وضعت روسيا شروطاً صارمة على استئناف محادثات السلام مع اليابان، حيث أشارت إلى أن المفاوضات ممكنة فقط إذا تخلت طوكيو عن موقفها “المعادي”، وذلك بعد أن رحبت رئيسة وزراء اليابان الجديدة بمبادرة توقيع معاهدة سلام.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن محادثات السلام مع اليابان “تصبح ممكنة فقط إذا تخلت طوكيو عن سياستها المعادية لروسيا”.
وأضافت أن “التطبيع الحقيقي للحوار بين الدولتين مستحيل دون تخلي اليابان عن سياستها المعادية المؤكدة بخطوات عملية ملموسة”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندري رودينكو: “بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في فبراير 2022، اتخذت الحكومة اليابانية مساراً في دمار متتالي للعلاقات الروسية اليابانية”، وأضاف أن “طوكيو قدمت 25 حزمة عقوبات غير شرعية ضد بلادنا”.
الشروط الروسية لاستئناف محادثات السلام مع اليابان
واتهمت روسيا اليابان بـ”تسميم وعي الجمهور الياباني بأيديولوجية روسوفوبيا من خلال جهود السياسيين والمسؤولين الحكوميين والإعلام الوطني”.
وأشارت إلى أن “الأنشطة العسكرية الاستفزازية المشتركة مع الولايات المتحدة ودول حلف الناتو الأخرى تتصاعد بشكل ظاهر قبالة الحدود الشرقية البعيدة لبلادنا”.
كما اتهمت روسيا اليابان بـ”تقديم مساعدة مادية وتقنية مباشرة لنظام كييف”. وشددت على أن “في مثل هذه الظروف، لا نرى فرصة لتجديد المفاوضات مع طوكيو لإبرام وثيقة أساسية كانت من المفترض أن تصبح أساساً للعلاقات الودية الطويلة الأمد”.
الترحيب الأولي المتحفظ لروسيا
وبالرغم من الشروط الصارمة، رحبت روسيا في الوهلة الأولى بـ”بيان حكومة اليابانية برغبتها في توقيع معاهدة سلام”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “نرحب بهذا البيان، ونحن أيضاً نؤيد إبرام معاهدة سلام مع اليابان”.
لكن بيسكوف سارع إلى التأكيد على أن “الكلام عن الرغبة في إبرام معاهدة سلام شيء، والحالة الفعلية والإجراءات الفعلية التي اتخذتها السلطات اليابانية ضد بلادنا شيء آخر”.
خلفية النزاع بين اليابان وروسيا
وتتفاوض روسيا واليابان على معاهدة سلام منذ منتصف القرن العشرين بناءً على نتائج الحرب العالمية الثانية.
والعقبة الرئيسية هي الخلاف حول جزر الكوريل الجنوبية، حيث ضمت الاتحاد السوفييتي وقتها الأرخبيل بالكامل بعد الحرب، لكن اليابان تنازع ملكية جزر إيتوروب وكوناشير وشيكوتان بالإضافة إلى جزر صغيرة غير مأهولة.
وأوقفت روسيا المشاورات مع اليابان بشأن معاهدة السلام في 2022 بعد أن فرضت طوكيو عقوبات على موسكو بسبب الأوضاع في أوكرانيا.
كما انسحبت روسيا من المفاوضات مع اليابان بشأن إقامة أنشطة اقتصادية مشتركة في جزر الكوريل الجنوبية.




