ظهرتمة الأميركية ميريل ستريب، الحائزة ثلاث جوائز أوسكار، في قلب مانهاتن أمس الأول وهي ترتدي معطفاً بلون الكاكي وتنورة جلدية بنية وتنسقها مع بلوزة أرجوانية وحذاء بكعب متوسط، محافظةً على شعر «ميرندا بريستلي» الأبيض القصير ونظارتها الشمسية الداكنة. جاء الظهور خلال تصوير مشاهد الجزء الثاني المنتظر من فيلم «الشيطان يرتدي برادا» بعد نحو 19 عاماً على صدور الجزء الأول.
عودة ميدانية إلى عالم الموضة
أكّدت مجلة People أنّ التصوير جرى في منطقة ميدتاون بالقرب من مبنى «رانواي» المتخيَّل، وسط إجراءات أمنية مشددة واهتمام متزايد من الجمهور الذي تجمّع لرؤية أيقونة الأناقة وهي تجسّد شخصيتها الحازمة من جديد. كما أشارت Entertainment Weekly إلى أن ستريب حافظت على الأسلوب الصارم ذاته، مع لمسات لونية تظهر تمسك «ميرندا» بتوقيعها الخاص رغم تقلّبات الموضة.
انطلاق التصوير وموعد الطرح
شركة «20th Century Studios» أعلنت عبر حسابها الرسمي في 30 يونيو الماضي بدء التصوير الفعلي، بعد عام كامل من التحضيرات وقراءة السيناريو الذي كتبته ألين بروش ماكينا بالتعاون مع المخرج ديفيد فرانكل. وحدّدت الشركة الأول من مايو 2026 موعداً لطرح الفيلم في دور العرض العالمية، متّخذةً الأسبوع ذاته الذي تشغله عادة أفلام «مارفل» ليعكس ثقتها بجاذبية المشروع.

قصة تتمحور حول أزمة النشر الورقي
تدور الحبكة الجديدة حول محاولة «ميرندا» إنقاذ مجلتها من تراجع الإعلانات الورقية في عصر المنصّات الرقمية، مما يضطرها للتحالف، أو ربما الاشتباك، مع مساعدتها السابقة «إيميلي تشارلتون» التي أصبحت مديرة تنفيذية لمجموعة أزياء فاخرة تملك ميزانيات التسويق التي تحتاجها «رانواي». هذا الصدام بين الزمنين يمنح السرد بُعداً مهنياً يلامس التحديات الراهنة لصناعة الإعلام.
طاقم يعود بنجومه ومعه وجوه جديدة
يضم الجزء الثاني كوكبة أبطاله الأصليين: ميريل ستريب، آن هاثاواي (آندي ساكس)، إميلي بلنت (إيميلي تشارلتون) وستانلي توتشي (نايجل كيبلينغ)، وجميعهم شاركوا بالفعل في المشاهد الأولى بنيويورك. وينضم الممثل البريطاني كينيث براناه لتجسيد دور زوج «ميرندا» الجديد، إضافةً إلى لوسي ليو، جاستن ثيرو، بي. جي. نوفاك، وسيمون آشلي، في أدوار يجري التحفّظ على تفاصيلها حتى الآن.
هاثاواي تروّج بكواليس «السويتَر السيرولي»
نشرت آن هاثاواي عبر «تيك توك» مقطعاً قصيراً وهي ترتدي كنزة بلون «السيروليان» الشهير وتستعد للتصوير، موقّعةً الفيديو بعبارة «Heading to werk #dwp2»، في إشارة ساخرة إلى المشهد الأيقوني الذي شرحت فيه «ميرندا» عراقة ذلك اللون. الخطوة لاقت تفاعلاً واسعاً وأعادت للأذهان تفاصيل الجزء الأول.
لماذا تكرّر «ميرندا» إطلالتها؟
حفاظ ستريب على مظهر الشخصية يعكس رسالة درامية بأن «ميرندا بريستلي» تقف صلبة في وجه تقادم الزمن، رافضة المساومة على هويتها المهنية بينما العالم حولها يتغيّر بسرعة. اختيار التدرجات الترابية والأرجوانية يشير كذلك إلى نضج الشخصية ووعيها بالتوازن بين السلطة والحداثة.
استعدادات إنتاجية مكثفة
تجري عمليات التصوير على مدار ستة أسابيع في مواقع متعددة من مانهاتن وبروكلين، قبل الانتقال إلى استوديوهات مغلقة لاستكمال الديكورات الداخلية لمكاتب «رانواي». فريق الأزياء بقيادة المصمّمة المخضرمة باتريسيا فيلد يعمل على مزج قطع أرشيفية شهيرة مع تصاميم جديدة من بيوت أزياء شريكة لضمان أصالة المشهد.
ترقّب جماهيري وتحدي التوقعات
يغذي ظهور ستريب الأول حماس الجمهور ويزيد الضغط على صنّاع الفيلم لتقديم حبكة تعادل نجاح العمل الأصلي، الذي حصد 326 مليون دولار عالمياً عام 2006. ومع عودة المخرج والكاتبة والفريق التمثيلي ذاته تقريباً، يراهن المنتجون على استثمار الحنين الجماهيري وتقديم رؤية متجددة تناقش تحولات صناعة الإعلام والأزياء معاً.
كلمة أخيرة
يبدو أن «ميرندا بريستلي» عادت بحزمها المعتاد وشغفها بالتفوق، بينما العالم ينتظر بفارغ الصبر ما إذا كانت ستظلّ المتحكمة الوحيدة في «حزام الموضة» أم أن التحديات الرقمية ستفرض واقعاً مختلفاً. ما نعرفه حتى اللحظة أن نيويورك ما زالت مسرحها المفضّل، وأن «هذا كل شيء» لم يعد ختاماً، بل بداية فصل جديد في صدام العروش بين الورق والشاشة.