شهدت ولاية فيكتوريا الأسترالية مساء الأحد ظاهرة فلكية استثنائية، عندما اخترق نيزكٌ السماء بسرعة فائقة تاركًا خلفه شظية من الضوء المتوهج. وثّق هواة الفلك الحدث عبر مقاطع فيديو التُقطت من حدائق منازلهم في مناطق متفرقة من الولاية.
شارك سكان مدينتي بالارات وبنديغو لقطات النيزك المضيء، الذي انبثق عند الساعة 7:34 مساءً بالتوقيت المحلي (9:34 بتوقيت غرينتش)، وفقًا لما نشره “منظمة الأرصاد النيزكية الدولية” على صفحتها في فيسبوك. وظهرت الكرة النارية بسطوعٍ يفوق النجوم المحيطة، قبل أن تتلاشى تدريجيًا بارتفاع حوالي 9 كيلومترات عن سطح الأرض.
أبلغ عدد من شهود العيان عن سماع دوي انفجار هوائي قوي بعد لحظات من مروره، وهو ما أرجعته وكالة “جيولوجيا أستراليا” إلى صوت ارتطام موجة الصدمة بجوّ الأرض، دون تسجيل أي هزات أرضية حقيقية. وذكرت الوكالة عبر منشور على منصة “إكس” أنها تلقت عدة تقارير عن اهتزاز المنازل في بنديغو عند نحو الساعة 7:40 مساءً، لكنها لم تعثر على أي دليل على وقوع نشاط زلزالي فعلي.
قدّر الفلكي الهواه ديفيد فينلاي، مدير مجموعة “تقارير النيازك الأسترالية”، أن حجم الشظايا الأصلية للنيزك تراوح بين 10 سنتيمترات و1 متر تقريبًا، مما يزيد احتمال سقوط أجزاء صخرية على الأرض. وأشار فينلاي إلى أن قوة الدوي الشديد تشير إلى أن كتلة كبيرة منه اقتربت من سطح الأرض قبل تفككها.
من جهتها، أجرت مرصد بلارات عمليات رصد يدوية لخُط سير الكرة النارية، فتوقع مركز سقوط محتمل لشظايا النيزك شمال شرق بلدة ماريبورو. وأكد الفريق أن هذه الشظايا ربما وجدت طريقها إلى الأرض، ومن المتوقع أن تُكتشف في مناطق زراعية غير بعيدة عن مسار الرحلة النهائية للنيزك.
استبعد خبراء الأرصاد الفضائية احتمال كون الجسم أحد نفايات الأقمار الاصطناعية أو الحطام الفضائي. كما أكدوا عدم ارتباط الظاهرة بسماك الشهب المعروفة باسم “بردة البرشاويات”، على الرغم من تزامنها الزمني مع ذروة هذا السرب الفصلي. وأوضح عالم الفلك بيري فلاوس أن اتجاه الشهب المرصودة لم يتطابق مع نقطة انبثاق برشاويات السماء، ما يؤكد استقلالية هذا النيزك عن الدورة السنوية للشهب.
لم تُسجل أي إصابات أو أضرار جسيمة نتيجة مرور النيزك فوق الولاية. ويواصل هواة الفلك والباحثون مسح المناطق المحتملة لسقوط الشظايا، على أمل استعادتها وتحليل مكوناتها المعدنية. وتعد مثل هذه الظواهر فرصةً نادرة لفهم تكوين الأجسام الفضائية وتوثيق رحلاتها عبر غلافنا الجوي.