تواصل سمو الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم، أول طيار ملكي إماراتي، وأول امرأة في دولة الإمارات تنضم إلى الجناح الجوي لشرطة دبي برتبة ملازم أول طيار، كتابة فصول جديدة في تاريخ الطيران المدني والعسكري الإماراتي. وقد ترقت سموها لاحقاً إلى رتبة قائد طيار، مما يعزز مكانتها كرائدة في مجال الطيران على مستوى المنطقة.
بدأت رحلة سمو الشيخة موزة مع عالم الطيران في سن مبكرة، حيث كانت تشعر بالشغف تجاه المغامرة والتحدي منذ طفولتها. وفي سن الثانية عشرة، خاضت أول تجربة طيران على متن طائرة مروحية من طراز روبنسون 22 في المملكة المتحدة، وهو ما أشعل شغفها بعالم الطيران.
إنجازات متراكمة في مجال الطيران المدني
حققت سمو الشيخة موزة عدة إنجازات مهمة في مسيرتها المهنية. التحقت بأكاديمية أكسفورد للطيران في سن السابعة عشرة، لتصبح أصغر طالبة مسجلة في الأكاديمية آنذاك. وفي عام 2016، بدأت العمل كطيار أول في طيران الإمارات، لتصبح أول امرأة من العائلة الحاكمة في دبي تعمل في مجال الطيران التجاري.
كانت أول رحلة جوية رسمية لسموها من دبي إلى عمان على متن طائرة بوينغ 777، وقد حرصت والدتها على أن تكون على متن تلك الرحلة التاريخية دعماً لابنتها. وقد عبرت سموها عن فخرها بهذه اللحظة التاريخية في منشور على إنستغرام، حيث كتبت “أول رحلة جوية لي في طيران الإمارات في سن 19 عاماً، والدتي حافظت على وعدها وجاءت في رحلتي الأولى”.
دور رائد في شرطة دبي
في عام 2019، انضمت سمو الشيخة موزة إلى الجناح الجوي لشرطة دبي برتبة ملازم أول طيار، لتصبح أول امرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحمل هذا المنصب. وبعد أربع سنوات من الخدمة المتميزة، تمت ترقيتها إلى رتبة قائد طيار في عام 2023، وفقاً لما أكدته مجلة جرازيا.
تشمل مهام سموها في شرطة دبي عمليات البحث والإنقاذ، والمراقبة الجوية، ونقل الصور المباشرة من مواقع الحوادث إلى غرفة التحكم في الشرطة، بالإضافة إلى تأمين الفعاليات الكبرى. وقد عبرت سموها عن فخرها بخدمة وطنها من خلال العمل الذي تحبه، قائلة “خدمة بلادي من خلال القيام بما أحب أكثر من أي شيء آخر هو ببساطة أفضل شعور، وأنا ممتنة له بعمق”.
إنجازات عالمية في مجال الطيران المتقدم
في عام 2022، حققت سمو الشيخة موزة إنجازاً عالمياً جديداً عندما أصبحت أول امرأة تقود طائرة AW609 تيلت روتور، وهي طائرة ثورية تجمع بين خصائص المروحية والطائرة التقليدية. تمت هذه التجربة التاريخية في مقر شركة ليوناردو في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلقت سموها على هذا الإنجاز قائلة “أشعر بالحماس كوني أول طيار امرأة تختبر هذه الطائرة الثورية. لم يكن هذا مجرد إنجاز شخصي، بل فرصة لكسر سقف زجاجي آخر أمام النساء”. وأضافت أن هذه التجربة تمثل “التطور الطبيعي لخبرتي في الطيران، حيث تدمج مهارات الطيران المروحي والطيران الثابت الجناحين”.
مساهمات في تمكين المرأة في الطيران
أسست سمو الشيخة موزة جمعية “شهانة” للنساء في الطيران عام 2019، بهدف زيادة مشاركة المرأة في قطاع الطيران. وتهدف الجمعية إلى جذب المشاركة النسائية في جميع مجالات قطاع الطيران، واقتراح تغييرات على السياسات واللوائح، وتمثيل النساء في الطيران في جميع الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية.
وألفت سموها كتاباً بعنوان “عندما حلقت في السماء” عام 2024، يسلط الضوء على قصص النساء الرائدات في مجال الطيران عبر التاريخ. ويهدف الكتاب إلى إلهام الأطفال والشباب، وخاصة الفتيات، للإيمان بأحلامهن والسعي لتطوير مهاراتهن وقدراتهن.
رؤية مستقبلية لتطوير قطاع الطيران
تؤمن سمو الشيخة موزة بأن “السماء لا تعرف الجنس”، وهو الشعار الذي تتبناه في مسيرتها المهنية. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن النساء يمثلن 6% فقط من القوى العاملة في مجال الطيران عالمياً، وهو رقم تسعى سموها لتحسينه من خلال مبادراتها المختلفة.
وقد شاركت سموها في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية لتعزيز دور المرأة في الطيران، بما في ذلك منتدى المرأة العالمي في دبي، ومؤتمر النساء في التكنولوجيا في البرازيل. وفي خطابها في منتدى المرأة العالمي، أكدت سموها أن “دولة الإمارات قدمت للنساء كل الدعم اللازم للنجاح، وتعتبرهن شريكات فاعلات في رحلة التنمية بالدولة”.
دعم القيادة الحكيمة والأسرة
تشيد سمو الشيخة موزة بالدعم الذي تلقته من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات. وتقول سموها “نحن الإماراتيين محظوظون جداً بكوننا جزءاً من هذه الأمة العظيمة. قادتنا متقدمون في رؤيتهم لدعم المساواة بين الجنسين”. كما تؤكد أن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم كان أساسياً في تمكينها من تحقيق أحلامها في الطيران.
وتعترف سموها بالدور المحوري لوالدتها في دعم مسيرتها، حيث تصفها بأنها “أعطتني أول زوج أجنحة، مما سمح لي بأن أكون من أريد أن أكون”. هذا الدعم الأسري والقيادي يعكس النهج الشامل لدولة الإمارات في تمكين المرأة وإتاحة الفرص أمامها في جميع المجالات.
تواصل سمو الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم كونها مصدر إلهام للأجيال القادمة من النساء الإماراتيات والعربيات، مؤكدة أن النجاح لا يعرف حدوداً عندما تتوفر الإرادة والدعم والتصميم على تحقيق الأهداف.
