصرية بالأبيض والأسود فقط كتيمّة متجذرة في إرث شياباريللي، حيث اللون يصبح تفصيلًا ثانويًا، وتُسلّط الإضاءة على الشكل، الحركة، والرمزية.
سحر شياباريللي: من حذاء القبعة إلى غراب العصر الرقمي
لطالما عُرفت شياباريللي بإرثها الغريب والمبهر: فساتين على شكل جراد البحر، قبعات بأشكال أحذية، وحيوانات مرافقة لم يسبق لها مثيل في عروض الأزياء. ولكن في عرض هذا الموسم، بدا أن روزبيري استحضر ذلك الإرث، ليعيد تقديمه بلغة بصرية جديدة، أكثر تحررًا، بعيدًا عن المشدات المبالغ بها التي طالما انتُقد بسببها.
كاردي بي لم تكن فقط نجمة العرض، بل كانت التجسيد الحي لروح شياباريللي امرأة لا تخشى الغرابة، تتبنى الدراما، وتُحوّل السخرية إلى قوة. وبينما طار الغراب وارتفعت الشراشيب، بدا أن الموضة قد وجدت بطلتها الجديدة.