نمو تاريخي في الموضة السريعة بالشرق الأوسط: هل نحن أمام تحول عالمي؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً في قطاع الموضة السريعة، حيث تتوقع التقارير المتخصصة نمو سوق الأزياء في المنطقة من نحو 89 مليار دولار في عام 2024 إلى أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2025، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 7 في المائة، وفقاً لتقرير “بيزنيس أوف فاشن” المتخصص. وتقود كل من المملكة…

فريق التحرير
فريق التحرير
نمو تاريخي في الموضة السريعة بالشرق الأوسط: هل نحن أمام تحول عالمي؟

ملخص المقال

إنتاج AI

يشهد قطاع الموضة السريعة في الشرق الأوسط نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. من المتوقع أن ينمو السوق من 89 مليار دولار في عام 2024 إلى أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2025، مع استثمارات متزايدة وتأثير قوي للمستهلكين الشباب والتحول الرقمي.

النقاط الأساسية

  • يشهد الشرق الأوسط نموًا في الموضة السريعة، بقيادة السعودية والإمارات.
  • السعودية تتوقع نمو سوق الأزياء إلى 42 مليار دولار بحلول عام 2028.
  • التجارة الرقمية والمستهلك الشاب يدفعان نمو القطاع في المنطقة.

تشهد منطقة الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً في قطاع الموضة السريعة، حيث تتوقع التقارير المتخصصة نمو سوق الأزياء في المنطقة من نحو 89 مليار دولار في عام 2024 إلى أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2025، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 7 في المائة، وفقاً لتقرير “بيزنيس أوف فاشن” المتخصص.

وتقود كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة هذا النمو، حيث تستحوذان معاً على نحو نصف إيرادات صناعة الأزياء في المنطقة. وفي هذا السياق، كشفت هيئة الأزياء السعودية في تقريرها لعام 2024 أن مساهمة قطاع الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ارتفعت إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 1.4 في المائة في العام السابق.

نمو استثنائي في السوق السعودية

حققت المملكة العربية السعودية إنجازات لافتة في هذا القطاع، إذ بلغت قيمة سوق الأزياء نحو 30 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 42 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقاً لتقرير هيئة الأزياء السعودية.

وأوضح بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية، أن “البيانات ضرورية لفهم نمو البلاد في مختلف القطاعات”، مشيراً إلى أن الهيئة ستطلق مركز بيانات يوفر تقرير حالة قطاع الأزياء للجمهور، ويعرض الفرص عبر سلسلة القيمة.

وشهد القطاع في المملكة توظيف 320 ألف شخص خلال عام 2023، بزيادة قدرها 90 ألف وظيفة منذ الفترة بين عامي 2021-2022، مع تمثيل المرأة نسبة 52 في المائة من القوى العاملة في القطاع، وفق التقرير الرسمي.

Advertisement

الإمارات تترسخ كمركز إقليمي

على الصعيد الإماراتي، تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للموضة، حيث بلغت قيمة سوق الأزياء الإماراتي نحو 12 مليار درهم في عام 2022، مع توقعات بنمو سنوي مركب يبلغ 5 في المائة حتى عام 2030، وفقاً لتقرير مشترك صادر عن “بيزنيس أوف فاشن” و”ديزاين ديستريكت دبي”.

وتشير البيانات إلى أن 66 في المائة من المستهلكين المحليين في الإمارات يرون في الأزياء وسيلة للتعبير عن الهوية، مما يعزز الإقبال على العلامات التجارية العالمية والإقليمية. كما بلغت قيمة سوق الأزياء عبر الإنترنت في الإمارات 4.5 مليار دولار في نهاية عام 2022، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9 في المائة بين عامي 2023 و2027.

ثورة رقمية تقود التغيير

يشكل التحول الرقمي عاملاً محورياً في نمو قطاع الموضة السريعة بالمنطقة. ففي السعودية، وصلت نسبة انتشار الإنترنت إلى 99 في المائة، بينما تصدرت مبيعات الملابس والأحذية قائمة المشتريات الإلكترونية بنسبة 90 في المائة، وفقاً لبيانات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية.

وأظهرت استطلاع لصحيفة “الاقتصادية” السعودية أن 70 في المائة من المستهلكين يفضلون التسوق عبر التطبيقات الإلكترونية مثل “شي إن” و”أسوس” و”نمشي” و”نون”، مقابل 30 في المائة يفضلون زيارة المتاجر الفعلية.

Advertisement

وفي الإمارات، وصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية إلى 96 في المائة من السكان، مما جعل التجارة عبر الهواتف المحمولة محركاً أساسياً لنمو التجارة الإلكترونية، بحسب تقرير شركة مايرسك للشحن.

المستهلك الشاب يقود الطلب

يلعب المستهلك الشاب دوراً محورياً في نمو قطاع الموضة السريعة بالمنطقة. ففي السعودية، يبلغ متوسط أعمار نحو 44 في المائة من السكان دون سن الثلاثين، وهؤلاء يشكلون المحرك الرئيسي لقطاع الموضة، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

وتشهد العلامات التجارية العالمية للموضة السريعة مثل “زارا” و”إتش أند إم” و”شي إن” توسعاً كبيراً في المنطقة لتلبية هذا الطلب المتزايد. حيث تشير التقارير إلى أن 20 في المائة من إجمالي مبيعات التجزئة في دولة الإمارات تأتي من علامات الموضة السريعة.

استثمارات متنامية وفرص واعدة

تشهد المنطقة استثمارات متنامية في قطاع الأزياء والموضة. فقد بلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية المباشرة في السعودية نحو 30 مليار دولار، وفقاً لوزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين في هذا القطاع وغيره.

Advertisement

وتسعى المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 إلى تطوير قطاع الأزياء كجزء من استراتيجية التنويع الاقتصادي، بينما تركز دولة الإمارات على ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأزياء والتصميم، خاصة في دبي التي تستضيف العديد من فعاليات الموضة الدولية.

تحديات وآفاق مستقبلية

رغم هذا النمو المتسارع، يواجه القطاع تحديات تتعلق بالاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية. إذ تشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن صناعة الموضة مسؤولة عن حوالي 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية.

وفي هذا السياق، تعمل الحكومات في المنطقة على تشجيع ممارسات الاستدامة في القطاع، حيث تدعم السعودية والإمارات المبادرات الرامية إلى تطوير أقمشة مستدامة وتقنيات إنتاج صديقة للبيئة.

ويتوقع الخبراء أن يواصل قطاع الموضة السريعة في الشرق الأوسط نموه المتسارع، مدفوعاً بعوامل متعددة تشمل النمو السكاني، وارتفاع مستويات المعيشة، والتطور التكنولوجي، والاستثمارات الحكومية في البنية التحتية والسياحة. كما تشير التوقعات إلى أن المنطقة ستصبح أحد أهم الأسواق العالمية للموضة السريعة في العقد المقبل.