سجلت جامعة كولومبيا إنجازاً طبياً لافتاً بتحقيق أول حمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي، بعد معاناة زوجين من العقم الذكوري استمرت 19 عاماً. هذا التقدم يعيد الأمل لآلاف الأزواج الذين يعانون من حالات مشابهة.
الابتكار العلمي في نظام STAR
قاد الدكتور زيف ويليامز، مدير مركز الخصوبة في جامعة كولومبيا، فريقاً طبياً طور نظاماً يُدعى “ستار”، اختصاراً لـ “تتبع واستعادة الحيوانات المنوية”. يجمع هذا النظام بين الذكاء الاصطناعي والتصوير عالي الدقة والروبوتات وتقنيات الميكروفلويديك.
أول حمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي من خلال تقنية متقدمة
استُلهم النظام من منهجية فلكية لاكتشاف النجوم، ويعمل عبر تحليل ملايين الصور بدقة غير مسبوقة. استطاع “ستار” اكتشاف 44 حيواناً منوياً خلال ساعة، بعد أن فشلت الفحوصات التقليدية لمدة يومين.
- يعالج حالات “انعدام النطاف” التي تُصيب 1% من الرجال.
- يستخدم رقائق سائلة لتمرير وتحليل العينات الدقيقة.
- يوجه العينة تلقائياً بمجرد اكتشاف الذكاء الاصطناعي لأي حيوان منوي.
تفاصيل أول حالة ناجحة
الزوجان “روزي” وزوجها، يبلغان من العمر 38 عاماً، خضعا لـ15 محاولة تلقيح فاشلة على مدار سنوات. بفضل “ستار”، تحقق الحمل في مارس 2025، ما مثل لحظة تاريخية في حياتهما.
التجربة الإنسانية والتأثير النفسي
قالت “روزي”: “كنت أعتقد أن الفرص قد انتهت، لكني الآن أعيش أملاً لم أكن أتخيله”. تشعر بالحيرة والسعادة يومياً، مؤكدة أنها لم تصدق حتى رأت نتائج الفحوصات.
الذكاء الاصطناعي يغير قواعد الطب التناسلي
يشير الدكتور ويليامز إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكشف جوانب غير مرئية من مشاكل العقم. يضيف: “نحن نُزيل الغشاوة عن أشياء لم نكن نراها في السابق”.
صُنِّف مركز كولومبيا للخصوبة كالأفضل وطنياً، ما يعكس كفاءة الأداء وجودة الرعاية. النظام الجديد يُعزز هذه السمعة من خلال تقديم حل فريد لحالات كانت تُعد مستعصية.
منهجية التطبيق والتوسع المحتمل
يُستخدم “ستار” حالياً ضمن الرعاية الروتينية في المركز. يبدأ الأطباء بجمع العينات وتجميدها، ثم ينسقون التلقيح الاصطناعي مع دورة الإباضة للمرأة.
في يوم استخراج البويضات، تُستخدم عينة جديدة تمر عبر “ستار” لاختيار أي حيوان منوي نشط. تُخصب البويضات وتُعاد إلى الرحم خلال ساعتين فقط، ما يُقلل الجهد والوقت والتكلفة.
هذا التقدم يُبشر بتطبيقات واسعة في مجال الطب التناسلي، ويُظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي في حل أعقد مشاكل العقم. الأمل عاد مجدداً لمن ظنوا أن الأمل انتهى.