رامي العلي أول مصمم سوري يقتحم عالم الأزياء الراقية بمجموعة تحوّل التراث إلى فن عالمي

رامي العلي، أول مصمم سوري يشارك في أسبوع باريس للأزياء الراقية، يقدّم مجموعة “حارس النور” المستوحاة من التراث السوري، في إنجاز عالمي يجمع بين الفخامة والإبداع الثقافي.

جينا تادرس
جينا تادرس

رامي العلي، أول مصمم سوري يقتحم عالم الأزياء الراقية، يسجّل إنجازاً تاريخياً بوصوله إلى منصات أسبوع باريس للهوت كوتور، الحدث الأرفع في صناعة الموضة العالمية. بخطوات واثقة ومجموعة تحمل توقيعاً تراثياً بعنوان “حارس النور”، يفتح العلي باباً جديداً أمام الإبداع السوري ليتجاوز الحدود، ويؤكد أن الجمال المتجذّر في الحضارات يمكنه أن يلمع تحت أضواء باريس بكل فخر وأناقة.

في لحظة فارقة للتاريخ الإبداعي السوري، سجّل المصمم رامي العلي اسمه كأول مصمم أزياء سوري يُعرض في أسبوع باريس للأزياء الراقية (الهوت كوتور)، أرفع منصة عالمية للموضة والفن. إنجاز استثنائي لا يمثل فقط ذروة مشوار مهني بدأ منذ أكثر من عقدين، بل أيضاً لحظة فخر لكل سوري بل وعربي يتطلع لمستقبل يحمل الأمل والنور..

من دير الزور إلى منصات النخبة في باريس

وُلد رامي العلي في مدينة دير الزور، وتفتحت موهبته منذ الطفولة بين خطوط ورسومات والده المعماري. بعد دراسته في دمشق، انتقل إلى دبي باحثاً عن فرصة في عالم الموضة، حيث بدأ العمل مع علامات إقليمية قبل أن يؤسس علامته الخاصة عام 2001. من هناك، بدأ في بناء قاعدة جماهيرية في الشرق الأوسط، ثم لاحقًا في أوروبا، عبر عروض أقامها في باريس منذ عام 2012 خارج تقويم أسبوع الموضة الرسمي. لكن دعوة هذا العام من اتحاد الأزياء الراقية الفرنسي جاءت لتُكرّس اسمه بين صفوة المصممين العالميين، وتضعه في مصاف الكبار على خشبة العرض الباريسية المرموقة.

تراث سوري ينبض بالأناقة

ما يميز إبداعات رامي العلي ليس فقط تفوقها التقني أو فخامتها، بل قدرتها على نقل التراث السوري إلى العالمية بلغة بصرية معاصرة. مجموعته الجديدة، التي تحمل عنوان “حارس النور”، تجسّد عناصر جمالية مستوحاة من دمشق وحلب وتدمر، وتستخدم تقنيات حرفية دقيقة مستمدة من الحرف التقليدية السورية. أحد الفساتين استغرق أكثر من 300 ساعة عمل يدوية، باستخدام الكريب الأبيض المنحوت والمطرز بأسلوب نحتي فريد. كما قدم فستاناً أسود بلمسات معمارية، زيّنه بتطريزات على طبقة علوية منحنية تحيط بالظهر، بشكل يبرز جمال الأكتاف ويمنح silhouette أنيقاً وجريئاً. وفي إطلالة أخرى نقاطعت الأشرطة المزينة بالكريستال على ظهر العارضة.

رامي العلي: رمز الإبداع العربي العالمي

وجود رامي العلي في أسبوع باريس للهوت كوتور لا يُعد فقط انتصاراً شخصياً، بل يمثل صوتاً جديداً للشرق في قلب الموضة العالمية. إنه يثبت أن الإبداع الحقيقي لا تحده الجغرافيا ولا السياسة، وأن الجمال المستوحى من التاريخ والثقافة قادر على التألق في أرفع المحافل.

حين يلتقي النحت بالحرفة السورية

في عرضه الأول ضمن أسبوع باريس للهوت كوتور، قدّم رامي العلي مجموعة تفيض بالتفاصيل النحتية واللمسات الحرفية الراقية، تفاصيل تقنية عالية تعكس فهماً عميقاً للهوت كوتور وروحاً معاصرة في آنٍ معاً. من أبرز التصاميم فستان سهرة باللون الذهبي، بدا وكأنه نُسج بالكامل من خيوط ذهبية سميكة، بتفاصيل ناعمة تبدأ بياقة عميقة وصدرٍ مشكّل بعناية. وتنساب منه الخيوط من الخصر إلى الأسفل على هيئة شراشيب ذهبية تخطف الأنظار.

إطلالة العروس

جاءت إطلالة العروس في عرض رامي العلي كمسك الختام للمجموعة، حاملةً توقيعاً أنيقاً يدمج بين الفخامة والرقي الكلاسيكي. الفستان صُمم بقصة طويلة وانسيابية تلامس الأرض، على هيئة ميرميد ناعمة تتسع تدريجياً من الركبتين حتى الذيل، ومُزجت فيه تفاصيل حرفية عالية. جاء مزيناً بالكامل بتطريزات بارزة من الخرز والشك اللامع الذي يتوزع بتناغم على كامل القماش، مضيفاً بعداً ضوئياً ساحراً. أما الطرحة الطويلة، فنسجت من التول الشفاف المزين بنقاط ناعمة لامعة، لتمنح العروس هالة ضوئية كأنها تمشي وسط غلالة من النور. تصميم يجمع بين الرقي الملكي واللمسة الشرق أوسطية الفاخرة التي تميز أسلوب العلي.

إطلالات من عرض الأزياء الراقية لرامي العلي لموسم خريف وشتاء 2025