من ميلانو إلى قطر: كيرينغ تطرق أبواب الخليج لإنقاذ غوتشي

كيرينغ تطرق أبواب الخليج لإنقاذ غوتشي وتبحث بيع مبنى فاخر في ميلانو مقابل نحو 1.3 مليار يورو ضمن خطة لخفض ديونها التي تجاوزت 10 مليارات يورو

فريق التحرير
فريق التحرير
من ميلانو إلى قطر؟ كيرينغ تطرق أبواب الخليج لإنقاذ غوتشي

ملخص المقال

إنتاج AI

تجري مجموعة كيرينغ محادثات لبيع مبنى في ميلانو لتقليل ديونها المتزايدة، والتي تفاقمت بعد سلسلة من الاستحواذات المكلفة والاستثمارات العقارية، في ظل تباطؤ قطاع السلع الفاخرة وتراجع مبيعات علامتها التجارية غوتشي.

النقاط الأساسية

  • كيرينغ تناقش بيع مبنى في ميلانو لخفض ديونها المتزايدة.
  • المبنى يقع في شارع فيا مونتي نابوليوني، واشترته كيرينغ بـ 1.3 مليار يورو.
  • غوتشي تواجه تراجعًا في المبيعات، وكيرينغ تسعى لتقليل اعتمادها عليها.

كيرينغ تطرق أبواب الخليج لإنقاذ غوتشي.. تجري مجموعة كيرينغ الفرنسية مالكة دار غوتشي محادثات مع عضو من الأسرة الحاكمة القطرية لبيع مبنى في شارع التسوق الأبرز في ميلانو، وفقاً لما أوردته صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية.

تأتي هذه الصفقة المحتملة في إطار سعي المجموعة الفرنسية للحد من أعباء ديونها التي تفاقمت لتتجاوز 10 مليارات يورو في عام 2024. ارتفعت الديون الصافية لكيرينغ إلى 10.5 مليار يورو بنهاية عام 2024، مقارنة بمستوى قريب من الصفر في عام 2021.

تفاصيل المبنى والصفقة المحتملة

يقع المبنى محل النقاش في شارع فيا مونتي نابوليوني رقم 8، أحد أغلى شوارع التسوق في العالم. اشترت كيرينغ هذا العقار التاريخي الذي يعود للقرن الثامن عشر من شركة بلاكستون مقابل 1.3 مليار يورو في أبريل من العام الماضي.

يمتد المبنى على خمسة طوابق بمساحة إجمالية تبلغ 11,800 متر مربع، ويضم أكثر من 5,000 متر مربع من المساحات التجارية. يحتوي العقار على متاجر لعلامات تجارية فاخرة منها برادا وسان لوران، إضافة إلى مقهى كوفا الميلاني التاريخي.

تشير تقارير صحيفة كورييري ديلا سيرا إلى أن كيرينغ تدرس بيع حصة أغلبية في الشركة التي تملك المبنى، مع “تقييم مماثل” لسعر الشراء الأصلي. المشتري المحتمل هو جهة مرتبطة برئيس الوزراء القطري السابق وملياردير العقارات حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

Advertisement

موقف الأطراف من الصفقة

رفضت كيرينغ التعليق على التقارير المنشورة حول هذه المحادثات. كما لم يتسن الوصول إلى حمد بن جاسم آل ثاني للحصول على تعليق منه.

في السياق ذاته، نفت هيئة الاستثمار القطرية في أبريل الماضي أي اهتمام بشراء العقار، وذلك عندما أوردت كورييري ديلا سيرا أولى التقارير حول احتمالية إبرام صفقة قطرية مع كيرينغ. أكد متحدث باسم هيئة الاستثمار القطرية لوكالة رويترز أن “الهيئة نفت أي نية للاستحواذ على العقار”.

الأعباء المالية لكيرينغ

تواجه كيرينغ ضغوطاً مالية متزايدة نتيجة سلسلة من الاستحواذات المكلفة التي شملت شراء حصة 30% في دار فالنتينو مقابل 1.9 مليار دولار وشركة العطور كريد مقابل 3.5 مليار يورو. استثمرت المجموعة حوالي 4 مليارات يورو في عقارات فاخرة خلال عامين، شملت مواقع في الجادة الخامسة في نيويورك وشوارع التسوق المرموقة في ميلانو وباريس.

انخفضت التدفقات النقدية الحرة لكيرينغ بنسبة 30% تقريباً في عام 2024 لتصل إلى 1.4 مليار يورو. تسعى المجموعة لجمع ملياري يورو أو أكثر خلال العامين المقبلين من خلال معاملات عقارية.

Advertisement

تحديات العلامة التجارية الرئيسية

تشهد غوتشي، العلامة التجارية الأبرز لكيرينغ، تراجعاً في المبيعات حيث انخفضت إيراداتها بنسبة 26% في النصف الأول من عام 2025. تمثل غوتشي التحدي الأكبر أمام المجموعة التي تحاول تنويع محفظتها وتقليل اعتمادها على هذه العلامة.

قيادة جديدة

عيّنت كيرينغ لوكا دي ميو الرئيس التنفيذي السابق لشركة رينو ليتولى منصب الرئيس التنفيذي اعتباراً من 15 سبتمبر 2025. سيتولى دي ميو قيادة المجموعة في وقت حرج تواجه فيه ضغوطاً لخفض الديون وإنعاش المبيعات المتراجعة.

يأتي تعيين دي ميو ضمن إعادة هيكلة الحوكمة في كيرينغ، حيث سيفصل منصب الرئيس التنفيذي عن منصب رئيس مجلس الإدارة الذي سيحتفظ به فرانسوا هنري بينو.

استراتيجية تخفيض الديون

Advertisement

تسعى كيرينغ لتطبيق استراتيجية شاملة لتقليل أعباء الديون من خلال بيع حصص في عقاراتها المميزة مع الاحتفاظ بحصص أقلية استراتيجية. في يناير 2025، أبرمت المجموعة صفقة مع شركة أرديان الفرنسية للأسهم الخاصة حيث باعت حصة 60% في ثلاثة عقارات باريسية مقابل 837 مليون يورو.

تشير التقارير إلى أن نسبة الرافعة المالية المعدلة لكيرينغ وصلت إلى 3.8 ضعف أرباحها في نهاية عام 2024. توقع محللون من بنك يو بي إس أن ترتفع هذه النسبة إلى 4.1 ضعف بحلول نهاية عام 2025، وهو المستوى الذي قد يؤدي لخفض التصنيف الائتماني.

السياق الاقتصادي

تأتي هذه التطورات في ظل تباطؤ قطاع السلع الفاخرة عالمياً، حيث تواجه شركات كبرى مثل إل في إم إتش وزيغنا وفيراغامو تراجعاً في الأرباح. انخفضت أسهم كيرينغ بنسبة 60% خلال العامين الماضيين قبل أن تتعافى جزئياً بنسبة 24% عقب الإعلان عن تعيين دي ميو.

تواجه المجموعة أيضاً التزامات مالية إضافية محتملة، حيث قد تضطر لشراء الحصة المتبقية في فالنتينو بحلول مايو 2026 مقابل 4 مليارات يورو إضافية، اعتماداً على أداء الدار الإيطالية.

تمثل محادثات بيع المبنى في ميلانو خطوة استراتيجية ضمن جهود كيرينغ الأوسع لإعادة هيكلة ديونها وتعزيز مرونتها المالية في مواجهة التحديات الراهنة في قطاع السلع الفاخرة.

Advertisement