تتصدر النفايات الإلكترونية قائمة أسرع سلال النفايات نموّاً في العالم، إذ بلغ حجمها 62 مليون طن عام 2022، بزيادة 82% عن 2010، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 82 مليون طن بحلول 2030، حسب تقرير «مراقب النفايات الإلكترونية العالمي 2024» الصادر عن معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث وبرنامج SCYCLE.
ذهب في جيبك دون أن تدري
تحتوي الهواتف الذكية على نحو 7 إلى 34 ملليغراماً من الذهب في المتوسط، وفق موقع APMEX المتخصص في المعادن الثمينة. وعلى الرغم من هذه الكمية الضئيلة، فإنها تصبح ثمينة عند تراكمها: فبحسب شركة Umicore البلجيكية، يمكن أن يُستخرج غرام واحد من الذهب من نحو 35 هاتفاً، مقارنة بالغرام الواحد من خام الذهب الذي يحتاج استخراجُه تذويبَ طن واحد من الصخور. ومن هنا ظهرت عبارة «41 هاتفاً للحصول على غرام ذهب»، كما نشرت «بي بي سي».
أهمية الذهب الإلكتروني
تأتي أهمية الذهب الإلكتروني لأسباب عدة. أولاً، يُستخدم في اللوحات الإلكترونية والموصلات لأنه يمتاز بتوصيل كهربائي ممتاز ومقاومة عالية للتآكل. ثانياً، استخراج الذهب من الهواتف يوفر بديلاً صديقاً للبيئة عن التعدين التقليدي الذي يعتمد على استخدام سيانيد الصوديوم والغازات السامة، مما يهدد المياه والهواء والتربة.
طرق استخراج الذهب من الهواتف
تنقسم طرق استعادة الذهب من الهواتف إلى محاور رئيسية:
- التمجيد والتفكيك: تُسحق الهواتف وتُفصل بطارياتها، ثم تُفرم اللوحات الإلكترونية إلى قطع دقيقة.
- العلاج الكيميائي: تعتمد بعض المعامل على حمض الهيدروكلوريك وحمض النتريك لإذابة المعادن الثمينة، مما يتطلب معالجة النفايات الحمضية قبل التخلص منها.
- الترسيب الكهربائي: يُذاب الذهب في محلول مائي بسيانيد الصوديوم أو الثيوكبريتات، ثم يُعاد ترسيبه كهربائياً على أقطاب معدنية.
- التقنيات الصديقة للبيئة: طور باحثو جامعة كورنيل الأمريكية إطاراً عضويًّا ينزع 99.9% من أيونات الذهب دون استخدام السيانيد أو الزئبق.
هدر سنوي بملايين الدولارات
وبحسب وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، يُهدر الأمريكيون نحو 200 مليون دولار من الذهب سنوياً عبر رمي هواتفهم المحمولة في القمامة دون إعادة تدوير.
فرصة بيئية واقتصادية
تُعدّ هذه الثروة الإلكترونية فرصة لدعم الاقتصاد الدائري، حيث يمكن للمصانع والمجوهرات شراء الذهب المعاد تدويره محلياً، ما يقلل الحاجة إلى التعدين ويحمي الموارد الطبيعية.
كما أن استخراج الذهب من الهواتف يوفّر مردوداً اقتصادياً متزايداً مع ارتفاع أسعار المعدن النفيس. وقد بلغت قيمة المعادن القابلة للاسترداد من النفايات الإلكترونية نحو 57 مليار دولار عام 2019، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي.
الخلاصة: منجم في درجك
تمثل الهواتف المهملة «مناجم حضرية» صغيرة تنتظر معالجة محترفة. ومع توفّر تقنيات صديقة للبيئة، يمكن للمستهلكين والمراكز المتخصصة تحويل هاتفك القديم إلى مصدر يدرّ عليك وعلى البيئة أرباحاً حقيقية.
