أعلن حزب العمال الكردستاني رسميًا انسحاب جميع عناصره من الأراضي التركية إلى شمال العراق، في خطوة توصف بأنها تاريخية وتهدف لتجنيب المنطقة احتمالية التصعيد العسكري وفتح المجال أمام مسار سياسي وقانوني جديد مع أنقرة.
خطوة للتهدئة ونزع السلاح
أكد الحزب في بيان رسمي أن قرار الانسحاب جاء في إطار التحوّل إلى العمل السياسي والديمقراطي، داعيًا الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات ملموسة وقوانين خاصة تضمن اندماجه في الحياة السياسية، ومنح الحريات وضمان إقرار العفو العام بحق عناصره الذين تخلوا عن الكفاح المسلح. وشهدت جبال قنديل شمال العراق مراسم رمزية سلّم خلالها مقاتلو الحزب أسلحتهم وأحرقوها.
دوافع الانسحاب ودعوات أوجلان
يأتي الانسحاب استجابة لدعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان من محبسه، الذي طالب بعقد مؤتمر عام يُعلن فيه حل الحزب وإلقاء السلاح، مشددًا على أهمية الانتقال السلمي وإقرار القوانين اللازمة لحماية عملية السلام بين الأتراك والأكراد.
موقف الحكومة التركية
رحبت أنقرة بحذر بهذه الخطوة وعدّتها نتيجة واضحة لمساعي القضاء على الإرهاب داخل تركيا، مع تفعيل لجنة برلمانية لمتابعة عملية السلام وضع التشريعات المناسبة، في حين شدد حزب العدالة والتنمية الحاكم على ضرورة مواصلة الضغط لضمان استمرارية التنفيذ الميداني للانسحاب الكامل.
قلق العراق وتحذيرات المراقبين
أثار الانسحاب قلق حكومة العراق لعدم وجود تنسيق مسبق لتحركات الحزب السريعة، وسط رفض رسمي لتحويل المناطق الجبلية العراقية لقواعد دائمة للفصائل المسلحة. ورغم التموضع التاريخي لقوى الحزب بشمال العراق، يرى مراقبون أن هذه الخطوة الرمزية قد لا تعني بالضرورة نهاية شاملة للعمليات العسكرية في ظل توترات إقليمية.




