بغداد

“بغداد: مدينة تكتب التاريخ بحبر القلب”

بغداد ليست مجرد مدينة، بل فكرة، وحنين، وأغنية خالدة في وجدان العرب. مدينة وُلدت من الحبر والقصائد، وتربّت على ضفاف دجلة، وحملت على كتفيها حضارات وأحلاماً لا تُعد. في بغداد، لا تمشي على أرصفة عادية — بل على طبقات من التاريخ، وعلى ظلال الفلاسفة والشعراء والعشاق.

هنا، كتب الجاحظ، وغنّى ناظم الغزالي، وتحلّق الناس حول المصابيح ليصنعوا من الكلام فناً ومن اللقاء حضارة. ورغم ما مرّ عليها من محن، بقيت بغداد شامخة بروحها، تعرف كيف تنهض من الرماد، كيف تكتب من الألم جمالاً، وكيف تحفظ في شوارعها عبقاً لا يزول.

من الأسواق العتيقة في الكرخ والرصافة، إلى المقاهي التي لا تزال تحتضن صدى الحكايات، تعيش بغداد بين التحدي والدفء، بين الجرح والابتسامة. إنها المدينة التي كلما حاولت أن تفهمها، أبهرتك أكثر — بأهلها، بعمقها، بصبرها الجميل.

بغداد لا تُختصر، لأنها ليست مكاناً فقط، بل حالة وجدانية، تجربة إنسانية، وشهادة على أن الضوء يمكن أن يعود دائماً، مهما طال الليل.