أكدت دار إيميليو بوتشي أن طبعة «مارمو»، التي ابتكرها المركيز إيميليو بوتشي أواخر أربعينيات القرن الماضي، ستقود مشهد الموضة في صيف 2025، بعد إعادة إحيائها تحت إشراف المديرة الإبداعية الفرنسية-الإيطالية كميل ميشيلي.
أسّس بوتشي علامته عام 1947، واعتمد منذ بداياته على الألوان المتحركة التي استلهمها من أمواج المتوسط؛ وكانت «مارمو» أولى الطبعات التي حوّل بها انكسار الضوء في «غروتا أزورا» بكابري إلى رسومات دوّامية على الحرير. الطبعة أصبحت سريعاً توقيعاً بصرياً يميز الدار عن منافسيها.
كاميل ميشيلي، المعروفة بخبرتها في ديور ولويس فويتون، تولت الإدارة الإبداعية لبوتشي في 2021 بعقد مع مجموعة LVMH، واضعةً استراتيجية تركّز على أزياء العطلات والبيع الفوري. من خلال هذه الرؤية، قرّرت ميشيلي العودة إلى أرشيف الدار، فاختارت «مارمو» لتعكس هوية بوتشي المترفة والمرحة في آن.
العودة الرسمية ظهرت أولاً على مدرج «لا تشيرفارا» المطل على خليج بورتوفينو في الرابع من أبريل 2025، حيث قدّمت الدار عرض ريزورت بعنوان «موجات الضوء» حضره 230 ضيفاً فقط. افتتح العرض بفستان «مارمو» وردي-أسود تلاه سيل من القفاطين والبدلات الخفيفة، لتختتم العارضة نعومي كامبل الأمسية في ثوب طويل مطرّز بخطوط رخامية متلألئة.
التغطية الإعلامية الدولية جاءت سريعة؛ إذ وصفت مجلة «فوغ» النسخة الجديدة من الطبعة بأنها «إعادة تعريف للمرح الإيطالي الأصيل»، بينما اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ «صيف الفتاة-بوتشي» بات شعار المنصّات الاجتماعية، بعد ارتفاع الطلب على القطع المطبوعة بنسبة 111 في المئة لدى منصّة «ذا ريال ريال» وزيادة مبيعات «نت-أ-بورتر» إلى أكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي.
على مستوى التجزئة، أطلقت الدار تشكيلة «مارمو SS25» في متجرها الإلكتروني وحولتها إلى تجربة «اشترِ الآن» مع دفعات شهرية لتلبية الطلب الفوري. التشكيلة تضم فساتين حريرية، وبدلات سباحة غير متناسقة، وحقائب «يومي» المصغّرة المزدانة بتموجات الطبعة، مع إضافة مجوهرات تشبه الوشم المعدني لتكميل الإطلالة.
تقول ميشيلي إن سر نجاح الطبعة المُجدَّدة يكمن في تقليل لوحة الألوان إلى الأسود والأبيض والوردي الصدفي، ما أكسب الخطوط الدوّامية بُعداً معاصراً من دون فقدان إرثها المرح. هذه المقاربة وافقت استراتيجية LVMH الرامية إلى تحويل بوتشي إلى علامة منتج-أسلوب حياة تستهدف المسافرين الباحثين عن أناقة بلا جهد.
يُذكر أن بوتشي يعتزم نقل العرض القادم لخريف 2025 إلى ميكونوس، مع استمرار التركيز على «مارمو» كرمز يسهل التعرف عليه عالمياً، بينما تجهّز الدار لتوسيع الطبعة إلى المفروشات المنزلية والإكسسوارات الرقمية القابلة للارتداء.
بهذه العودة المدروسة، تثبت «مارمو» أنها ليست مجرد طبعة أرشيفية بل لغة بصرية حيّة، قادرة على رواية قصة الفرح الإيطالي لجيل جديد من عشّاق الموضة، واستعادة بريق دار تأسست على فكرة أن الألوان قد تكون جواز سفر نحو حياة أخف وأجمل.