أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن رسمياً عن تفكيك أكبر شبكة إجرامية متخصصة في سرقة وتهريب الهواتف الذكية في تاريخ المملكة المتحدة، وذلك بعد عملية مداهمات وتنسيق دولي موسع استمر عدة أشهر وأسفر عن توقيف 46 شخصاً وتفكيك بنيتها التنظيمية بالكامل.
بدأت التحقيقات بعدما تعقّب أحد الضحايا هاتفه المسروق ليلة عيد الميلاد الماضي إلى مستودع قرب مطار هيثرو بلندن، حيث اكتشف رجال الأمن صندوقًا يحتوي على نحو 900 جهاز آخر معظمها هواتف “آيفون” حديثة كانت في طريقها للشحن إلى هونغ كونغ. كشفت التحريات أن الشبكة هرّبت نحو 40 ألف هاتف في عام واحد إلى الصين، وكانت توجه عملياتها بشكل منظم عبر عصابات الشوارع وصولًا إلى قادة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، واعتمدت على تهريب الأجهزة الجديدة نظراً لقيمتها العالية في السوق السوداء، حيث يحصل اللصوص على 300 جنيه للهاتف ويباع الجهاز في الصين بما يصل إلى 4000 جنيه إسترليني.
وتضمنت العملية مداهمات لـ28 موقعًا أسفرت عن ضبط أكثر من 2000 جهاز وتوقيف متهمين أساسيين بينهم أشخاص من جنسيات أفغانية وهندية. وأثبتت التحقيقات تورط أفراد العصابة في هجمات على سيارات التوصيل الخاصة بأجهزة آيفون “فئة 17” الحديثة، بالإضافة إلى عمليات نشل منظمة ضمن المواقع السياحية المزدحمة.
صرّح عمدة لندن، صادق خان، بأن هذه العملية تمثل “نقطة تحول تاريخية” في مكافحة سرقات الهواتف، والتي ارتفعت في لندن من 28 ألف جهاز في 2020 إلى أكثر من 80 ألفاً في 2024، بحسب أرقام رسمية. وبدوره، أكد قائد العمليات في شرطة العاصمة، أندرو فيذرستون، أن النجاح تحقق بفضل التعاون الدولي، وتوظيف تقنيات تتبع الأجهزة والشحنات المشبوهة إلكترونياً، موجهاً رسالة لشركات التقنية لتشديد آليات الأمن الإلكتروني ومنع استخدام الأجهزة المسروقة دولياً
